منتخب السلة في تصفيات "المونديال".. 21 شهرا و20 لاعبا ومديران فنيان

أيمن أبو حجلة عمان - تحقق الحلم أخيرا، وتأهل المنتخب الوطي لكرة السلة إلى نهائيات كأس العالم 2019، بعد مشوار طويل دام 21 شهرا وتخللته مجموعة من العقبات والحواجز التي كان لا بد من تخطيها من أجل المضي قدما. كان مشوارا صعبا، شهد تفاؤلا كبيرا بإمكانية الوصول للمونديال للمرة الثانية في تاريخ الفريق، قبل أن يصل التشاؤم درجة عالية لا يمكن إغفالها، نتيجة للظروف والمشاكل التي أحاطت الطموحات من كل حدب وصوب. مدربان و20 لاعبا، وتغييرات عديدة في الجهازين الإداري والفني، إصابات وظروف ومشاكل منعت البعض من الالتحاق بالفريق، والأهم من هذه المعوقات، أن التأهل جاء في وقت لا توجد فيه مسابقات محلية تساعد على إفراز منتخبات وطنية قوية، بعد سنوات عاشت فيها اللعبة تخبطا غير مبرر، دفع بعض ممارسيها لتركها، في وقت اجتهد فيه البعض الآخر لمحاولة تطوير قدراته بشكل فردي، علّ الأمور تتغير للأفضل. انطلق مشوار المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2019، يوم الثالث والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2017، وكان يقود الجهاز الفني حينها نجم المنتخب السابق سام دغلس بمساعدة الدولي السابق فيصل النسور، اللقاء الأول كان أمام المنتخب السوري في بيروت، وفاز "الصقور" بنتيجة 109-72، وكان موسى العوضي أفضل مسجل في الفريق برصيد 24 نقطة يليه كل من المجنس دار تاكر ومحمود عابدين برصيد 15 نقطة لكل منهما. هذه النتيجة، منحت اللاعبين دفعة معنوية لاستكمال المشوار بقوة، خصوصا وأن اللقاء الثاني أتى بعد 3 أيام فقط، وأمام غريم تقليدي يعيش ظروفا وأوضاعا أكثر استقرارا، فاستضاف المنتخب الوطني نظيره اللبناني على صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب، وتمكن من تحقيق فوز لافت بنتيجة 87-83، وهو فوز كاد أن يفلت منه في اللحظات الأخيرة، لولا تماسك اللاعبين ورغبتهم في إسعاد الجماهير. وتألق تاكر بشكل مبهر، فسجل 32 نقطة، وأضاف محمد شاهر 13 نقطة و9 متابعات، فيما أحرز زيد عباس 13 نقطة وموسى العوضي 10 نقاط. المباراة الثالثة كانت في نيودلهي أمام المنتخب الهندي يوم الثالث والعشرين من شباط (فبراير) من العام الماضي في مباراة من المفترض أن تكون أمام الحلقة الأضعف في الدور الأول من التصفيات، لكن صاحب الأرض قدم مباراة جيدة، وأرهق لاعبي المنتخب الوطني كثيرا، بيد أن الغلبة في النهاية كانت للضيوف بنتيجة 102-88، بفضل اجتهادات مميزة من محمد شاهر الذي أحرز 19 نقطة وأضاف 17 متابعة، وسجل عابدين 18 نقطة إلى جانب 7 تمريرات حاسمة، وهو الرصيد ذاته من النقاط والتمريرات الحاسمة لتاكر، علما أن يوسف أبو وزنة قدم مباراة كبيرة أيضا، مستغلا غياب زيد عباس، فسجل 15 نقطة مع 6 متابعات. وأنهى المنتخب الوطني القسم الأول من التصفيات متصدرا المجموعة برصيد 6 نقاط من 3 انتصارات، وارتفع منسوب التفاؤل بإمكانية التأهل إلى النهائيات، خصوصا وأن العلاقة الودية القوية بين دغلس واللاعبين كانت سلاحا مميزا تخشاه المنتخبات الأخرى. جرس إنذار في السادس والعشرين من شباط (فبراير) من العام الماضي، واصل المتخب الوطني انتصاراته، وهذه المرة على أرضه وبين جماهيره، عندما كرر فوزه على المنتخب السوري بنتيجة 87-62، في مباراة قدم فيها المنتخب الضيف أداء أفضل من مباراة البلدين الأولى، نتيجة الاعتماد على المجنس الأميركي جاستن هاوكينز صاحب الـ22 نقطة. لكن، وفي نهاية الأمر، فإن تعاضد اللاعبين وتجانسهم، جعلا الأمور سهلة على المنتخب الوطني مرة أخرى، فسجل تاكر 28 نقطة وسرق الكرة 4 مرات، وأضاف العوضي 20 نقطة، فيما أحرز عابدين 14 نقطة مع 5 تمريرات حاسمة. وتوقفت التصفيات حتى حزيران (يونيو) الماضي، حينها أعلنت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة، انضمام نجم فنربغشه أحمد الدويري لصفوف المنتخب الوطني، ليخوض مباراتين أمام لبنان والهند. المباراة الأولى جرت يوم الثامن والعشرين من حزيران (يونيو) في بيروت أمام جمهور غفير ساند منتخب بلاده، وظلت النتيجة متقاربة بين المنتخبين، لكن ما حدث في اللحظات الأخيرة كان أمرا يصعب فهمه. وأشارت النتيجة إلى تقدم المنتخب اللبناني بفارق نقطة واحدة (77-76)، عندما حصل زيد عباس على رميتين حرتين قبل نهاية اللقاء بأربعة أجزاء من الثانية، ففشل في تسجيل الرمية الأولى، قبل أن يهدر الرمية الثانية بغرابة ويمنح اللبنانيين فوزا عزيزا، وهو أمر تم تفسيره لاحقا باعتراف من المدرب دغلس بفهم خاطئ لنظام التصفيات؛ حيث فكر الجهاز الفني بأفضلية المواجهات المباشرة، فعمد إلى خسارة المباراة بفارق نقطة واحدة، بدلا من التمديد وخسارة هذه الأفضلية. وفي مباراته الأولى مع المنتخب بعد غياب طويل، سجل الدويري 16 نقطة، اثنتان منها عبر الدنك الشهير الذي بات يطلق عليه تسمية "ملا كبسة"، وأضاف عابدين 12 نقطة، وتاكر 11 نقطة مع 7 متابعات. وعاد المنتخب الوطني إلى عمان ليلعب بعد ثلاثة أيام من خسارته اللبنانية، أمام المنتخب الهندي، ويفوز عليه بنتيجة 114-70، بعدما أحرز الدويري 21 نقطة و7 متابعات، وأضاف أمين أبو حواس 15 نقطة وزيد عباس 14 نقطة مع 6 تمريرات حاسمة. وانتقل المننتخب الوطني بهذه النتائج إلى الدور الحاسم من التصفيات برصيد 11 نقطة، وهو الرصيد نفسه الذي امتلكه المنتخب اللبناني، ليصطحب المنتخبان شقيقهما السوري إلى المجموعة الأولى في الدور الحاسم. الصدمة في التصفيات الحاسمة، تصدر المنتخب الوطني المجموعة قبل أن تبدأ بعدما اصطحب معه نقاطه الـ11، لكن المجموعة كانت في غاية الصعوبة، بوجود منتخبات نيوزيلندا وكوريا الجنوبية والصين التي لا يدخل ترتيبها ضمن منتخبات المجموعة، لكن نتائجها تحتسب بالنسبة للمنتخبات الأخرى. غادر المنتخب الوطني إلى تركيا قبل النافذة الرابعة من التصفيات، لإجراء معسكر إعدادي هناك، وبعد العودة، وجد نفسه أمام مطالبات جماهيرية بتخطي منتخب كوريا الجنوبية في عمان. لكن ما حدث لم يكن بالحسبان، تفوق المنتخب الوطني طيلة أحداث اللقاء، قبل أن يفقد زمام المبادرة في الربع الأخير، وسط عجز غير مفهوم في التعامل مع المجريات، ليخرج المنتخب الكوري فائزا بنتيجة 86-75. واكتفى الدويري في هذا اللقاء بـ8 نقاط فقط، فيما تعملق فيه تاكر بـ24 نقطة، وأضاف زيد عباس 18 نقطة مع 11 متابعة. كان لافتا في هذه المباراة تأثر كل من شاهر والعوضي من إصابتين تعرضا لهما في منافسات الدوري الممتاز، وهو ما استمر في اللقاء التالي أمام المنتخب الصيني المضيف. ومرة أخرى، تفوق المنتخب الوطني بقيادة تاكر، حتى جاء الربع الأخير الذي شهد انخفاضا ملموسا في اللياقة البدنية، إضافة إلى عدم قيام المدرب بطلب أوقات مستقطعة في وقت كانت سلة فريقه تتعرض لوابل من التصويبات الناجحة، ففازت الصين في النهاية بنتيجة 88-79، لتذهب جهود تاكر (23 نقطة) والدويري (21 نقطة) أدراج الرياح. التغيير بعد هذه النافذة المخيبة، توصلت اللجنة المؤقتة مع المدرب دغلس لاتفاق إنهاء التعاقد بين الطرفين، وبحثت اللجنة في مجموعة من البدائل الأجنبية، واستقر خيارها على المدرب الأميركي جوزيف ستايبينغ الذي سبق له قيادة المنتخب القطري إلى نهائيات كأس العالم 2006. وتم تشكيل جهاز فني معاون، فانضم كل من زيد الخص وأنفر شوابسوقة إلى ستايبينغ، برفقة مدرب أميركي آخر هو مات جورانيك، ومن أجل ضمان الانضباط السلوكي والإداري للاعبين، تم تعيين ينال الخص مديرا لإدارة للمنتخب. خاض المنتخب الوطني معسكرا جديدا في تركيا، حاول خلاله إقناع الدويري بالانضمام للفريق رغم ارتباطات فنربغشه بمسابقات "يوروليج"، لكن جدول مباريات المسابقة القارية صعّب على الدويري تحقيق هذا المطلب، ثم غادر المنتخب إلى الفلبين، ولعب مباراتين إعداديتين أمام منتخبها، لم تستكمل واحدة منها بسبب خلاف حاد بين المدربين استدعى تدخل العقلاء. وحان موعد النافذة الخامسة، ليتلقى المنتخب خبرا صاعقا، تمثل في رفض اعتماد الأميركي جاستن دينتمون كمجنس في صفوف الفريق، لعدم استكمال الأوراق الثبوتية المطلوبة، وهو الذي أصر ستايبينغ على وجود لاعب في مركزه (صانع ألعاب) بدلا من تاكر لتطبيق فلسفته الهجومية الخاصة، فخاض "النشامى" لقاء نيوزيلندا خارج أرضه يوم 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بدون الدويري، وبدون لاعب مجنس بعدما تعذر التحاق تاكر الذي يلعب في صفوف سان لورنزو الأرجنتيني لضيق الوقت، فجاءت الخسارة القاسية بنتيحة 95-69. وبان خلال اللقاء تأثر اللاعبين بالظروف المحيطة حولهم، إضافة إلى حاجتهم لمزيد من الوقت للاعتياد على خطط وأسلوب المدرب ستايبينغ، فابتعد عدد من اللاعبين عن مستواهم، في وقت تأثر فيه زيد عباس من إصابة في ذراعه، ليبرز بشكل غير متوقع كل من يوسف أبو وزنة (13 نقطة و7 متابعات)، ومالك كنعان (8 نقاط)، علما أن أحمد حمارشة أحرز 12 نقطة في أقل من 19 دقيقة فقط. وغادر المنتخب الوطني سريعا إلى كوريا الجنوبية ليلعب مجددا وبعد ثلاثة أيام فقط، أمام صاحب الأرض وعملاق ارتكازه ريكاردو راتليف، والتحق تاكر بوفد المنتخب في مدينة بوسان، لكنه بدا معزولا خلال اللقاء، فسجل 20 نقطة، بدون أن يلقى مساندة كافية من زملائه الذين كان أبو حواس أفضلهم برصيد 13 نقطة. وبهذه النتائج، بات المنتخب الوطني احتل المنتخب الخامس في مجموعته، وصار لزاما عليه إحداث صدمة إيجابية تمكنه من تحقيق فوز واحد على أقل تقدير في النافذة السادسة والأخيرة من التصفيات، من أجل الاحتفاظ بأمل التأهل. قوة الجمهور مرة أخرى تغير جلد الجهاز الفني المعاون لستايبينغ قبل النافذة السادسة، فانضم إليه كالتون تومسون وجايسون أرنولد ورامز قعوار بدلا من جورانيك وشوابسوقة، كما تسلم محمد الدباس مهمة المدير الإداري للمنتخب بدلا من ينال الخص، واحتفظ زيد الخص بمكانه كمساعد للمدرب وحلقة وصل "فنية" بين اللاعبين والمدرب. اللجنة المؤقتة للاتحاد لم تتمكن "ماديا" من الاحتفاظ بجاستن دينتمون ضمن معسكر المنتخب الإعدادي، لأن الأخير تعاقد مع فريق في كوريا الجنوبية، ثم جاءت الأخبار المؤسفة بإصابة اللاعب خلال إحدى مباريات فريقه الجديد، وبعد مشارات عديدة تم الاستغناء عنه وإعادة التواصل مع تاكر الذي بدوره لبى النداء فورا. نتائج المباريات الودية بثت الرعب في صفوف الجمهور، وإن جاءت بدون وجود مجنس، إضافة إلى غياب سنان عيد بسبب أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في تركيا، وهو الذي قرر ستايبينغ عدم الاستعانة به لاحقا لضيق الوقت، فخسر الفريق 4 مباريات متتالية في دورة دبي الدولية أمام النفط العراقي والرياضي وبيروت اللبنانيين وسلا المغربي، قبل أن يسقط في اختبار ودي أمام الشارقة الإماراتي، ثم غادر اللاعبون إلى طهران وخسروا لقاءين مع المنتخب الإيراني، واللقاء الثاني على وجه التحديد شكل قلقا مضاعفا للجمهور بعدما انتهت المباراة بنتيجة 99-54. ومع عدم قدرة الدويري على حضور للمباراة الأولى في النافذة الأخيرة أمام الصين، كان لا بد من العمل مع الأوراق الموجودة، فاستعاد "أبو حديد" شاهر مستواه في أنسب توقيت، ليبرز في الشق الدفاعي بـ14 متابعة إضافة إلى 11 نقطة، أسهم من خلالها في فوز المنتخب الوطني بنتيجة 86-62، وكان تاكر أفضل مسجل في المباراة برصيد 32 نقطة، يليه زيد عباس (20 نقطة). ثم جاء موعد لقاء الحسم أمام نيوزيلندا بعد أقل من 48 ساعة، ليلتحق الدويري بالفريق في مفاجأة سارة للجمهور الذي احتشد في صالة الأمير حمزة رغم التوقيت المبكر للمباراة، فتحقق الفوز بنتيجة 86-80، وبرز الدويري بتسجيل 15 نقطة و9 متابعات، وتصدر تاكر مسجلي الفريقين بـ25 نقطة، لكن النجم الحقيقي للقاء كان العوضي الذي أحرز 21 نقطة، مع نسبة تصويب ناجح من خارج القوس بلغت 83.3 %. أرقام وإحصائيات - حل المنتخب الوطني في المركز الرابع على قائمة المنتخبات الأفضل تسجيلا في التصفيات الآسيوية بمعدل 86.4 نقطة بالمباراة الواحدة. - جاء المنتخب الوطني في المركز السادس ضمن أفضل المنتخبات نجاحا في الرميات الحرة بنسبة نجاح بلغت 69.1 %. - احتل "الصقور" صدارة منتخبات التصفيات من حيث نسبة المتابعات مقاسمة مع المنتخب الأسترالي بمعدل 44.3 متابعة في المباراة الواحدة. - حل المنتخب الوطني في المركز السادس مقاسمة مع إيران في التمريرات المساعدة بمعدل 18 "أسيست" في المباراة الواحدة. - جاء "نشامى" السلة في المركز الرابع على قائمة أفضل المنتخبات سرقة للكرات بمعدل 9 "ستيل" في اللقاء الواحد. - احتل المنتخب الوطني المركز الرابع على قائمة المنتخبات الأقل فقدانا للكرة بمعدل 11.7 تيرن أوفر في المباراة الواحدة. - يعد دار تاكر أفضل مسجلي المنتخب الوطني في التصفيات بمعدل 21.8 نقطة في المباراة الواحدة. - احتل موسى العوضي صدارة لاعبي المنتخب الوطني في نسبة التصويب الناجح من خارج القوس (42.3 %). - صانع الألعاب مجمود عابدين تفوق على بقية زملائه في التمريرات الحاسمة بمعدل 3.2 "أسيست" في المباراة الواحدة.اضافة اعلان