ملاحظات من قرارات “الأولمبية”

تستحق القرارات التي صدرت عن اجتماع اللجنة الأولمبية أول من أمس، التوقف عند عدد منها، لا سيما ما يتعلق بتمديد عمل الاتحادات، لحين انتهاء ديوان التشريع من اصدار النظام الجديد الذي ستجري بموجبه الانتخابات المقبلة، وكذلك السعي لتقليص عدد ممثلي المراكز في بعض الاتحادات الرياضية، بهدف تغليب المصلحة العامة على الخاصة، واخيرا وليس آخرا زيادة اهتمام الاعلام بباقي الاتحادات الرياضية اسوة باتحادات كرة القدم والالعاب الجماعية.اضافة اعلان
ربما تكون انتخابات الاتحادات الرياضية هاجس المعنيين بالحركة الرياضية، والجميع يترقب النظام الجديد للاتحادات خصوصا ما يتعلق باجراءات الانتخابات، بعد ان وقع عدد من الاتحادات الرياضية في شرك الخلافات ومغانم المناصب الادارية، بل ان التغيير على منصب الرئيس في بعض الاتحادات الرياضية كان القاعدة وليس الاستثناء، وبسبب ذلك ضاعت اللعبة والمنتخبات وغابت الانجازات.
وحتى اللحظة ما يزال التصور القائل “الرجل المناسب في المكان المناسب” يراوح مكانه، لأن التجارب السابقة دلت على ان هذه القاعدة غابت او غُيبّت عن بعض الاتحادات.
ولعله من المناسب التأكيد على انه اذا أردنا للمشاركة الأردنية المقبلة في أولمبياد البرازيل 2016 ان تكون من اجل المنافسة، وليس “شمة الهوا” و”تحطيم الارقام الشخصية والمحلية”، فلا بد أن يسود التخطيط في العمل، وان يكون في الاتحادات من هو قادر على العمل والانجاز وقيادة اللعبة إلى منصة التتويج، ولا يعتبر المقعد الاداري “وجاهة” تستوجب الدخول في “معارك طاحنة” من اجل الاستحواذ عليه.
النقطة الثانية جديرة بالقراءة والتمعن في الاسباب والنتائج معا، اذ لا يعقل ان يكون التنافس بين المراكز التابعة لاتحادات الالعاب الفردية، سببا في إعاقة مسيرة اللعبة، وفرض الاملاءات والشروط المتعلقة بتعيين مدربي المنتخبات الوطنية او حتى اختيار نجومها، فالقاعدة تقول انه يجب اختيار الافضل سواء كان للمدرب او اللاعب، الذي سيتشرف بالعمل مع المنتخبات الوطنية.
النقطة الثالثة ما يتعلق بعلاقة الاعلام والاتحادات الرياضية، وهنا لا بد من التأكيد على أن بعض الاتحادات تأخذ جرعات كبيرة من “الحبوب المنومة”، لدرجة ان نشاطاتها لا تكاد تذكر خلال العام الواحد، ولا يتم التفاعل مع الاعلام لعدم وجود “مصدر اخبار”، وبعض الاتحادات يبقى صامتا ويعين ناطقا اعلاميا لا ينطق ابدا.
ان القاعدة الجماهيرية للعبة تفرض على الاعلام قراءة نبض الشارع ومسايرته، وبالتالي لا خلاف على أن القارئ يهتم بالدرجة الأولى بأخبار كرة القدم عن سواها، ومع ذلك يجب ان تنال الاتحادات الاخرى حظها من التغطية الاعلامية، وبدلا من سفر الاتحادات بحمولة ادارية زائدة، يفترض سفر إعلامي مع الوفد الرياضي المسافر لتغطية المشاركة بكل صدق وأمانة وللحديث بقية.

[email protected]