مقبرة عين الباشا القديمة.. مطالب بصون حرمتها من التعدي والإهمال

محمد سمور

قاذورات ومخلفات طمم وعلب فارغة تعود بعضها لمشروبات روحية، تنتشر هنا وهناك بين القبور، دون أدنى رقابة، محولة مقبرة عين الباشا القديمة بمحافظة البلقاء إلى أشبه بمكان للتخلص من النفايات، في مشهد يثير مشاعر الاستياء وأحيانا الغضب لدى البعض عند زيارتهم لقبور موتاهم.

اضافة اعلان


وفي وصف لما آل إليه حال المقبرة، يقول بعض المواطنين إن هناك تعديا واضحا على حرمة المقبرة وقبور الموتى، حيث تحولت المقبرة إلى مكان للتخلص من النفايات والقاذورات ومخلفات الطمم والبناء، دون وجود أي رقابة أو متابعة لنظافتها من قبل البلدية.


وأضافوا في حديثهم مع "الغد"، أن الأمر تخطى ذلك إلى سلوكات منافية للشرع والقانون والأخلاق، من حيث تعمد البعض على تناول الكحول داخل المقبرة، مشيرين إلى أنه وفي كثير من الأحيان التي يزورن فيها قبور موتاهم يجدون "زجاجات خمر" بالمقبرة.الشاب محمد السطري، يقول إنه يواظب على زيارة المقبرة أسبوعيا لقراءة الفاتحة على أرواح شقيقه ووالده وأقارب آخرين، ويتفاجأ في كل مرة بازدياد وضع المقبرة سوءا، لانعدام الاهتمام فيها.


وقال إنه نقل رسائل عدة بخصوص وضع المقبرة إلى بلدية عين الباشا لكن دون أي تفاعل أو استجابة، مضيفا، أنه وفي كل زيارة يجد "قاذورات ونفايات ومخلفات طمم وبناء وزجاجات فارغة معدنية وأخرى زجاجية بين القبور وفوقها".

وطالب السطري، بضرورة الانتظام في تنظيف المقبرة بشكل دوري، معتبرا أن الوضع الحالي لها، يمثل انتهاكا لحرمة المقابر، وإساءة لأرواح الأموات ومن يزورهم.الحاج أبو نضال وهدان، يؤكد أن المقبرة عمرها عقود طويلة، وأن حجمها صغير إلى حد ما، وحاليا شبه ممتلئة وبالكاد تجد فيها مساحة لحفر قبر، لافتا في الوقت ذاته إلى أن القبور فيها "عشوائية وغير منظمة".


وقال أبو نضال، إنه من الأفضل أن يتم إيجاد مكان مناسب في مدينة عين الباشا لإنشاء مقبرة جديدة عليه، للحيولة دون تفاقم تلاصق القبور في المقبرة القديمة.


المواطن عماد برقان، يقول إنه يزور بين الفترة والأخرى قبر والدته في مقبرة عين الباشا القديمة، مؤكدا أن أوضاع المقبرة بحالة مزرية، وأنه يجد صعوبة بالسير فيها بسبب كثافة الشوك والأعشاب، بالإضافة إلى تطرقه لانتشار الكلاب الضالة فيها في كثير من الأحيان بسبب قيام البعض بإلقاء مخلفات الطعام والنفايات فيها.


وأضاف، أن باب المقبرة مشرعا طيلة الوقت، وسورها غير مرتفع، الأمر الذي يتيح الدخول إليها ليلا من قبل من يمارسون فيها سلوكات سلبية حتى وإن كان الباب مغلقا، مشيرا إلى عدم وجود رقابة أو حراسة، ومتطرقا كذلك إلى وجود روائح كريهة وحشرات وقوارض لانعدام النظافة.


من جهته، أكد مصدر في بلدية عين الباشا، أن البلدية تقوم بين الفترة والأخرى بحملة نظافة ومتابعة لكل ما يتعلق بالمقبرة، معتبرا أن الانتقادات التي يوجهها بعض السكان، فيها مبالغة وليست واقعية.


وأضاف لـ"الغد"، طالبا عدم نشر اسمه، أن هناك مسؤولية تقع في المقابل على عاتق السكان، إذ إن بعضهم على حد قوله "يقومون بإلقاء النفايات والأنقاض وكل ما يريدون التخلص منه في المقبرة، بالإضافة إلى أن بعض من يحفر القبور لدفن موتاهم لا يقومون بعد ذلك بإزالة الطمم ويتركونه في مكانه".


رغم ذلك، يقول المصدر إنه سيتم طرح الملاحظات بشأن المقبرة القديمة، على المجلس البلدي، لمتابعتها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.

اقرأ المزيد :