ملح الأرض

هآرتس

جدعون ليفي

ملح الأرض هو خريج خدمة عسكرية، يمكن أن يكون من المظليين، ومن الأفضل أن يكون في وحدة عسكرية، وبالطبع وحدة الطيران. ملح الأرض لم يترك الجيش الإسرائيلي. ملح الأرض يسكن في بلدة جماهيرية. وفي العادة هو متزوج أيضا من امرأة هي ملح الأرض. وعادة يكون اشكنازيا. ملح الأرض مقتنع بجدية أنه رجل القيم. مصوت لـ "الوسط- يسار" مع أفضلية ليائير لبيد. وهو يؤيد دولتين (لكن ليس الآن).اضافة اعلان
هو يريد أن يكون كل الإسرائيليين مثله. أي دولة يمكن أن تكون لنا هنا، جنة عدن. لو كانت الدولة كلها وحدة النخبة التابعة مباشرة لهيئة اركان الجيش، لكان كل شيء يسير بشكل منتظم. لكانت هذه دولة قيم وبطولة، أي تنوع لطرق الموت والقتل، مرة متخفي ومرة مظلي، تمسك بالمهمة وصلابة عند مواجهة العدو. ملح الأرض لا يثير الفوضى. يتحدث بلطف، لأنه ملح الأرض. إنه ليس عنصريا ولا قوميا: أنا؟ عنصري؟ إنه الصهيونية بحد ذاتها. يوجد لملح الأرض اسم عائلة عبري قصير، حليق الرأس، ويمارس الرياضة التي فيها تحدي، يحب التنزه "بمسارات إسرائيلية" ويملأه الرضى الذاتي. ملح الأرض يتطوع دائما لمنظمة ما.
ملح الأرض هو مثلا ليئور لوتان وعوفر شيلح. أحدهما من وحدة هيئة الاركان و"الشاباك" (برهان آخر على كونه ملح الأرض)، والآخر من المظليين؛ أحدهما هو المنسق لشؤون الاسرى والمفقودين والآخر عضو كنيست. صديقين منذ سنوات. تم تسجيل لوتان وهو يتحدث بتعالي مع أبناء عائلة منغيستو، "لقاءاتي لا يتم تسجيلها"، وقضية "الاثيوبي" تحولت فورا إلى قضية لوتان. البلاد كانت مصدومة. لوتان، كل شيء إسرائيلي، تحدث بصوت الأم الحقيقي، بالتهديدات، بعنصرية وبقوة، وإسرائيل اهتزت. لوتان هو ملح الأرض.
تحول لوتان فجأة إلى ضحية وأبراها منغيستو نُسي تقريبا. قال لوتان: "كلامي لا يعكس مبدأي"، فليك فلاك لا يُخجل صديقي سيراك دي سولاي، واعتذر. شلوميت، زوجته، كتبت أن الحديث يدور عن لينش، ليس أقل من ذلك – الظهور بمظهر الضحية هو أيضا جزء من ملح الأرض. كتبت مقطع مفصلي: "من يعرف ليئور يعرف أنه ليس عنصريا والعائلة أيضا تعرف ذلك. والامر الذي لا تعرفونه هو أن ليئور يؤدي هذه المهمة بالتطوع... قال لي إنه لا يتم الدفع مقابل العمل المقدس. ببساطة يتلقى الشكر حول امكانية انقاذ حياة. من يعرف ليئور يعرف أن هذا يمسه في الصميم.
"لا يوجد أبعد منه عن السياسة"، قال السيء شيلح. ملح الأرض تتسخ يديه "بالسياسة". إنه فوقها بكثير. أيضا سياسة شيلح، الذي يصمت شكل مخجل بناء على التسلسل الفاشي تقريبا لراعيه لبيد حول "كسر الصمت"، يسكت شيلح دائما على تلفظات لبيد. "وجه المتفاوض باتجاه العدو ويجب أن يكون فظ وقمعي ومركز مثله"، كتب في رسالة الدفاع عن لوتان. الصلف هو أيضا قيمة من قيم ملح الأرض. إنه ينسب للعدو وطريقة الرد المطلوبة ضده. العدو الصلف يفهم فقط الصلف، وسيتغاضى ملح الأرض دائما عن الفظاعة الاولية، تلك التي للمحتل. احتجاز منغيستو – صلف؛ الامساك بمعتقل اداري يضرب عن الطعام ومعرض للموت، مكبل في سريره- انسانية.  ملح الأرض لا يهتم بأمور كهذه.
منذ بضعة عقود تأخذ إسرائيل أوامرها من ملح الأرض هذا. وحينما يغضبه مواطنون مثل عائلة منغيستو، فإن ملح الأرض يفقد توازنه. كفى تعويقا لملح الأرض، دعوه ينفذ مهمته.