منتجات بلدية بأنامل سيدات الطفيلة تسوق عبر مؤسسة "كله بلدي"

مجموعة من منتجات "كله بلدي" - (الغد)
مجموعة من منتجات "كله بلدي" - (الغد)

تغريد السعايدة

عمان- بأنامل سيدات في الجنوب، وتحديدا في محافظة الطفيلة، يتم صناعة منتجات بلدية بطريقة يدوية، وتسويقها عبر مؤسسة محلية أردنية “كله بلدي”، ليتحول المنتج الأردني إلى منتج عالمي يباع في كل بقاع العالم.اضافة اعلان
مؤسسة “كله بلدي” المسجلة رسمياً بهذا الاسم هي نتاج مجهود شخصي لمجموعة من الأشخاص، منهم فراس المحيسن وخالد المحيسن، وهم من أبناء الطفيلة المقيمين في عمان.
تلك المجموعة حاولت أن تبحث عن المنتجات البلدية والمُنتجة يدوياً، وكانت تجد صعوبة في الحصول على ما تريد، ومن هنا جاءت الفكرة في توفير سبيل لحصول أي شخص على مبتغاه من المنتجات الطبيعية المرتبطة بالطبيعة والتراث في الوقت ذاته، وبدون أي إضافات صناعية.
ومن خلال التنسيق مع جهات عدة منتجة في محافظة الطفيلة، بحث فراس المحيسن عن طريقة لتسويق المنتجات لعدد كبير من السيدات اللواتي يعمل في الجمعيات التعاونية في محافظة الطفيلة، بالإضافة إلى الاستفادة من المنتجات التي يقوم بصناعتها صغار المنتجين في المحافظة، ولا يجدون طريقاً لتسويق تلك المنتجات بالطريقة التي توفر لهم الربح الكافي وتشجعهم على الاستمرار في الإنتاج والعطاء.
ويبين فراس أن السيدات في محافظة الطفيلة “لديهن القوة الكبيرة في الإنتاج لكل ما هو بلدي وطبيعي من المنتجات التي اعتاد أهالينا على تحضيرها منذ سنوات طويلة”، غير أنهن قد يجدن صعوبة في التسويق، وخاصة عندما تكون تلك المنتجات بكميات كبيرة.
لذلك، كانت الحاجة لتوفير منتجات له شخصياً ولبيته، من ثم انبثقت الفكرة لدى فراس بإنشاء شركة “كله بلدي” التي تعمل منذ ما يزيد على العام، ولاقت منتجاتهم قبولاً وسوقاً رائجة في دول عدة، وصلت في بعض الأحيان إلى أميركا وإلى دول عربية مجاورة عدة، لما تتميز به تلك المنتجات من قيمة غذائية وجودة في المنتج.
ومن أبرز المنتجات التي تقوم “كله بلدي” بتسويقها “الجميد البلدي”، الذي تم إنتاجه بطرق جديدة ومنوعة وحديثة، من حيث النكهات والأنواع، والأحجام المختلفة للجميد المشهور في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى التنوع في صناعة الجبنة البلدية والسمن البلدي وزيت الزيتون، وزيتون المائدة بأنواع متعددة، وتحضير المربيات من الفواكه الموسمية والخضار البلدية، عدا عن الخلطات العشبية التي يقوم مختصون بتحضيرها من الطبيعة الأردنية في الطفيلة.
وأطلق مؤسسو “كله بلدي” شعار “مونتك من عنا مضمونة”؛ إذ يؤكد فراس أن المنتجات المقدمة للزبائن تتمتع بالجودة العالية، فلدى الزبون الخيار في تجربة المنتج، وإعادته أو استبداله بمنتج آخر، ما يجعل التعامل مع المنتجات ومؤسسة “كله بلدي” مرنا وتعاونيا.
وأكد فراس المحيسن أن المؤسسة قامت بعمل تجارب للمنتجات التي يتم تسويقها، بحيث تم عرضها على مجموعة من “الذواقين” ومن ذوي الخبرة في الإنتاج البلدي، وذلك للحصول على أجود الأنواع من المنتجات، كون إنتاجها يتم بطريقة عصرية مع المحافظة على طبيعتها في الوقت ذاته، وينتظر منتجوها المردود المادي لهم.
هذه الطريقة في التسويق، تجعل من السهولة بمكان على السيدات في الطفيلة أن يكن سيدات عاملات قادرات على العطاء والإنتاج الدائم في مجتمعهن، بعد فتح سوق العمل لهن من خلال التسويق، ما يساعد على تحفيزهن ودعمهن للاستمرار، خاصة وأن ما يقدم من منتجات هو صناعة اعتدن على تقديمها منذ سنوات عديدة، ولكن يحاول “كله بلدي” أن يكون المنتج ذا جودة عالية جداً بالاتفاق مع السيدات وصغار المنتجين.
وبين فراس أن ردة فعل الزبائن خلال هذا العام كانت جيدة، مما أسهم في رفع الإنتاجية وتحفيز المؤسسة على الاستمرار في العمل، بحيث تم تطوير المنتجات بطريقة تتناسب وطلب الزبائن.
أم محمد المزايدة ومنذ زواجها بدأت بمساعدة زوجها في العمل البيتي من خلال تعلمها لصناعة المنتجات، وعلى الرغم من “التعب والإجهاد”، كما تبين، إلا أنها سعيدة بالعمل الذي يجعل منها امرأة منتجة، ويصل منتوجها إلى مناطق عديدة في المملكة. وتشير إلى أن النساء في الطفيلة أغلبهن لديهن خبرة كافية في صناعة منتجات الألبان، عدا عن أن بعضهن تعلمن في الجمعيات التعاونية الخاصة بذلك.
أحمد شتيان “أبو محمد” هو أحد صغار المنتجين في الطفيلة الذين استفادوا بشكل كبير من مشروع “كله بلدي” من سكان الطفيلة؛ حيث يملك عددا من الأغنام، ومنذ العام 2004 وهو يعمل في صناعة منتجات الألبان، وله العديد من الزبائن، إلا أن تعاونه مع “كله بلدي” زاد وتيرة العمل والإنتاج لديه، وبدأ يورد للمؤسسة في سبيل زيادة التسويق.
ويقول أبو محمد إنه ينتج الجميد واللبنة والحليب واللبن والسمنة والجبنة، إلا أنه بتعاونه مع “كله بلدي” قام بإنتاج “الميني جميد” والذي لاقى إقبالاً كبيراً من الزبائن، وبين أن منتجاته تتسم بالجودة العالية بحسب المسؤولين في “كله بلدي” وينتج يومياً ما بين 250 رطل لبن يسوق معظمها لزبائن “كله بلدي”.
ويؤكد أبو محمد أن مؤسسة “كله بلدي” أسهمت في تسويق منتجاته في محافظات عديدة في المملكة وليس فقط في محافظة الطفيلة، ما زاد من المردود المادي لديه.
ومن خلال صفحة “كله بلدي” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يقوم العاملون عليها بتقديم النصح والإرشادات التي تبين طرق حفظ المأكولات المنتجة يدوياً، وكيفية استخدامها لفترات طويلة، بالإضافة إلى عرض للمنتجات التي تقوم بتسويقها وكيفية الطلب والحصول عليها، خاصة وأن المؤسسة تعمل على إيصالها “مجاناً” لمحافظات عدة.
كما تقوم الصفحة بعرض صور للسيدات خلال عملهن في صناعة المنتجات البلدية، وخاصة صناعة الجميد، منه الجميد الصغير الذي أطلق عليه العاملون في “كله بلدي” اسم “مني جميد” وهو بأحجام صغيرة جداً تتناسب وطلب الزبائن، خاصة للتسويق الخارجي.
ويسعى فراس المحيسن من خلال “كله بلدي” إلى أن تكون المنتجات الأردنية البلدية متوفرة في أيدي الجميع وفي كل بيت أردني، “كونها من أكلاتنا التراثية والطبيعية المصنوعة بأيادي الأمهات اللواتي عملن لعشرات السنوات في هذا المجال، وما يزلن يبدعن بها ما دام هناك مجال للتسويق والبيع لمنتجاتهن”.