ملصقات لتعزيز سلوك الطالب الإيجابي

ايمان عارف العتيبي

نحن نشير دائما إلى البيئة المدرسية المحيطة بالطالب، تلك البيئة التي قلما نتحدث عنها إلى جانب حديثنا الدائم واهتمامنا في البيئة كمفهوم عام،وكيفية تعزيز التثقيف البيئي،والحديث عن البيئة المدرسية يحتاج إلى مزيد من التشعبات ترتبط بهذا الموضوع البالغ الأهمية لكنني أود أن أشير هنا إلى أهمية وجود الملصقات في مدارسنا كوسيلة مساعدة مرئية في تعزيز السلوك الإيجابي .اضافة اعلان
تعتبر الملصقات المرئية وسيلة لتوصيل مفهوم معين أوفكرة محددة، تحمل رسالة بسيطة تجمع بين الكلمات والرسوم أو الصور وتهدف إلى تبليغ رسالة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الملصقات هي أدوات تمكن التصور في الفصل لتشجيع تعلم الطلاب العلوم المعرفية،وتدعم العرض المرئي للمعلومات باعتبارها معززة لتعلم الطلاب ؛وعلى وجه الخصوص ، تصف نظرية الترميز المزدوج فائدة كل من العمليات اللفظية وغير اللفظية للمكونات الرئيسة للإدراك.
وليس علينا إقناع المعلمين بأهمية السلوك الإيجابي، حيث أظهرت الدراسات أنه عند تشجيع دعم السلوك الإيجابي بملصقات مرئية في المدرسة ،نحصل على نتائج إيجابية. فقد أثبتت الدراسات أن أكثر المدارس التي تستخدم الملصقات،تم الحصول فيها على مهارات اجتماعية محسّنة، وتناقص مشاكل السلوك، وحتى درجات اختبار أعلى.
وإذا حددنا أساس بناء نوع الثقافة الذي نريده في الفصل الدراسي فسنجد أن التركيز أكثر على السلوك الإيجابي يبقي الطلاب دائمًا متفقين مع ما هو متوقع،.وتعتبر الملصقات واحدة من أسهل الطرق للقيام بذلك.
فهي ملونة ومصممة لتكون مصدر إلهام وتذكير دائم للطلاب بالقيام بالشيء الصحيح، سواء كان ذلك في الملعب أو في الكافيتريا أو في صالات الرياضة أو في الفصل. وكثيرا ما يكون الحكم على المدرسة من خلال ملصقاتها؛ حيث يتم فحص لوحات الإعلانات ومدى ملاءمتها للأهداف التربوية الموجهة لتحقيقها .
ومن مزايا استخدام الملصقات كوسيلة مساعدة مرئية في عملية التعلم، أنها طريقة فعالة لجذب انتباه التلاميذ أو الطلاب للموضوع المراد، ووسيلة لتركيز اهتمامهم به واستدامة هذا الاهتمام. وقد دخل حيز التطبيق عبر تدريب المعلمين والمعلمات في مدارسنا الحكومية بسياسة الأنظمة الجديدة للتعلم ،وهي ملائمة لكل من التلاميذ والمعلمين؛ لأنها تساعد الطلاب على امتصاص المواد بشكل أسرع. فالصور "أكثر إثارة" من الكلمات.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن 65 ٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يرون أن التعلم أكثر فعالية عندما يتم إرساله بصريًا، ويعتبر الملصق أحد أفضل الطرق للقيام بذلك. فمن خلال وجود ملصق في الفصل، فإننا نحفز الطلاب على التعلم المستمر.
ونرى أن على وزارة التربية والتعليم أن تهتم بهذا الموضوع وتعمل على تعميمه واستمراريته، بقدر اهتمامها بالمناهج وتطويرها وألا تكون على شكل مبادرات مؤقتة.
وما أود الإشارة اليه هو وجوب العمل على إنتاج ملصقات في الخطط الاستراتيجية بشكل دائم وتسليمها للمدارس مع المناهج، وأن تكون خاصة بالهوية والسلوك والتحفيز والحقوق تطور وتطبع كل سنة للمدارس، وعلى مدارسنا الحكومية الالتزام بنشرها وتزيين المدارس بها .هذا واجب الوزارة وعلينا ألا نعتمد فقط على اجتهادات المعلمين والطلبة في إنشائها، ومن حق طلبتنا علينا أن تتمتع أعينهم بملصقات تعزز فيهم روح الإيجابية والتميز السلوكي لمجتمع أفضل، ويجب أن تخصص الوزارة هذا في ميزانيتها، ويمكن أن يشارك القطاع الخاص في دعم هذا الموضوع.
إن ما نحتاجه هو ملصقات إيجابية تغير من سلوك طلبتنا وتتضمن رسائل وطنية وأخلاقية إيجابية تعزز مهارات الطالب وتصرفاته اليومية. ويجب أن يدخل هذا الموضوع حيز التنفيذ والتنسيق والاشتراك في العمل على تصميم رسائل مرئية دائمة تجدد في كل عام دراسي وتعنى بجميع المستويات، وأن تكون عامة بعيدة عن أي مداخلات وتعكس هوية مجتمعنا الأردني.
فهل ستفتح وزارة التربية والتعليم ملف الملصقات المرئية وتنفذه في مدارسنا؟