مفلح العدوان يكتب عن الإنسان بكل أبعاده في "مرثية الوتر الخامس"

Untitled-1
Untitled-1
عزيزة علي عمان- صدر للقاص والمسرحي مفلح العدوان، كتاب بعنوان "مرثية الوتر الخامس"، عن الدار الأهلية للنشر، الأردن، يشتمل على ثلاثة نصوص مونودراما هي "مرثية الوتر الخامس، وتغريبة ابن سيرين، وآدم وحيدا"، قدم لهذه النصوص عميد المسرح المغربي د. عبد الكريم برشيد. قال العدوان في تصريح خاص لـ "الغد" إن هذا الإصدار يأتي في ثلاثة نصوص مونودراما "كتبتها في ظروف كتابة مختلفة، وفي سياقات اجتماعية وسياسة متباينة، وكل نص محمول على شخصية إنسانية وتاريخية حاضرة مؤثرة في السياق الإنساني والثقافي والنفسي والسياسي، وهي تنتصر للإنسان والحلم وللحرية والصراع داخل تلك الشخصيات ومع من حولها تصعيد باتجاه رسالة البقاء للقيم الإنسانية". وأضاف العدوان في هذه النصوص "إعلاء للقيم الإنسانية في مواجهة الخراب والإرهاب والدماء وتسليع الإنسان، فثالوث تلك النصوص يمتلك الخيوط الدقيقة التي تنسج تنويعات البوح والحوار والصراع في إطار شخصيات كل من آدم وابن سيرين وزرياب، بتركيز على دالة لافتة لكل واحد منهم، والتداعيات تتراوح بين الذات النابضة والذاكرة الجمعية الحاضرة". وأشار العدوان إلى أنه وفق تلك الأطر جاء هذا الكتاب، وتلك الحيوات، على هيئة نصوص تم تقديرها بجوائز، وتم عرضها على الجمهور، وهي قابلة للاشتغال عليها من وجهات وزوايا مختلفة، كما أنها كتبت لتكون ممتعة للقراءة أيضا، "لأني أعتني باللغة كعنصر أساسي في المونودراما وفي المسرح عموما". ونوه العدوان إلى أن نص "مرثية الوتر الخامس"، قد فاز في العام 2015، بالجائزة الأولى في مسابقة المونودراما الدولية (النسخة العربية) التي تنظمها الهيئة الدولية للمونودراما بالتعاون مع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، كما فاز نص مونودراما تغريبة ابن سيرين ضمن العشرة نصوص الأولى في مسابقة المونودراما الدولية في الفجيرة العام 2011م، بينما كانت مونودراما آدم وحيدا موضوع رسالة ماجستير في جامعة سوسة في تونس للباحث رمزي هاني عنوانها: السرد المسرحي في المونودراما.. مسرحية آدم وحيدا لمفلح العدوان نموذجاً. عميد المسرح المغربي د. عبد الكريم برشيد يعرف في مقدمة الكتاب "المونودراما"، قائلا "هي فن الاختزال"، هكذا هي في حقيقتها، و"نحن هنا مع نصوص الكاتب مفلح العدوان، أمام ثلاث مسرحيات تختزل كل الزمن التاريخي في ثلاث ساعات، وتختزل كل العالم في ثلاثة فضاءات مسرحية، وتختزل كل الإنسانية في ثلاثة نماذج بشرية فقط، هي: (آدم) المؤسس للحياة، (ابن سيرين) الحالم مفسر للأحلام، (زرياب) صانع الجمال والبهجة في حياة الناس الأحياء". ويضيف برشيد "نحن أمام كتابة تنتمي للمسرح، ويبقى أن المعنى الحقيقي للمسرح هو الحضور، وهو التلاقي، وهو الحوار، وهو الإنسان، وهو الحياة، وهو الحيوية، وهو الشفافية، وهو التلقائية، وهو اللحظة الاحتفاليّة التي يمثلها التلاقي المسرحي، وهو النظر إلى الخلف خوفاً على الحاضر والمستقبل، وهو اللعب الجاد، وهو الضحك الذي يحمل نقيضه فيه، وهو الوجه الذي تفضحه أقنعته، وهو الكشف والمكاشفة، وهو رفع الستار، وهو كذلك الأمر تسليط الأضواء على الأركان المظلمة في المجتمع وفي النفوس، وهذا ما يمكن أن نجده في نص (مرثية الوتر الخامس) وفي نص (تغريبة ابن سيرين) وفي نص (آدم.. وحيدا)". ويرى برشيد أن العدوان يكتب للإنسان وعن الإنسان في كل أبعاده ومستوياته وحالاته ومقاماته، ويتحدث عن التاريخ في كل مستوياته الزمنية، وهو يكتب عن زرياب، حتى أنه يخيل إلينا وكأننا نراه، ويكتب عن ابن سرين وكأنه واحد من جيراننا أو من أصدقائنا، ويكتب عن آدم آخر ممكن الوجود، آدم افتراضي يأتي في نهاية الخلق وليس في بدايته، وهو يختزل الكتابة في الأقانيم الثلاثة التالية: (الحرية، والجمال، والمحبة)، وهو مؤمن بالعلم تماما كما هو مؤمن بالأدب، ويرى أن (الأدب هو الأقدر على إنقاذ الإنسانية من تيهها). ويذكر أن "مرثية الوتر الخامس"جاءت بعد عدة كتب صدرت للعدوان في المسرح هي: مسرحية "عشيات حلم"، "ظلال القرى وآدم وحيدا"، (مسرحيتان)، وأربعة نصوص مسرحية (ظلال القرى/ عشيات حلم/ بلا عنوان/ سجون)، كما صدر له رواية بعنوان "العتبات" وصدر له العديد من القصص القصيرة منها: "الرحى" التي فازت بالمركز الأول في جائزة محمود تيمور، "الدواج"، "موت عزرائيل"، "موت لا أعرف شعائره" وهي حصاد فوزه بمسابقة اليونسكو للكتابة الإبداعية في العام2001م، وكانت الجائزة تفرغ لمدة أربعة أشهر في فرنسا لإنجاز مشروع كتابي قصصي، "شجرة فوق رأس"، مختارات قصصية عنوانه "نحت آخر لتمثال المفكر"، "هَب لي عيناً ثالثة". ويشغل مفلح العدوان موقع مدير الشؤون الثقافية في الديوان الملكي الهاشمي في الأردن، وكان مدير المركز الثقافي الملكي، ورئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب لعدة سنوات، ونائب رئيس الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري (بيت الأنباط)، وعضو هيئة إدارية لعدة مرات في رابطة الكتاب الأردنيين، وأسس العام 2017م مع مجموعة من مبدعي السرد في الأردن مختبر السرديات الأردني، وهو أول رئيس للمختبر. وفاز كتاب (موسوعة القرية الأردنية/ بوح القرى)، بجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب في العلوم الإنسانية، للعام 2017م. فاز بجائزة "الطائر" للتبادل الثقافي بين الأردن ومدينة درم البريطانية، التي يشرف عليها كل من معرض درم للكتاب الذي تمثله مؤسسة الكتابة الشمالية الحديثة، والمعهد البريطاني في عمان ممثلا في مجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام، إضافة إلى كلية سانت ماري في جامعة درم، والمجلس الثقافي البريطاني.اضافة اعلان