ممارسات غير أخلاقية

قبل أشهر قام سائق بدهس شاب في منطقة طبربور لأنه اختلف معه على الأجرة، فتسبب بموته، بعد أن قام بالرجوع عليه بالسيارة ودهسه عن سابق إصرار وتعمد. وأول من أمس، قام سائق بدهس طفل (3 سنوات)، على مثلث عبين عبلين ولاذ بالفرار. وتسببت هذه الحادثة بإصابات بليغة للطفل في الرأس.اضافة اعلان
وأيضا أول من أمس تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيدة مسنة ممددة على رصيف في مجمع السفريات في رغدان وذكروا أنها "تقيم في مجمع السفريات منذ يومين بعد أن تخلى عنها أقاربها". وبحسب وزارة التنمية الاجتماعية، فإن الوضع الصحي للسيدة المسنة سيئ جدا وتعاني من جروح وتخميجات في الأطراف.
ان هذه الحالات عينة من ممارسات وتصرفات غير انسانية وغير أخلاقية قام بها بعضهم من دون وازع أخلاقي أو عاطفة، بحق أشخاص ضعفاء ما أدى إلى أشد الأضرار بحقهم، ومنهم من فقد حياته.
وطبعا، هناك عشرات، إن لم يكن مئات من الحالات البشعة التي لم يراع مقترفوها أي انسانية أو أخلاق، ولم يتعاطفوا ولو قليلا مع ضحاياهم. ومع ذلك، ومهما بلغ عدد هذه الحالات البشعة، إلا أنها تبقى محصورة وقليلة ولا تعبّر أبدا عن أخلاق شعبنا ومزاياه وعاداته النبيلة، ومشاعره الإنسانية ومحبته للخير والعمل الإنساني. فمقابل مثل هذه الحالات المعدودة يمكن ذكر آلاف الحالات الإنسانية التي تثبت معدن الأردنيين. لكن ذلك لا يعني أننا يجب أن لا نلاحظ تنامي مثل هذه الحالات البشعة والممارسات غير الأخلاقية في الظروف الحالية.
طبعا لم ولن تصل هذه الحالات لتشكل ظاهرة، فهي تبقى حالات فردية ومحصورة، ومرتبطة بظروف وعوامل معينة. وقد تكون هناك أسباب موضوعية وذاتية لتناميها، إلا أن معرفتنا بوجود مثل هذه الأسباب لا تبرر أبدا وعلى الإطلاق هذه الممارسات غير الأخلاقية. وإنما يجب أن تدفعنا هذه الأسباب بالضرورة إلى ايجاد الطرق والوسائل والإجراءات لمعالجتها، ومنع انتشارها، أو تمددها. وهذا الأمر (المعالجة) لا يعني عدم معاقبة من يقوم بمثل هذه الممارسات.
إن أول الإجراءات للحد من هذه التصرفات والممارسات غير الأخلاقية اتخاذ أشد العقوبات بحق مرتكبيها، ومنع أي محاولات لتخليصهم من العقوبات المفروضة بحكم القوانين والتشريعات السارية. فأي محاولة لحماية مرتكبي هذه الأفعال البشعة ستساهم في تكرارها، حيث سيعتقد الجاني أنه قادر بحكم ظروف وعوامل معينة على التخلص من العقاب. إن فرض العقوبات وتطبيقها بحزم في مثل هذه الحالات يساهم إلى درجة كبيرة في الحد منها وعدم تكرارها.