منتخب الكرة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم

منتخب الكرة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم
منتخب الكرة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم

الفرنسيون والإيرلنديون يرفضون هدفا غير صحيح

 

تيسير محمود العميري

اضافة اعلان

عمّان - يقف المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم امام اختبار ومفترق طرق صعب، فإما ان تتجدد الحظوظ ويصبح المنتخب منافسا حقيقيا على احدى بطاقتي التأهل الى النهائيات الآسيوية، وإما ان تتجدد المأساة لا سمح الله ويتخلى المنتخب عن آخر الخيوط الواهنة التي تربطه بنهائيات الدوحة.

اليوم سيكون لاعبو المنتخب امام امتحان صعب... يكرم فيه المرء أو يهان... امتحان لا سبيل الا لاجتيازه بنجاح، حتى يكونوا لاعبين في النهائيات وليس مجرد متفرجين امام شاشات التلفزيون.

مواجهة ايران اليوم هي السبيل لمعرفة مدى قدرة اللاعبين على ركوب امواج التحدي، ومدى رغبتهم في فرض حضورهم بعد ان غابوا عن مشهد المنافسة الحقيقية مطولا، ومدى قدرة الجهاز الفني على تسخير قدرات اللاعبين وتوظيفها جيدا لتحقيق الاهداف المنشودة.

هي العزيمة والارادة الصلبة التي جعلت من الناشئين والشباب "رجالا بمعنى الكلمة"، عندما فرضوا كلمتهم في التصفيات التي جرت حسب طريقة التجمع في الامارات ونيبال، وحجزوا مقاعدهم في نهائيات الامم الآسيوية، وهي العزيمة والارادة التي يحتاجها لاعبو المنتخب الاول ليستحقوا على اثرها وصف "النشامى".

الفوز على ايران يمر في طريق صعبة غير مفروشة بالورود، لكن عزائم الرجال الحقيقيين تدحر كل المعيقات وتجعل الارض سهلة، ولذلك لا بد ان يكون اللاعبون "على قدر التحدي"، ويمتلكون عزيمة وإرادة صلبة تعززها الجاهزية الفنية والبدنية والنفسية.

لكن لاعبي المنتخب لن يشتكوا "الوحدة مطلقا"، فقد اشترت احدى الشركات المحلية "مجموعة المناصير" بطاقات الدخول وستوزعها مجانا على الجماهير امام بوابات الدخول، لأن المنتخب لن يكون قادرا على انجاز المهمة بهمة عالية من دون وقفة صادقة من الجمهور "جمهور المنتخب وليس الاندية"، الذي سيهتف لكل المنتخب ويحيي نجومه ويشحذ هممهم بغض النظر عن ألوان قمصانهم النادوية.

هي مناسبة لكي يعبر كل متفرج عن صدق مشاعره ووطنيته ويغلب المصلحة العليا في هتافه، ويجعل لاعبي المنتخب في أوج سعادتهم ورقي أدائهم، فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم.

هي كرة قدم فقط

لعل كل من تابع ما تبع لقاء فرنسا وإيرلندا في الملحق الاوروبي بتصفيات المونديال، لمس على أرض الواقع رقي الفرنسيين والايرلنديين في التعامل مع المواقف المثيرة للجدل، فقد سجل الفرنسيون هدفا غير صحيح تأهلت على اثره فرنسا الى نهائيات مونديال جنوب افريقيا، وخرجت ايرلندا تضرب كفا بكف وتبكي ظلما وقهرا.

الهدف الفرنسي شكل "سقطة" بالنسبة لطاقم التحكيم، وشكل اتهاما خطيرا لنجم محبوب "تيري هنري"، اعتبره الفرنسيون مثالا لا يحتذى بالنسبة للاطفال والشبان الصغار.

الايرلنديون والفرنسيون طالبوا بإعادة المباراة وتيري هنري ابدى اسفا واعتذارا ونفى وجود نية مسبقة لتسجيل هدف غير شرعي.

كان هدف مارادونا في مرمى انجلترا في مونديال المكسيك عام 1986 اشهر الاهداف التي سجلت "اونطة" ووصمت صاحبها بالخزي والعار، وها هو هدف هنري يعيد الى الاذهان ما حدث قبل 23 عاما، مع فارق ان مارادونا وصف ما جرى بأنها "يد الله" التي ساعدته لتسجيل الهدف، في حين قال هنري انه لم يستطع منع يده من لمس الكرة.

ترى لو ان ذلك الهدف غير الصحيح سجل في مباراة محلية أو في مباراة مصر والجزائر، هل كانت ردة الفعل رياضية ام ان الملعب سيتحول الى "ساحة حرب حقيقية"؟.

[email protected]