مقتل 27 مهربا على الحدود رسالة حاسمة لعصابات المخدرات

جندي من الجيش العربي خلال حراسته للحدود الشمالية-(بترا)
جندي من الجيش العربي خلال حراسته للحدود الشمالية-(بترا)

موفق كمال

عمان- عبر رسالة حاسمة، قوامها الرد السريع، وجهتها القوات المسلحة لعصابات تهريب المخدرات، التي حاولت الخميس الماضي التسلل عبر حدود المنطقة الشمالية الشرقية، معتقدة بتفكير سطحي بأن الظروف الجوية السيئة ستخدمها، فيما المفاجئة كانت، قتل 27 مهربا واحباط كافة محاولات التهريب المتزامنة في اكثر من نقطة حدودية.

اضافة اعلان


وعلى ما يبدو، فإن عصابات التهريب تستغل الظروف الجوية السيئة، لتفيذ عمليات التسلل، وهو ما تشير إليه مصادر أمنية قالت، "إن العملية التي نفذت مؤخرا واستشهد فيها النقيب محمد الخضيرات، وأصيب فيها آخرون تم تنفيذها في ظروف مناخية سيئة".


علامات استفهام يثيرها خبراء عسكريون وأمنيون حول آلية اختيار عصبات التهريب الوقت المناسب الذي يخدمهم لنقل كميات كبيرة من المخدرات ترافقها أسلحة فردية متطورة.


وكانت القوات المسلحة قد صرحت الخميس الماضي عن تغيير قواعد الاشتباك فيما نفذت المنطقة العسكرية الشرقية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية عمليات نوعية متزامنة على عدة واجهات ضمن منطقة المسؤولية، أحبطت من خلالها محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.


وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثا مع المهربين الذين كانت تساندهم مجموعات أخرى مسلحة، ما أدى إلى مقتل 27 مهربا وإصابة عدد من المهربين وفرارهم الى العمق السوري، وبسبب صعوبة الظروف الجوية وتراكم الثلوج، تم اجراء تفتيش أولي للمنطقة، وعثر على كميات كبيرة من المواد المخدرة، مشيراً إلى أن عمليات البحث والتفتيش ما تزال قائمة للتأكد من خلو المنطقة من وجود أشخاص ومواد مخدرة.


ويرى العميد نايف الجالودي، أن هناك عدة عوامل تزيد من حالات التسلل بهدف تهريب المخدرات، لافتا إلى ان المهربين ينتهزون العوامل الجوية السيئة لتنفيذ عمليات التسلل وتهريب المخدرات.


وأوضح ان المناطق الحدودية تكون ذات رؤية ضعيفة احيانا بسبب تكاثف الغبار صيفا، واحيانا تنفذ العمليات في ظروف مناخية سيئة كما حدث مؤخرا بقصد تسهيل عملية التسلل.


وأكد أن المفاجأة التي واجهها المهربون ان القوات المسلحة كانت لهم بالمرصاد، بالرغم من تزامن عدة محاولات تسلل وفي اكثر من موقع حدودي على الحدود.


وأشار الجالودي إلى أن تأزم الاوضاع الامنية في سورية ولبنان ووجود معابر غير شرعية بين البلدين، وغياب تواجد عسكري على الشريط الحدودي من الجانب السوري، يزيد من حالات التهريب، في ظل انتشار المليشيات وعملها في تصنيع المخدرات وتهريبها الى دول الاستهلاك مرورا من الأردن بغية الحصول على التمويل، مشيرا إلى أن قرار بعض دول الخليج بوقف الاستيراد من لبنان، حصر الخيارات أمام المهربين الذي وجدوا في الحدود الأردنية بديلا.


وبين الجالودي ان تغيير قواعد الاشتباك بقرار من رئيس هيئة الاركان، ووضع المهربين في مواجهة اطلاق النار مجرد دخولهم المنطقة الحدودية المحرمة، وجه رسالة جادة من قبل القوات المسلحة إلى عصابات المخدرات.


ويؤيده بذلك خبير الاستراتيجيات الدفاعية الدكتور اللواء المتقاعد فايز الدويري، مؤكدا ان المهربين يستغلون كل ما يسهل عمليات التسلل لديهم من بينها الظروف المناخية السيئة.


ويشير الدويري الى ردود القوات المسلحة على العملية الاخيرة، موضحا ان قرار القوات المسلحة بتغيير قواعد الاشتباك وتطبيقها جاءت بعد دراسة متأنية لوضع الحدود، خاصة بعد ان تعاملت العام الماضي مع (361) محاولة تسلل وتهريب.


ويضيف الدويري ان عمليات التسلل الاخيرة التي تعاملت معها القوات المسلحة وتحديدا العام الماضي، اتخذت طابع العنف واستخدام اسلحة خطيرة وطائرات مسيرة، بالإضافة الى عمليات تسلل متزامنة في اكثر من مكان على الشريط الحدودي، فلم يعد الامر محاولات تهريب عادية، بل أصبحت القراءة ان هناك جهات وازنة تقف خلف عمليات التهريب.


ويوجه الدويري اصابع الاتهام "للمليشيات الموجود في سورية ومنها المليشيات الشيعية اضافة الى حزب الله"، كونها اصبحت تبحث عن التمويل المالي، مشيرا الى ان هذه العمليات المدعومة أصبحت تشكل خطرا على الامن القومي للأردن.


وأشار الى انه ولهذه القراءة جاء قرار تغيير قواعد الاشتباك، وعدم انتظار الخطر لحين اجتياز الحدود، لافتا الى ان العملية الاخيرة كانت في المنطقة المحرمة.


وينهي الدويري حديثه لـ"الغد" أن قراءة رئيس هيئة الاركان اللواء يوسف الحنيطي تعني ضرب الارهاب والمخدرات قبل دخولها الحدود الأردنية.


العميد المتقاعد الدكتور سعود الشرفات، أوضح أن استغلال عصابات المخدرات في الجانب السوري للظروف المناخية السيئة، مبني على اعتقادهم الخاطئ بان هناك تراخيا عسكريا سيكون في حماية الحدود، مشيرا الى ان المنطقة التي استشهد فيها النقيب الخضيرات تعتبر منطقة ذات طقس باردة جدا وهي على سفح جبل العرب، كما ان تضاريسها صعبة ومعقدة ولهذا تكون مقصدا للتسلل وتهريب المخدرات.


واشار الشرفات الى ان عمليات التسلل وما تشهدها من عنف مسلح، سببها عدم السيطرة الامنية من قبل الجانب السوري للحدود مع الأردن، واضاف انه في ظل النزاع المسلح فمن المؤكد ان هناك ميليشيات متورطة بدعم هذه العصابات وتأمين الحماية لهم، او انها تعمل في تجارة المخدرات وتهريبها بحثا عن التمويل.


ولم يستبعد الشرفات تورط تنظيمات مسلحة ارهابية او غير ذلك تقيم في المناطق المجاورة من الحدود الاردنية تتولى عملية حماية هذه العصابات وتسهيل مهمة تسللهم للحدود الأردنية لغايات الاتجار بالمخدرات في ظل نقص التمويل.

إقرأ المزيد :