فرح عطيات
عمان - رغم الانتشار الواسع للعديد من النماذج الفنية والسينمائية والإعلامية "الخضراء"، التي تطرح المشكلات والتحديات البيئية التي تواجه الوطن العربي بما تمتلكه من أدوات مختلفة، لكنها ما تزال تخضع لما تفرضه سياسة الأسواق ورغبات الجمهور، وفق نقاد سينمائيين وحقوقيين واعلاميين.
ولأن الاعلام أصبح وسيلة متاحة لكافة شرائح المجتمع، وتتواجد في كل منزل، تماما كما الفن، فإنه "يلعب دورا مهما في زيادة الوعي بالقضايا البيئية، في ظل ما تشهده دول العالم من تأثيرات سلبية عدة للتغيرات المناخية، والتدهور في الغابات، وغيرها من الكوارث الطبيعية، في وقت ترتبط فيه حماية البيئة ارتباطا وثيقا بوعي الانسان"، وفق رئيس الشبكة العربية للعمل المناخي حمزة ودغيري.
وأكد ودغيري، خلال الملتقى الثقافي البيئي الثاني أمس، أن "انعقاد الملتقى جاء بالتزامن مع الاحتفالات الدولية بيوم البيئة العالمي، بهدف ضم أصوات مؤسسات المجتمع المدني والاعلاميين والفنانين والنشطاء في الوطن العربي الى تلك المنادية بضرورة حماية البيئة ومواجهة التحديات المتعلقة بها في أنحاء العالم".
وحمل الملتقى، الذي انعقد رقميا، عنوان "الفن والإعلام بالقضايا البيئية والتغير المناخي وتأثيرها على وعي وإدراك المواطن"، والذي عقدته الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجمل البيئة والعدالة المناخية، بحضور مشاركين من الاردن والمغرب وفلسطين وليبيا والسودان ومصر.
ويعد الفن والاعلام الرافعة الاساسية لبناء وعي الانسان في مجال البيئة والتغيرات المناخية، ومن أجل الحفاظ على الصناعات الفنية والثقافية في خدمة الانسانية سيقتضي بالضرورة الى عدم الخضوع لما تفرضه الاسواق والجمهور، بحسب الأستاذ المتعاون في وسائل الإعلام والفنون والجماليات البصرية والفلسفية في كلية الآداب بالرباط إدريس القري.
وشدد على أن "للإعلام والفن دور قوي في تعبئة أخطر ما يواجه الانسانية الآن التغيرات المناخية، شريطة ان تكون آلية التعبير مستندة على البصر والسمع".
وتابع القري "ندرك أن التغيرات المناخية والقضايا البيئية وصلت حدا أصبحت معه لا تهدد فقط استراتيجيات التنمية، بل البشرية إذا ما استمرت دون السيطرة عليها، ولا سيما أن بحث الأفراد عن مصالحهم الخاصة سيكون لها ثمنا غاليا على البيئة والطبيعة".
وفي رأي المهندسة المعمارية والعضو في جمعية الجيل الاخضر البيئية زهرة أبو طه، فإن"الفن يعمل على ايجاد لغة حوارية مشتركة لتوحيد قضايا الامم الانسانية وتسليط الضوء على معاناتهم، وخاصة ما يتعلق بالمشكلات البيئية، وعبر ما يستخدمه كل فنان من أدوات وطريقة تعبيرية في بث المعلومات، وإن كانت لا تتشابه في معظمها".
الناقدة الفنية والشاعرة عفيفة الحسينات تناولت كيف أن "الصورة السلبية المجتمعية للمرأة في الوطن العربي تساهم في تكريس النمط السائد بأن دورها يكاد يكون ضعيفا في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، الا أنه هذا الأمر وعلى أرض الواقع عار عن الصحة، فهي الأكثر القابلية لتأثر بانعكاسات الاحتباس الحراري، خاصة التي تقطن في الارياف".
وأضافت "في المجال الحضري أثبتت المرأة أنها تساهم بدور كبير في مكافحة التغيرات المناخية وزيادة الوعي البيئي، عبر توليها المسؤوليات ذات العلاقة في تلك الجهات"، مؤكدة أن "المرأة تستطيع القيام بدور جوهري في القضايا البيئة والتغيرات المناخية من واقع مسؤولياتها المختلفة داخل المجتمع، على الرغم من الصورة السلبية التي يتم ترويجها في الاعلام عنها".
وحول مفهوم السينما الخضراء أشار المتخصص في مجال الإعلام والصورة الفوتوغرافية بعلام أحمد الى أن "التطرق الى البيئة كموضوع أساسي في الفن السينمائي، يتم توظيفه من خلال الأفلام الكوارث والتلقين وتلك الروائية، لكونها قادرة على التسلية وجذب المشاهدين، بل واثارة غرائز الخوف والرعب".
وهنالك منظورين في السينما، بحد قوله، أحدهما يطلق عليه "منظور القبح الذي يرتبط بتدخل الانسان ضمنيا أو علانية، وذلك بتدمير الجمال السابق بالاعدام وبالتشويه، وبالاستغلال المفرط للمنتوج الطبيعية، والآخر جمالي بحيث يضيف المزيد من الألق والاعجاب للجمال بما يثيره من عواطف ايجابية متفاعلة في العمق مع الاشياء".
وبين أن "ثمة لون جديد درج في عالم السينما، وهول لا يوصف بأنه تقني، وإنما وصفي لتيار فني عاكس لنيارات سياسية واجتماعية وثقافية، وهو اللون الاخضر، والآتي من مفهوم السينما الخضراء المعبرة عن عودة وعي عامة وعالمية".
وحول دور الاعلام في تسليط الضوء على قضايا البيئة، قالت الصحفية والناشطة الحقوقية إخلاص نمر إن "للإعلام والفن دور كبير في توعية المجتمع بالتغيرات المناخية وآثارها، وفي حماية البيئة والطبيعة، ومن خلال الوسائل السمعية والبصرية والمقروءة".
اضافة اعلان
