ملفات طاهر العدوان..المواجهة بالكتابة

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر صدر أخيرا كتاب الأستاذ طاهر العدوان وعنوانه "المواجهة بالكتابة..من ملفاتي في السياسة والصحافة"، يوثق فيه مرحلة مهمة من تجربته الصحفية؛ المرحلة التي كان فيها رئيسا لتحرير صحيفة العرب اليوم الأردنية التي امتدت لعقد ونيف من الزمن، إضافة لرحلته القصيرة مع الحكومة حين تسلم حقيبة الإعلام في حكومة الدكتور معروف البخيت الثانية.اضافة اعلان
كنت أحد الزملاء الذين عملوا في العرب اليوم خلال هذه الفترة وتشرفت بالعمل ضمن فريق العدوان، والتعلم من خبرته وقيمه المهنية والأخلاقية العالية وحين غادر الصحيفة للوزارة تسلمت منه رئاسة تحريرها.
يعرض"أبو حسام" في الكتاب وبشكل تفصيلي سنوات العرب اليوم ، والقضايا المهمة التي أثارتها وتحولت إلى قضايا رأي عام تحركت بعدها حكومات ومجالس نيابية. "خبطات صحفية" مهمة يسرد تفاصيلها وأسرارها والجوانب الخفية من الحوارات الساخنة مع أصحاب القرار على جميع المستويات.
لم يعتمد على ذاكرته لوضع كتاب من 500 صفحة بل انكب طوال السنوات الثلاث الأخيرة على مراجعة أرشيف الصحيفة يوما بيوم وقضية قضية، إلى جانب ذلك لأستاذنا أبو حسام ميزة أخرى أفادته يوم قرر جرد حصاد السنين الماضية، وهي تدوين يومياته بشكل دائم. كانت أجندة سميكة جدا على طاولته طالما دخلت مكتبه لأجده يسجل عليها حصيلة يوم مهم من الاجتماعات أو الأحداث.
الكتاب ليس توثيقا لسيرته الشخصية؛ فهو ينوي على ما فهمت أن يفرد لها كتابا آخر، سيرة صحيفة أحدثت فارقا مهما في تاريخ الصحافة الأردنية وسيرة جيل من الزملاء والزميلات الشجعان الذين عملوا بإخلاص لترك بصمتهم في المهنة. وكان للعرب اليوم الشرف رغم قصر عمرها أنها خرجت العشرات من الكوادر الصحفية التي تميزت في كل المواقع التي تنقلت فيها في الداخل والخارج.
والكتاب رواية منصفة لسيرة شخصية وطنية أردنية كان لمواقفها ودورها العامل الحاسم في المحافظة على استقلالية ومهنية "العرب اليوم" ، وأعني الدكتور رجائي المعشر ،الذي تحمل ما تحمل من أجل المحافظة على العرب اليوم ، إلى أن بلغ مرحلة لايمكن بعدها الاستمرار.
يسرد العدوان في الكتاب تفاصيل عن شكل العلاقة بين إدارة الصحيفة ممثلة بالدكتور المعشر، والتحرير ممثلة بالعدوان ، ومن مجمل ما يورد من تفاصيل تتجلى مناقبية المعشر وقوته الإخلاقية ، ويرد على ما ساد من ادعاءات ظالمة عن دور للدكتور المعشر في السياسة التحريرية للصحيفة.
والكتاب ينصف أيضا الدكتور رياض الحروب، مؤسس العرب اليوم وناشر أهم الصحف الأسبوعية في الأردنية ،إذ لايجد العدوان أن ما يسجله البعض من ملاحظات وانتقادات على الحروب يلغي ما أسس له هذا الرجل في تاريخ الصحافة الأردنية.
وبأسلوبه الروائي المشهود يتنقل "رئيس التحرير" بين محطات وأحداث تلك السنوات  لينتهي عند تجربته اليتيمة مع الوزارة ، وقصة دخوله واستقالته من الحكومة.
التفاصيل على مافيها من شهود وشخوص كانوا نجوما في تلك المرحلة إلا أنها مصاغة بروح طاهر العدوان الأنيقة والدمثة ،فلا تجريح ولا إهانة لأية شخصية ، رغم الخلافات معهم.
الكتاب في المكتبات الآن، ويستعد أبو حسام لإقامة حفل توقيع له في وقت قريب.