ملاحظات على انتخابات "الصحفيين"

لم يتبقَ سوى أيام قليلة على انتخابات نقابة الصحفيين، فيما يتصاعد الحراك الانتخابي يوما بعد يوم وصولا إلى الثامن والعشرين من الشهر الحالي الموعد المقرر للانتخابات. وبالتزامن مع انتخابات "الصحفيين"، هناك انتخابات للعديد من النقابات المهنية. والملاحظ عند إجراء مقارنة سريعة ما بين انتخابات "الصحفيين" وباقي النقابات، أن غالبية النقابات تجري انتخاباتها على أساس قوائم انتخابية في حين تجري انتخابات "الصحفيين" على أساس فردي، دون قوائم، وإذا تواجدت القوائم في الساحة الانتخابية الصحفية فتكون سرية. قانون النقابات المهنية لم ينص على قوائم انتخابية، ولكن التجربة ودخول الأحزاب والفاعليات السياسية والتجمعات النقابية، ساهمت بإنشاء وتأسيس قوائم انتخابية في أغلب النقابات المهنية التي تخوض هذه الفاعليات والتجمعات الانتخابات النقابية. أما في نقابة الصحفيين، فان القوائم تغيب تاريخيا عنها، ويخوض المرشحون الإنتخابات فرادى، وفق برامجهم وتطلعاتهم الشخصية، ما يضعف في النتيجة مجالس نقابة الصحفيين. الفائزون بالانتخابات يحاولون تطبيق برامجهم وأهدافهم بشكل شخصي لا جماعي، وقد تختلف الرؤى والتطلعات والأهداف، وإن تشابهت فان الآليات والتنفيذ يختلف ما بين شخص وآخر. إن القوائم الانتخابية تساهم إلى درجة كبيرة في وصول مرشحين متفقين فيما بينهم على الأهداف وآليات التنفيذ، ما يساعد على تحقيق اكبر قدر من الإنجازات.اضافة اعلان
من جهة أخرى، فإن هناك تشابها كبيرا في الإطار العام لأهداف المرشحين، فجميعهم يعدون بتقوية النقابة وإعادة الهيبة لها.. وجميعهم يعدون بتعزيز خدماتها للأعضاء.. وجميعهم يؤكدون حرصهم على حماية حقوق الصحفيين وتعزيزها.. وجميعهم يدعون لحماية الصحافة الورقية وتعزيز الحريات الصحفية وتحسين وتطوير التشريعات .. وجميعهم يؤكدون بذل كافة الجهود للنهوض بالعمل الصحفي.. الاختلافات في البرامج طفيفة، ولكن الأهم هو التطبيق وآليات التنفيذ.. نتمنى أن ينفذ الفائزون ما وعدوا الصحفيين به.. فالنقابة بحاجة فعلا لجهود جبارة للنهوض بها والنهوض بأعضائها وخدمة المهنة الصحفية وتعزيز الحريات. على مجلس النقابة الفائز بالانتخابات المقبلة الاتعاظ بغيره من المجالس السابقة، والاستفادة من أخطائها وتلافيها، والبناء على إنجازاتها. والاهم من ذلك كله تعزيز التواصل مع الهيئة العامة، فاليوم هناك تواصل ما بين المرشحين والهيئة العامة من أجل الانتخابات، ولايجوز أن ينقطع هذا التواصل بعد الانتخابات، فالفائزون عليهم أن يتواصلوا مع الهيئة العامة للاستماع لملاحظاتها وتوجهاتها ومعاناتها ايضا.