منتخب الكرة يودع كأس آسيا بـ"الترجيح" أمام فيتنام

Untitled-1
Untitled-1

خالد الخطاطبة

دبي - ودع المنتخب الوطني لكرة القدم، بطولة كأس آسيا 2019، المقامة حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الخسارة أمام منتخب فيتنام بفارق الركلات الترجيحية 4-2، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيحابي 1-1، في المباراة التي أقيمت أمس على ستاد مكتوم بدبي، في إطار منافسات دور الستة عشر من البطولة.
وحضر المباراة، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، وجمهور كبير وصل تعداده الى 14205 أغلبهم من الجمهور الأردني، الذي تواجد بشكل ملحوظ في المدرجات.
ونجح منتخب "النشامى" في التسجيل عن طريق بهاء عبدالرحمن في الدقيقة 39 من ركلة حرة مباشرة، قبل أن يعادله نغوين كونغ لمنتخب فيتنام في الدقيقة 51.
ولم يقدم لاعبو المنتخب الوطني المستوى المأمول، خاصة في الشوط الثاني من المباراة الذي سيطر عليه منتخب فيتنام بشكل لافت، وتفوق أداء واستحواذا وأهدر الكثير من الفرص التي كانت كفيلة بخروج المنتخب خاسرا من الوقت الأصلي.
وخرج الجمهور الأردني من أبناء الجالية الأردنية في الإمارات حزينا على هذه الخسارة غير المتوقعة.
الأردن 1 (2) فيتنام 1 (4)
لجأ المنتخب الوطني إلى محاولة تدوير الكرة، لسحب لاعبي منتخب فيتنام الذي لعب بطريقة 5-3-2، معتمدا على تمتين الدفاعات ومحاولة مباغتة "النشامى" بهجمات سريعة، معتمدا على سرعة التحول من الدفاع للهجوم.
المنتخب الوطني حاول التركيز على بهاء عبدالرحمن وخليل بني عطية في إدارة وتنظيم العمليات، من خلال توزيع الكرات لياسين البخيت في الميسرة، وموسى التعمري في الميمنة، لخلق الفرص المباشرة، أو التمرير ليوسف الرواشدة الذي لعب وحيدا في المقدمة، ومن خلفه اللاعب سعيد مرجان.
وأوعز المدير الفني فيتال، الى الظهيرين سالم عجالين وفراس شلباية بالتقدم للإسناد الهجومي، مع احتفاظ أنس بني ياسين وطارق خطاب بواجبات دفاعية لمنع لاعبي فيتنام من الوصول لمرمى شفيع.
منتخب فيتنام، اعتمد على كيوهاي في قيادة خماسي الدفاع في حال فقدان الكرة، مع الانطلاق للعمليات الهجومية السريعة، لا سيما وأن ثلاثي الوسط الفيتنامي فان دوك ونغوين هانغ ودو هانغ، نجح في استثمار المساحات في الوسط لشن الهجمات، أو إيصال الكرات لثنائي الهجوم نغوين هاي ونغوين كوانغ.
وكان المنتخب "الفيتنامي" الأكثر وصولا لمنطقة جزاء المنتخب في الدقائق الأولى، ولكن بدون خطورة حقيقية على مرمى شفيع، ليأتي رد المنتخب بفرصة حقيقية عندما قطع بهاء الكرة ليمرر الى يوسف الرواشدة داخل الجزاء، ليسدد كرة بيسراه تمكن الحارس دانغ فان لام من الإمساك بها.
وكاد ياسين البخيت أن يفتتح التسجيل عندما استقبل تمريرة شلباية المتقنة والملعوبة من الميمنة، ليستقبلها بشكل جيد، قبل أن يسدد كرة متسرعة فوق المرمى في فرصة خطيرة لمنتخب "النشامى".
مع مرور الوقت ورغم الوصول الأخطر للمنتخب الى مرمى فيتنام، الا أن الخصم كشف عن قدراته في الانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم، ما فرض على بهاء وخليل الالتزام بشكل أكثر بالواجبات الدفاعية، لحماية انطلاقات الفيتناميين من العمق.
ونجح التعمري مرة أخرى في استقبال تمريرة الرواشدة الطويلة القادمة من هجمة مرتدة، ليسدد كرة سهلة بين أحضان الحارس الفيتنامي، رد عليه فيتنام عن طريق لاعبه نغوين الذي سدد كرة من ركلة حرة مباشرة أمسكها شفيع بحضور.
وبدا واضحا إجادة الفيتناميين للتمريرات السريعة، التي مكنتهم من الوصول لمرمى شفيع، خاصة عندما تبادل دوان فان الكرة مع زميله ليسدد كرة قوية أبعدها عامر شفيع بحضور في أخطر الكرات الفيتنامية، ليأتي الرد الأردني بهجمة سريعة أسفر عنها خطأ على مشارف منطقة الجزاء، تصدى له بهاء الذي سدد كرة ارتدت من حائط الصد، تبعها "النشامى" بهجمة منحت المنتخب ركلة حرة مباشرة من الجهة اليمنى تصدى لها بهاء مرة أخرى مطلقا قذيفة سكنت شباك الحارس الفيتنامي هدف التقدم الأردني في الدقيقة 39 من المباراة، ليرفع هذا الهدف من إيقاع المباراة، في ظل اندفاع لاعبي فيتنام للبحث عن التعديل، الذي كاد أن يأتي بقدم دو هانغ الذي سدد كرة قوية من خارج الجزاء أبعدها شفيع بتألق إلى ركلة ركنية، لتمضي الدقائق الأخيرة من الشوط وسط ضغط فيتنامي كبير تسبب في خطورة على مرمى المنتخب ولكن بدون الوصول للشباك، لينتهي الشوط الأول بتقدم "النشامى" بنتيجة 1-0.
سيطرة فيتنامية وارتباك أردني
دخل منتخب فيتنام الشوط الثاني أكثر اندفاعا في الجانب الهجومي، بحثا عن هدف التعديل، قابله المنتخب بتراجع للمواقع الدفاعية، خاصة في وسط الميدان، بعد أن بذل بهاء عبدالرحمن وخليل بني عطية دورا دفاعيا واضحا، ولكن أداء المنتخب شهد تراجعا مبالغا فيه في الجانب الدفاعي، ما أتاح لفيتنام فرصة التقدم نحو مرمى شفيع الذي ظل تحت التهديد، حتى جاء هدف التعادل الفيتنامي في الدقيقة 51، عندما استثمر نغوين كونغ كرة عرضية ليسدد من أول لمسة في سقف مرمى شفيع، وسط حالة من الارتباك في أداء المنتخب في الدقائق الأولى، قبل أن يعود "النشامى" لتنظيم صفوفهم في محاولة لامتصاص اندفاع وحماس لاعبي فيتنام، ومن ثم العمل على استثمار الهجمات السريعة بحثا عن التسجيل.
الأمور لم تسر كما يشتهي المنتخب، ودانت الأفضلية لمنتخب فيتنام الذي أهدر فرصتين في غضون دقيقة؛ الأولى من ركنية أحدثت دربكة أبعدها خطاب الى ركنية، تم تنفيذها على رأس المهاجم الفيتنامي الذي لعبها قريبة من مرمى شفيع في فرصة خطيرة للفيتناميين الذين كانوا الأكثر حماسا واندفاعا وسيطرة، ما منحهم فرصة خطيرة جدا عندما انفرد فان دوك وسدد كرة أبعدها أنس بني ياسين قبل اجتيازها خط المرمى، منقذا المنتخب من فرصة خطيرة.
مع انتصاف الشوط الثاني، بدا واضحا أفضلية فيتنام في السيطرة والوصول الى مرمى المنتخب الوطني، وسط محاولات متقطعة من جانب لاعبينا للتقدم للعمليات الهجومية، لإجبار لاعبي فيتنام على التراجع، وبالتالي تخفيف الضغط عن مرمى شفيع، مع العمل على استثمار سرعة التعمري والبخيت في الهجمات المباغتة أملا في تسجيل هدف التقدم.
المدير الفني للمنتخب فيتال بوركلمانز، شعر بحرج موقف المنتخب، ما دفعه لإجراء تبديل هجومي بإشراك بهاء فيصل مكان سعيد مرجان، بهدف زيادة الفاعلية الهجومية، ومن ثم العمل على إشغال مدافعي فيتنام لمنعهم من التقدم للإسناد، ولكن ذلك لم يمنع منتخب فيتنام من مواصلة الأفضلية في الفرص الضائعة؛ حيث سدد دو هانغ كرة صاروخية من خارج المنطقة ردها شفيع إلى الملعب.
المنتخب حاول العودة للمباراة، ولكنه اصطدم بأفضلية وتفوق وسيطرة لاعبي فيتنام، الذين كانوا الأخطر والأكثر هجوما ووصولا للمرمى، بدون إبداء "النشامى" أي ردة فعل، ليهدر منتخب فيتنام العديد من الفرص في الدقائق الأخيرة وسط دهشة الجمهور المتابع، قبل أن ينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1، واللجوء للوقت الإضافي.
الأشواط الإضافية
حاول المنتخب الوطني العودة للمباراة بداية الشوط الإضافي الأول، بإجراء تبديلين عبر إشراك إحسان حداد وأحمد العرسان مكان البخيت والتعمري، فيما أشرك فيتنام نغوين فان مكان نغوين هانغ، وانتقل إحسان لوسط الملعب من جهة الميمنة، قابله العرسان في الميسرة.
وكان الوصول الأول للمنتخب الى مرمى فيتنام في الشوط الإضافي الأول، من كرة ثابتة من ركلة حرة سددها بهاء وأبعدها الحارس لام بقبضة يده، وعاد فيتال ليزج بأحمد سمير مكان يوسف الرواشدة، ليتواصل التعادل في نهاية الشوط الإضافي الأول.
وفي الشوط الإضافي الثاني لم يتبدل الحال، وظل الفريق الفيتنامي الأفضل من خلال الاستحواذ والوصول الى منطقة جزاء المنتخب، ما أرهق بني ياسين وخطاب لتنتهي الأشواط الإضافية بالتعادل وبالتالي الذهاب الى ركلات الترجيح.
ركلات الترجيح
سجل للمنتخب الوطني بهاء عبدالرحمن وأحمد العرسان، وأهدر بهاء فيصل وأحمد سمرين، فيما سجل لفيتام كيو هاي ودو هانغ ولونغ ترنغ ودونغ، وأهدر ترانغ فونك.
المباراة في سطور
الأردن 1 (2) فيتنام 1 (4)
الأهداف: سجل للأردن بهاء عبدالرحمن د.39، ولفيتنام نغوين كونغ د.51.
الحكم: علي رضا ورضا سوخاندان ومحمد منصوري من إيران، والعماني أبو بكر العمري.
العقوبات: إنذار لخليل بني عطية.
مثل الأردن: عامر شفيع، طارق خطاب، أنس بني ياسين، فراس شلباية، سالم العجالين، بهاء عبدالرحمن، خليل بني عطية، موسى التعمري (أحمد العرسان)، سعيد مرجان (بهاء فيصل)، يوسف الرواشدة (أحمد سمير)، ياسين البخيت (إحسان حداد).
مثل فيتنام: دانغ فان لام، كيو نغوك هاي، بي تي دونج، ودو داي، دوان فان هاو، نغوين هوانغ (ترانغ فونغ)، نغوين كونغ (نغوين تاين لين)، فان دوك (ترونغ)، دون هونغ كوانغ، نغوين هوانغ هاي (نغوين فان)، نغوين بونغ.

اضافة اعلان

فيتال يقر بأفضلية منتخب فيتنام

أقر المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، البلجيكي فيتال بوركيلمانز، بأفضلية منتخب فيتنام وأحقيته بالفوز في مباراته أمام المنتخب.
وأشار فيتال، في المؤتمر الصحفي، إلى أن فيتنام استحقت الفوز قياساً على أدائها تحديدا في الشوط الثاني.
وأضاف: "ارتكب اللاعبون العديد من الأخطاء التي سهلت من مهمة المنتخب المنافس".
وقال إنه عمد إلى إجراء تعديلات على الأسماء بعد الأفضلية الملحوظة، التي فرضها المنتخب الفيتنامي، وفعلا تحسن الأداء الأردني لكن بدون الوصول إلى المرمى.
وأكد فيتال، أنه فخور بما يملك من لاعبين، متطلعا لأن يواصل العمل معهم في رحلة التأهل إلى كأس العالم (قطر 2022)، لكنه شدد على أن بقاءه أو رحيله بيد اتحاد كرة القدم، وأنه يريد الانتظار في الأيام المقبلة لمعرفة ما سيجري.
أما المدرب الكوري الجنوبي لمنتخب فيتنام، بارك، فقد أشار إلى أنه لم يتوقع أن يلعب منتخب الأردن بهذا الحذر. وأضاف: "حللنا منتخب الأردن وعرفنا أنه يجيد الهجمات المرتدة ويعتمد على الكرات الطويلة، وبالتالي وجدنا حلا لذلك داخل الملعب".
الجماهير تخرج حزينة
خرج الجمهور الأردني مع نهاية المباراة في حالة حزن شديد، بعد أن كان يمني النفس بفوز منتخب "النشامى"، وتأهله الى دور الثمانية من البطولة، في ضوء العروض القوية التي قدمها لاعبو المنتخب الوطني والنتائج المميزة التي حققوها في الدور الأول، وتجسدت بفوزين مثيرين على منتخبي أستراليا (حامل اللقب) وسورية.
وكان الجمهور الأردني، سواء من أبناء الجالية الأردنية المقيمين في الإمارات، أو الذين سافروا من الأردن الى دولة الإمارات العربية المتحدة، قد احتشدوا في مدرجات ستاد مكتوم بدبي لمؤازرة لاعبي المنتخب الوطني في مباراة أمس، والتي انتهت نتيجتها على عكس ما كانوا يتمنون.
الخسارة تصدم الشارع الأردني
ومحليا، تلقى الشارع الأردني صدمة غير متوقعة إثر خروج المنتخب الوطني من دور الـ16 البطولة، بعد أن كان التفاؤل يسيطر على أرجاء الشارع الأردني بتحقيق المنتخب الوطني نتيجة إيجابية أمام المنتخب الفيتنامي، والمضي قدما في مواصلة تحقيق الإنجازات في الأدوار المتقدمة.
وعبر الأردنيون عن حزنهم الشديد بخسارة الفريق أمام الفيتنامي بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، من خلال (موج) الرسائل التي غمرت مواقع التواصل الاجتماعي عقب نهاية المباراة، معتبرين هذه الخسارة غير متوقعة، خصوصا وأن المنتخب الوطني قدم مستويات فنية رائعة في دور المجموعات، والتي توجت بتحقيق الفوز على منتخبي أستراليا وسورية، بينما كان التعادل يسيطر على مباراة الفريق الفلسطيني الشقيق.

لاعبو منتخب فيتنام يتبادلون فرحة التأهل الى دور الثمانية - (أ ف ب)
اللاعب خليل بني عطية يحاول قطع الكرة عن المهاجم الفيتنامي كوانغ هاي - (أ ف ب)
حارس مرمى فيتنام فان لام دانغ يعجز عن التصدي لكرة بهاء عبدالرحمن أمس - (أ ف ب)