ملتقى عربي يدعو لدعم ومساعدة اللاجئين والعمال المهاجرين

رانيا الصرايرة

دعا ملتقى الهجرة واللجوء في العالم العربي (مرفأ)، لضرورة تقديم الدعم والمساعدة للاجئين والعمال المهاجرين، ممن يعانون ظروفا صعبة، مؤكدا أهمية التعاون مع المواطنين والحكومات والمؤسسات الوطنية والدولية، لضمان حماية اللاجئين ووصولهم إلى حقوقهم.

اضافة اعلان


وجمع المؤتمر أكاديميين، وباحثين، ومختصين، وصانعي سياسات، وممثلين عن المجتمع المدني والدولي والأكاديميين العرب والدوليين والجهات الرسمية والمهتمين، خلال اليومين الماضيين، لمناقشة اوضاع اللاجئين في البلدان المضيفة للمنطقة العربية.


وقال مشاركون في مؤتمر عقده "مرفأ" انه برغم جهود البلدان المضيفة في الدول العربية على المستويين القانوني والاجتماعي لمنع التمييز ضد اللاجئين والعمال المهاجرين، ما تزال ديناميكيات الاستغلال والتهميش، تشكل تحديات رئيسية أمام الشمول المنصف لهاتين الفئتين في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.


وقالوا إنه "لا تمر فترة دون أن نسمع عن اعتداء يتعرض له المهاجرون واللاجئون في المنطقة العربية، وقد وردت إلينا في الآونة الأخيرة عدة تقارير عن ممارسات وحوادث تمييزية مؤسفة بشأن ذلك".


واستنكروا مثل هذه الاعتداءات والممارسات والحوادث في المنطقة العربية، فضلاً عن تزايد الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في أغلب الأماكن التي لجأوا إليها، بحثاً عن حياة آمنة وكريمة.


وأشاروا الى "تدني الدعم الدولي المقدم للاجئين في بلدان الجوار السوري والمنطقة ككل، مما يزيد من الضغوطات على البلدان المضيفة واللاجئين، ويضعف من أواصر تماسكها الاجتماعي. ويدفع اللاجئين للتفكير باللجوء مجدداً إلى أي مكان آخر يشعرون فيه بالأمن".


ويهدف المؤتمر الى توفير مساحة للتفكير في حالة حماية اللاجئين والمهاجرين في المنطقة العربية والنقاش حولها، بهدف تقديم رؤى متعددة وتسهيل تبادل الأفكار بين مختلف المجالات لفهم خصائص وأنماط التمييز ذات الصلة بقضايا حماية اللاجئين والمهاجرين من المنطقة وفيها.


وشددوا على ضرورة العمل المشترك لضمان الدعم الدولي اللازم للاجئين في المنطقة وللمجتمعات المستضيفة. كما دعوا مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين لإطلاق نداء عاجل لتوفير الدعم الاقتصادي الضروري للاجئين في المنطقة، وكذلك جامعة الدول العربية، بهدف الإسراع بتوفير مقومات عمل آلية الإغاثة الإنسانية العربية للبلدان الأكثر تضرراً من الأزمات الاقتصادية مثل لبنان.


كما دعوا الجهات المعنية في الدول العربية، والمجتمع الدولي ككل، لمناقشة الواقع الذي يعيشه المهاجرون واللاجئون بصدق في المنطقة العربية والاتحاد الأوروبي وغيرها من دول اللجوء، والتحرك الفعلي لوقف الممارسات والانتهاكات الجسيمة ضدهم، والحفاظ على حياتهم وسلامتهم البدنية والنفسية، ووقف التمييز والاستغلال والاضطهاد، وسوء المعاملة بحقهم، وفي مقدمة ذلك ما يتعرضون له من ابتزاز واحتجاز، بقصد الحصول على مبالغ مالية أو أعمال خدمية، نظير حُصولهم على حُريتهم.


وطالبوا الدول الأطراف في الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والدول المضيفة ودول العبور، باتخاذ تدابير لمنع التمييز العنصري ومكافحته والمعاقبة عليه، ولا سيما العنف المبني على كره الأجانب والعنصرية وخطاب الكراهية ضد الأشخاص الفارين من النزاع، واتخاذ إجراءات حازمة لحماية الأشخاص من العنف العنصري وخطاب الكراهية على وسائل الإعلام والإنترنت، وإدانة خطاب الكراهية العنصرية علنًا، والابتعاد عنه، بما في ذلك في وسائل الإعلام ومن قبل المؤثرين الاجتماعيين والسياسيين.


وركز المؤتمرون على أشكال التمييز المختلفة التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون، . وقدموا نظرة عامة نقدية لأنماط التمييز المختلفة التي تمارس إزاء المهاجرين واللاجئين من المنطقة العربية، بما في ذلك القضايا الهيكلية والسياسية، ودور الجهات المعنية المحلية والدولية لمعالجة هذه المسألة، سعياً لتوجيه الحوار نحو النتائج وتحديد توصيات ورسائل مناصرة، بالاعتماد على الأدوات القانونية والآليات المؤسسية، والاستراتيجيات لتعزيز الحماية.


وفي كلمتها الافتتاحية، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة (أرض) سمر محارب، إن المنطقة العربية تحتل المرتبة الثانية عالميًّا من حيث تضرّرها من الهجرة واللجوء القسريين. ولأجل ذلك؛ يؤمن ملتقى "مرفأ" بضرورة تقديم الدعم والمساعدة للاجئين والعمال المهاجرين الذين يعانون من ظروف صعبة والتمييز، والدعوة للتعاون مع المواطنين، والحكومات والمؤسسات الوطنية والدولية لضمان حماية اللاجئين ووصولهم إلى حقوقهم.


وشددت محارب، على أنه آن الأوان أن نقول كفى حان الوقت لموقف عربي واحد، يعالج أنماط التمييز وجذور مشاكل الهجرة واللجوء.


كما أكدت المستشارة الرئيسة لشؤون الهجرة والتهجير وانعدام الجنسية في مركز النهضة الفكري في منظمة النهضة (أرض) فرانشيسكا ألبانيز، أن حماية اللاجئين والمهاجرين في المنقطة، لم يعد يحظى بالاهتمام الكافي، وهذه مسألة إشكالية يمكن أن ترتبط بها تبعات وصعوبات. عليه فإن قضايا الهجرة والتمييز من المجالات التي يجب على صناع القرار التركيز عليها.


وأثنت ممثلة مؤسسة هينرش بُل- فلسطين والأردن، على المؤتمر الذي يمنح الفرصة للمهاجرين واللاجئين، لتسليط الضوء على ظروفهم والتحديات التي يواجهونها، ليكون لهم فرصة للتشبيك مع الجهات المعنية وإيصال أصواتهم.


وناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها د. عروب العابد من مركز الدراسات اللبنانية سؤالاً مفاده" هل يعد التمييز ضد المهاجرين واللاجئين في المنطقة العربية ومنها ظاهرة محاولة تأطير قضية التمييز كما يعاني منها اللاجئون والعمال المهاجرون؟.


مديرة مركز تمكين لحقوق الإنسان لندا كلش، وعضو لجنة اللاجئين والهجرة في "أرض" سامية آدم، والمفكر المغربي علي أومليل، ناقشوا الهجرة باعتبارها قضية القرن، مطالبين بإضفاء الطابع الإنساني على العمال المهاجرين واللاجئين ونزعه عنهم، ودور السياسة والسياسات في ذلك.


كما ناقشت الدكتورة أميرة أحمد من الجامعة الأمريكية في القاهرة تجربة النساء المهاجرات واللاجئات في المنطقة العربية، ومعضلة تحولهن إلى "زوجات يمكن التخلص منهن" عبر التمييز ضد المرأة والاتجار بالبشر.


وفي الجلسة الثانية التي أدارتها د. مريم أبو سمرة من مركز النهضة الفكري، نوقشت "الجهات الفاعلة السياسية، والأطر المؤسسية، والسبل القانونية لمنع التمييز والتصدي له في منطقة الشرق الأوسط".


وشارك في المداخلات عاصم خليل من جامعة بير زيت، بالتعقيب على القضايا القانونية المتعلقة بحماية المهاجرين واللاجئين، وإيغور إيفانسيك من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقديم دراسة حال لحماية اللاجئين في المنطقة العربية، كما عرج أحمد البدوي من المؤسسة المصرية لحقوق اللاجئين على حالة مصر، من حيث الحقوق والانتهاكات والإطار القانوني لطالبي اللجوء في هذا الصدد.


اما بشأن الوضع في شمال إفريقيا وعلى حدود البحر الأبيض، فقدم عضو "مرفأ" عبد المنعم الحر مداخلة بعنوان الرحلة بلا عودة والمضي قدمًا: البقاء على قيد الحياة في ليبيا كأجنبي.


وحاولت الجلسة الثالثة التي أدارتها دينا باسلان بعنوان "واجبات أوروبا ومسؤولياتها: نحو شراكة جديدة، استكشاف التمييز الذي يواجهه الأشخاص "المتنقلون"، وشملت العنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، التي لا تظهر فقط في المنطقة العربية، وتبرز بشكل ثابت، بما يتجاوز المنطقة العربية إلى أوروبا.


وقدم في الجلسة الختامية حول مستقبل "مرفأ ونهج حقنا" أيمن زهري من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مداخلة بعنوان نهج العصا والجزرة للهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، وقدمت يارا حسن من المركز الإقليمي للاجئين والمهاجرة على التدفقات مختلطة من اللاجئين والمهاجرين في طريقهم إلى أوروبا، فيما توسعت إميليجا أفوبايتو، من مجموعة سينوس للاجئين -ليتوانيا حول معاملة الغرب للمهاجرين كرصاص متطاير: كيف يقع الاتحاد الأوروبي في فخ الأمن القومي. وتطلعا نحو تصور أفضل قام أ.د عبد الله السيد من موريتانيا بإعادة التصور للقاء مع المهاجرين واللاجئين وأفاق أفضل.

اقرأ المزيد :