"مكتبة الأسرة" قصة نجاح

أعتقد أن وصف مهرجان القراءة للجميع "مكتبة الأسرة الأردنية" بالمشروع الاستراتيجي، هو وصف صحيح، فهذا المشروع الذي يسعى إلى تعزيز القراءة لدى الأردنيين وخصوصا الشباب والأطفال منهم، مشروع عظيم ومفيد وله آثار إيجابية تظهر باستمرار.اضافة اعلان
إن إنشاء مكتبة لكل أسرة، تحتوي على كتب وإصدارات بمواضيع متنوعة، يساهم بتوعية وتثقيف الأسرة وأجيالها باستمرار، ويساهم قبل ذلك، بتشجيع عادة القراءة لدى كل الأجيال.
ولن نتحدث هنا عن أهمية القراءة على الوعي والتطور العلمي والثقافي والاجتماعي، فالجميع يعرف ذلك، ولكنّ توفير كتب بعناوين متنوعة ومفيدة بأسعار زهيدة يساهم بتشجيع القراءة لدى الكثيرين، ويحث الناس على اقتناء الكتب في منازلها، لتكون متاحة لجميع أفراد الأسرة وفي كل الأوقات.
قد يقول قائل، إن قراءة الكتب في عصر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية غير مفيد، لاسيما أن الأجيال الشابة تتجه إلى الانترنت بدلا من قراءة الكتب، لما يوفر لها من متعة وأيضا استفادة.
ومع ذلك، فإن الانترنت وكافة مزاياه، لن تكون بديلا من الكتاب، وهذا ما تم إثباته في الغرب وفي كافة أنحاء الدنيا، وكذلك في مهرجان القراءة للجميع. المتابع لأماكن بيع الكتب ضمن مهرجان القراءة للجميع، يلاحظ مدى اهتمام الجميع وخصوصا الشباب والأطفال، باقتناء الكتب. هناك إقبال منقطع النظير، واهتمام عال بمختلف عناوين الكتب.. كما أن كتب الأطفال وهم جيل المستقبل، وتعويدهم على القراءة أمر في غاية الأهمية، تباع بشكل سريع، وتنفد في مراكز البيع.
من الجميل، مشاهدة هذا الإقبال على شراء الكتب، ما يؤكد أن هناك رغبة شديدة من الجميع، باقتناء الكتب وقراءتها.. هذا يؤكد أن مهرجان القراءة للجميع الذي تم البدء به منذ العام 2007 هو مشروع ناجح بامتياز.
ومن المؤكد أن هذا المشروع يحتاج باستمرار إلى تطوير، من حيث عناوين الكتب التي تعرض فيه، ومن حيث توسيع وزيادة نقاط ومراكز البيع.. وهذا الأمر تتبناه إدارة المهرجان، فهي دائما تقوم بتطويره وتعزيز وجوده بكافة المحافظات وهذا يظهر في كل عام.
إن أجمل ما في المهرجان، أن نشاهد إقبال الشباب والأطفال على مراكز بيع الكتب، وهذا أمر يبشر بالخير، وبأن الأجيال الناشئة تحب القراءة وتحب اقتناء الكتب، وأن المغريات الحديثة لن تسحب البساط من تحت الكتب والقراءة.