مقترح لتحويل مخيمات اللاجئين في المملكة لمنصات خضراء

مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق -(أرشيفية)
مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق -(أرشيفية)

فرح عطيات

عمان – خلصت جلسة نقاشية متخصصة أول من أمس إلى أن "استعادة النظام البيئي المتدهور في مخيمات اللاجئين في الأردن والعالم، من الممكن أن تزيل 13 الى 26 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي".اضافة اعلان
وأكد مشاركون، في الجلسة التي نظمتها رقمياً "حركة معسكرات استعادة النظم البيئية العالمية"، أنه "بحلول العام 2030، يمكن أن تولد استعادة النظام البيئي المتدهور قيمة إضافية قدرها 9 تريليون دولار أميركي، بحيث تتجاوز الفوائد تكلفة الاستثمار عشرة أضعاف".
وبناء على ذلك، بادرت الناشطة البيئية والريادية في مجال الزراعة المستدامة إلهام العبادي إلى "وضع خطة مشروع لتقديمها إلى وزارة الزراعة، في اجتماع يعقد اليوم الاثنين لهذه الغاية، لتحويل مخيمات اللاجئين في الأردن لمنصات خضراء، وحاضنة ابتكار، عبر استعادة النظم الإيكولوجية فيها".
وخلال استعراضها لوضع المخيمات في الأردن من الناحية البيئية في الجلسة، أكدت العبادي أن "ارتفاع مساحة مخيمات اللجوء، مع تزايد أعداد اللاجئين، كان سبباً في إحداث خلل في التوازن البيئي، في ظل ما يعانيه الأردن من نقص في المياه، والأوضاع السياسية المحيطة به، والتحديات المختلفة التي تواجهه".
ومن هنا جاءت فكرة العبادي بأن "يتم تحويل مخيمات اللجوء إلى منصة لاستعادة التنوع الحيوي عبر اتخاذ العديد من الإجرءات من بينها اعادة تدوير المياه والنفايات والزراعة، والتي تُسهم في خلق المزيد من فرص عمل للاجئين".
واستندت العبادي في رأيها إلى "تجربة مخيم اللجوء في محافظة الجرش، حيث تم العمل على إنشاء حدائق على أسطح المنازل، واستخدام المساحات المتوفرة في منازل اللاجئين لتخضيرها".
ويعيش في الأردن أكثر من 3.788 مليون لاجئ يحملون أكثر من 53 جنسية، غالبيتهم من الفلسطينيين والسوريين، في وقت يحتضن فيه ثاني أكبر نسبة في العالم من اللاجئين بعد لبنان مقارنةً بعدد المواطنين، حيث أن واحداً من بين 3 من سكان الأردن هو لاجئ، وخامس أكبر عدد من اللاجئين من حيث القيمة المطلقة، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي رأي المستشارة في مجال أعمال التنمية المستدامة تينا تيوشر فإن "البلدان المستضيفة للاجئين تعاني تدهورا الأراضي، والصراع على الموارد والاحتياجات الأساسية".
وتكمن الحلول لهذا الأمر، بحد قولها بـ "عكس اتجاه تدهور الأراضي في مخيمات اللاجئين، عبر إعادة تأهيلها لتصبح مناطق منتجة، تساهم في حماية الأمن الغذائي، وتوفير إمدادات الطاقة، وتنمية المجتمع، ومكافحة تغير المناخ وتقليل تأثير الحرارة في المناطق الحضرية".
وحول ما توفره الممارسات التجديدية في المخيمات أجملتها بـ "الغذاء، والأشجار، وتحسين الصحة، وخلق فرص عمل، وتوفير المأوى والسكن، والتعليم المدرسي، والطاقة المتجددة".
وتواجه عملية تجديد المخيمات عقبات عدة من أبرزها "خشية السلطات المحلية من أن تصبح المخيمات مكان إقامة دائما للاجئين، والتي من المفترض أن تكون مواقع مؤقتة"، تبعا للعبادي.
وشددت على أن "الاستناد إلى مبدأ التعلم من بعضنا بعضا يمكن أن يساعد في التغلب على القيود التي تساعد على المشاركة في عمليات التجديد".