ممارسة الهوايات تحقق السلام الداخلي وتجنب التوتر

عمان- يعاني كثيرون من توترات وضغوطات نفسية كبيرة، في ظل التسارع الشديد الذي يعيشه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وأثبتت الدراسات والأبحاث أن هذا التوتر عائد لعدة أسباب منها؛ الظروف الاقتصادية والمشكلات العائلية وضغط العمل، فبدلاً من التفكير بزيادة الأسعار وتربية الأطفال وأمور العائلة وتحضير الوجبات الصحية وممارسة التمرينات الرياضية، فما رأيك بهذا الحل: مارس هواياتك.

اضافة اعلان

فممارسة هواية أو نشاط ما يقلل مستوى التوتر ويجلب السعادة التي يبحث عنها كثيرون، وعليه أن يعيش اللحظة فالسعادة الحقيقية هي التي تأتي جراء الاستغراق في عمل شيء يحبه الشخص؛ حيث أظهرت الدراسات والأبحاث أن ممارسة هواية يحبها المرء تعود على جسده وعقله وروحه بفوائد عظيمة، ما يساعد على تحسين صحته العامة.

عندما تمارس هوايتك المفضلة؛ السباحة، الطبخ، التصوير، الأشغال اليدوية، جمع الطوابع، قيادة السيارة..، فإنك تصرف انتباهك وتفكيرك عما يشغل نفسك من هموم ومشكلات وتوترات، وتركز بدلاً من هذا على اللحظة الحالية فتسعد بها. إن مثل هذا النوع من التسلية يقدم لك السلام الداخلي ويسمح لك بالتواصل مع نفسك وحبها أكثر، والوثوق بها أكثر ما يجعلك شخصاً هادئاً متأملاً.

كما أن ممارسة المرء لهوايات يفيد بها من حوله من عائلة وزملاء وأصدقاء أيضاً؛ فعندما ينغمس في هواياته ويعمل ما يحب، ينسى التوترات والمشكلات التي يمكنها أن توتر علاقتك بالآخرين، كما أن الأشخاص الذين يحبونه ممن حوله سيسعدون لسعادته وعندما ينهي عمل شيء صنعه بيديه وعندما يفخر هو بنفسه.

وتساعد ممارسة الهوايات على تجنب الوحدة والضجر، كما أن محاولة عمل شيء جديد والإبداع في إنجازه كالرسم وحل الألغاز وعزف الموسيقى، يحفز عمل الدماغ ويزيد من مرونته وتطوره، كما أنه عندما يحفز دماغه ويشاركه في خوض التحديات فإن خلاياه تصبح أقدر على التواصل.

وإن كان المرء لم يكتشف هوايته بعد فإليه بعض النقاط الأساسية التي يمكنها أن تساعده على اختيار الهواية المناسبة:

- تعرف إلى شخصيتك أولاً ثم وفّق بينها وبين بعض النشاطات التي تحب لتختار الأنسب منها، فمثلاً إن كنت صبوراً وشخصيتك تميل إلى الهدوء فيمكنك أن تلجأ للأعمال التي تتطلب الدقة كصناعة الألعاب.

أما إن كنت شخصاً عجولاً وفوضوياً نوعاً ما فلا يمكنك أن تختار النشاطات التي تحتاج إلى الدقة والقياس؛ لأنها ستسبب لك التوتر والقلق بدلاً من الراحة النفسية، يمكن أن تلجأ إلى صناعة السيراميك أو التصوير الفوتوغرافي أو حتى سماع الموسيقى.

- إن النشاطات المتناغمة المتكررة كالحياكة والخياطة تهدئ العقل والبال وتقلل من التوتر، تحسن المزاج، تحسن الصحة العامة وتقلل من مخاطر أمراض القلب.

- تأكد أنك تعير هوايتك جزءاً من أوقاتك، مرة يومياً أو على الأقل مرة أسبوعياً، ولتجني أقصى الفوائد من ممارستك لهواياتك عليك أن تقضي ما لا يقل عن 20 دقيقة يومياً فيها.

- خصص حيزاً ومكاناً مخصصاً لممارسة هوايتك في منزلك..، وبخاصة إن كانت تسبب بعض الفوضى كالرسم بالألوان الزيتية، أو بعض الإزعاج كعزف الموسيقى.

- ينصح بأخذ دورات ودروس متخصصة لتنمية هوايتك أو الانضمام إلى مجموعات أو فرق لها نفس الهواية؛ فقد أثبتت الدراسات أن مشاركة الآخرين بالهوايات والاهتمامات له قدرة كبيرة على التخلص من التوتر.

- تذكر أن تتيح لنفسك الفرصة لأن تنغمس في ممارسة هوايتك، فلا تستعجل في إنجاز ما تريد؛ لأن كل الفوائد والمتعة تكمن في عملية الانغماس بممارسة الهواية والتأني بها، فالفكرة والهدف من الهواية هو عمل شيء يفرحك ويقلل توترك، كما أن هوايتك يمكن أن تكون مصدراً لرزقك كذلك.

- تذكر أن عليك أن تسمح لنفسك أن تستمتع بممارسة هوايتها وألا تقسو عليها، فتتوقع منها الكثير وتطالبها بأن تصل لدرجة التميز والإتقان اللامتناهي في الإنجاز؛ لأن إتقانك اللامتناهي هذا يكمن بقدر ما جنيت من الفوائد من جراء ممارستك لها.

- لا تهتم بما يقوله الآخرون لك عن هوايتك هذه، لا تستمع لهم واعلم أن هذا ليس من شأن أحد سواك، ولا تتخاذل عن ممارستها؛ كأن يقول لك أحدهم إن هوايتك "لا تطعمك خبزاً" مثلاً.

لذا ابدأ بممارسة هوايتك منذ هذه اللحظة، وإن كنت لم تكتشف هذه الهواية حتى الآن فابدأ بالبحث عنها واكتشافها فوراً، وإن كنت خائفاً أن تسرقك هذه الهواية من عائلتك ومن تحب وتأخذ الوقت الذي يمكنك أن تقضيه معهم، فكن ذكياً وافعل شيئاً تحبه العائلة أو يمكن أن تشاركك به، لتسمح لهم بجني فوائد الهوايات الكثيرة وعندها ستساعدكم هذه الهواية على التعرف على بعضكم أكثر وأكثر فتروا أنفسكم من منظور مختلف وقد تنجم عن هذا اكتشافات هوايات ومهارات أخرى لك أو لهم.

ميس نبيل طمليه

كاتبة ومترجمة

[email protected]

عن موقع ezinearticles.com