منتخب الكرة: تجديد دماء يكفل بلوغ نهائيات آسيا المقبلة

منتخب الكرة: تجديد دماء يكفل بلوغ نهائيات آسيا المقبلة
منتخب الكرة: تجديد دماء يكفل بلوغ نهائيات آسيا المقبلة

العراقي عدنان حمد أبرز المرشحين لخلافة فينجادا

 

تيسير محمود العميري

اضافة اعلان

عمان - انتهت تجربة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة غرب آسيا الخامسة، التي جرت في طهران بـ"حلوها ومرها"، وكانت الوصافة المحصلة النهائية للمنتخب الذي كان يبحث عن انجاز يتمثل بنيل اللقب للمرة الاولى، بيد ان الايرانيين ما يزالون ينسجون قصصا من العشق مع هذا اللقب فكان الكأس من نصيب الايرانيين للمرة الرابعة منذ انطلاق البطولة عام 2000 في عمان.

كان منتخبنا بحاجة الى انجاز يرفع المعنويات بعد الاخفاق الذي حدث في تصفيات مونديال جنوب افريقيا قبل نحو شهرين، وقبيل المشاركة في تصفيات كأس الامم الآسيوية التي ستنطلق في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.

الفرصة كانت مواتية الى حد ما لتحقيق ذلك، لأن منتخبي العراق ولبنان اعتذرا عن المشاركة لسببين مختلفين، وبقية المنتخبات لعبت بمن حضر من اللاعبين من خارج التشكيلات الاساسية التي غاب عنها اللاعبون المحترفون، وهذا بالطبع ليس ذنب اتحاد غرب آسيا، الذي يحاول قدر المستطاع ان تنتظم بطولاته وتسير في طريقها الى النجاح، طالما ان المنتخبات تتحمل عواقب نتائج مشاركتها بالعناصر الرديفة أو الشابة.

حزنا بداية لذلك التعادل السلبي امام شباب سورية، وكان يجدر بمنتخبنا ان يحقق فوزا كبيرا على فريق يفتقر للخبرة، وسررنا كثيرا للفوزين المتتاليين على منتخبي عُمان 3/1 وقطر 3/0، مع ان الفوز تحقق على منتخبين رديفين، فكانت المواجهة امام المنتخب الايراني الذي لا يعتمد على عناصر اساسية الا في حدود ضيقة جدا ان لم تكن معدومة، وخسر منتخبنا بهدفين مقابل هدف، وقدم عرضا متفاوتا على مدار الشوطين وإن رآه البعض انه جيد على خلاف رؤية آخرين قالوا إن الاداء لم يرتقِ للمستوى المطلوب.

محبة منتخبنا الوطني تعتمر في قلوب كل الاردنيين الذين كانوا يتشوقون لاعتلاء منتخبنا منصة التتويج كبطل وليس كوصيف، بيد ان الاحلام الوردية تبددت في الدقائق الاخيرة عندما تمكن الايرانيون من تحقيق هدف الفوز.

تحديد الهدف .. مطلوب

ما هو الهدف الذي وضعه المدير الفني لمنتخبنا نيلو فينجادا وجهازه المساعد لهذه المشاركة، هل كان منح بعض اللاعبين الشباب فرصة المشاركة وإعداد جيل مقبل يسدون الفراغ مكان اللاعبين الذين نضب عطاؤهم وآن أوان اعتزالهم، أم هو تحقيق الفوز باللقب وتعويض ما فات من انتكاسات متتالية؟.

وربما يتكرر في هذا المقام سؤال تردد بعد كل مشاركة سابقة.. هل كان بالامكان افضل مما كان؟.

وهنا لا بد وأن نكون موضوعيين في تناول مشاركة المنتخب، التي حفلت بوجود بعض اللاعبين الذين يتوقع لهم مستقبل جيد امثال رائد النواطير ولؤي عمران وعلاء الشقران وانس بني ياسين، ولكن هل حصل اللاعبون الاربعة على فرص حقيقية لتجرع الخبرة واكتساب الثقة بالنفس ومن ثم الانسجام مع اللاعبين الآخرين، ولماذا يلعب المنتخب بتشكيلة مختلفة في كل مباراة، هل هو المقصود التمويه على الآخرين في هذا المقام، أم تجريب قدرات كل لاعب لإشغال اكثر من مركز، ولماذا يلعب المنتخب بأسلوب لعب مختلف دوما، فتارة يلعب 4/4/2 وتارة 5/4/1 وتارة 5/3/3، وهل لاعبونا يفهمون ما يقوله فينجادا لهم، أم ان فينجادا لم يطلع بعد على قدرات كل لاعب؟.

المدير الفني لمنتخبنا نيلو فينجادا يعطي توجيهاته للاعبين خلال إحدى مباريات غرب آسيا - (من المصدر)

تلك جملة من الاسئلة تدور في ذهن كل مشجع كروي اردني يتطلع دوما الى ان يكون منتخبنا في ابهى صورة، فليس المنتخب الايراني بذلك "البعبع" الكبير، ولن تكون التشكيلة التي شاهدناها اول من امس، هي ذات التشكيلة التي ستخوض المواجهتين امام منتخبنا في تصفيات امم آسيا، فهل نعتبر الخسارة الاخيرة 1/2 نتيجة مقبولة، أم نضع اليد على الجرح وندرك اخيرا وقبل ان يفوت الآوان، بأن منتخبنا لا يقدم المطلوب منه ولا يلبي طموح الجمهور، أو لنقل عكس ذلك بأن المنتخب يلعب ونحن كجماهير وإعلاميين غير قادرين على الرؤية الصحيحة وتبقى الامور على ما هي عليه.

كانت بطولة غرب آسيا ستشكل محطة اعداد جيدة لمنتخب المستقبل، الذي يفترض ان يبنى على العناصر الاولمبية والشبابية المميزة، فإضافة الى اللاعبين الذين ذكروا سابقا، فإن التركيز على بهاء عبدالرحمن وعدي الصيفي وعبدالله ذيب وعامر ذيب وعلاء مطالقة وحسن عبدالفتاح ومحمد منير ومهند محارمة، سيكون افضل من التركيز بشكل كلي على العناصر المخضرمة التي كفت ووفت وأعطت المنتخب الكثير، وهنا لا بد من تحديد مصير اللاعبين محمود شلباية وحسونة الشيخ وحاتم عقل وبشار بني ياسين وقصي ابو عالية ووسيم البزور.

مصير فينجادا وتصفيات آسيا

قيل بعد ان خرج منتخبنا من المرحلة الثالثة لتصفيات مونديال جنوب افريقيا في شهر حزيران/ يونيو الماضي، بأن مصير المدير الفني للمنتخب نيلو فينجادا معلق لحين انتهاء منافسات غرب آسيا التي انتهت اول من امس، بحيث يعتزم اتحاد الكرة انهاء العقد مع فينجادا والذي ينتهي اصلا في نهاية العام الحالي، وأن المدرب العراقي عدنان حمد ومساعده ياسين عمال وكلاهما عمل مع الفيصلي لمدة عامين، سيتسلمان مهمة تدريب منتخبنا في تصفيات امم آسيا خلفا لفينجادا، فيما ينتظر ان يبقى المساعدان جمال ابو عابد وعبدالله ابو زمع لاكتساب المزيد من الخبرات التي ستؤهلهما بعد سنوات لتدريب المنتخب الاول، كما حدث مع الايراني علي دائي الذي يقود المنتخب الايراني حاليا.

ويتوقع ان يتم البت بشكل نهائي في هوية الجهاز الفني المقبل خلال الايام القليلة المقبلة، التي ستشهد انتخابات اتحاد الكرة وإفراز مجلس ادارة جديد، وبالتالي فإن المدير الفني للمنتخب سيتابع مباريات الدوري الممتاز "المحترفين" وبقية المباريات المحلية والعربية والآسيوية لاختيار افضل العناصر للمنتخب في المرحلة المقبلة.

وإذا كان اتحاد الكرة قد استطلع جملة من الاسماء في الايام الماضية، فإن العراقي عدنان حمد يبدو الافر حظا للمهمة لاعتبارين هامين اولهما اللغة بحيث يسهل توصيل المعلومة للاعبين، وثانيهما معرفة حمد بقدرات اللاعبين الاردنيين كونه درب في الاردن ويعرف الواقع الحقيقي للكرة الاردنية، بيد ان المعارضين يشيرون الى فشل حمد مع المنتخب العراقي مؤخرا والى حاجة المنتخب لمدرب يفوق قدرات حمد.

وإذا ما قاد حمد المنتخب خلفا لفينجادا فإن التاريخ سيعيد نفسه مرة ثانية، حيث تسلم فينجادا المهمة خلفا لمحمود الجوهري بعد الفشل في بطولة غرب آسيا، والتي جرت عقب الفشل في تصفيات امم آسيا.