منتدون: عبدالحق صاحب رؤية استشرافية وكتاباته تميزت بالسخرية اللاذعة

الغلاف - (من المصدر)
الغلاف - (من المصدر)
عزيزة علي عمان - برعاية أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري أقام منتدى الجياد الثقافي في مقره في بيت الثقافة والفنون أول من أمس حفل توقيع وإشهار كتاب "صحفي بحجم الوطن بدر عبد الحق"، الصادر عن دار الكتاب الثقافي بدعم من وزارة الثقافة، وقام بإعداده وتبويبه جروان المعاني، وأداره الشاعر نصر أيوب. ويعد هذا الكتاب الجزء الأول المتسلسل من عدة أجزاء شارك فيه الوزير الأسبق محمد داودية رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور وكل من "صالح راشد، د. حسام عفوري، علي الفاعوري". أشار المشاركون في هذا الحفل إلى أن عبدالحق يعد حالة فريدة في المشهد الثقافي الأردني، وصاحب موقف سياسي ورؤية استشرافية، وتميزت كتاباته بالإدهاش والسخرية اللاذعة والدعابة والتهكم، وكانت تسكنه القضايا الكبرى كقضية فلسطين ودخول العراق إلى الكويت وعالجها بإحساسه الصحفي المسؤول. البراري قال إن بدر عبد الحق كان حالة فريدة في المشهد الثقافي الأردني، كأديب وصحفي وصاحب موقف سياسي ورؤية استشرافية، وكان لا يهادن ولا يساوم على كلمته وموقفه، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يعيد إحياء لمثل هذه الشخصيات وتقديما لإرثها الكبير، فمن حق هذا الجيل أن يعرف الكلمة في عصرها الذهبي عندما كانت الكلمة سيف وبندقية، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذل لتوثيق سيرته في هذا الكتاب، داعيا إلى الاستمرار في هذا النهج. وقال محمد داوودية إن "الشعوب تنجب كتابا وكاتبا كل يوم، لكنها لا تنجب مبدعا كل عام وربما لا تفعل كل عشرة أعوام، وقد تميز بدر عبدالحق بالرقة في علاقاته والشدة في مقالاته، ويعد أحد رواد الأدب الساخر الذين نفخر بهم وبسيرتهم"، لافتا إلى أنه تشارك مع عبدالحق في كتابة المقالة الصحفية، وفي مجلس نقابة الصحفيين، في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان وفي العمل من أجل الحريات العامة والديمقراطية والتنوير والحداثة. وأضاف داوودية تميزت كتابات عبدالحق بالإدهاش والسخرية اللاذعة والدعابة والتهكم، بحيث يمكن تصنيفه أحد رواد الأدب الساخر، وهو ما تجلى في مقالته "مشروع لإنشاء دولة"، مؤكدا "أننا برحيل عبدالحق نفتقد صحفيا وكاتبا، فالكتاب وفرة، أما المبدعون فندرة". بينما أشارت زوجة الراحل عبدالحق، سلامة الجماعيني، عن أبرز المحطات في حياة الراحل، مشيرة إلى أن أول مجموعة قصصية كتبها بالشراكة بين "بدر عبدالحق، فخري قعوار، خليل السواحري"، كانت الشرارة لجيل من المبدعين الجدد كما وتطرقت لتجربة عبدالحق الصحفية وطقوسه أثناء الكتابة. وفي مقدمة الكتاب يقول جروان المعاني كتاب "صحفي بحجم الوطن، عبارة تكاد تنصف بدر عبدالحق، الذي تعددت انشغالاته فهو يكتب القصة بإحساس ثائر على كل الهوان والضعف الذي لحق بالأمة بنفس الوقت الذي يظهر فيه حبه الكبير للأرض والإنسان، وبنفس الوقت تسكنه القضايا الكبرى كقضية فلسطين ودخول العراق إلى الكويت وغيرها من الأمور التي عالجها بإحساس الصحفي المسؤول". ويرى المعاني أنه لا يمكننا الفصل بين بدر عبد الحق القاص المبدع والصحفي المتميز، فتعالت صرخاته يستنهض الأمة محاولا دق أجراس الخطر المحدق، ومن هنا جاءت الأفكار التي تدعو لجمع ما كتبه الرجل الذي امتد على مساحة الوطن والذي خرج من ذاتيته إلى هموم العامة، لافتا إلى أن هذا الكتاب هو جزء من أربعة أجزاء قادمة تحمل مقالاته التي نشرها دون أي تدخل في مضامينها. وخلص المعاني إلى أن عبدالحق الصحفي تنقل بين عدد من البلاد العربية حاملا قلمه وأوراقه باحثا عن الخبر لينقله للناس بصدق وفي كثير من الأحيان بحيادية، وحين كتب قناعاته فصل من عمله ورحل إلى باريس إلى أن استقر به المطاف في عمان حيث هامش الحرية أكبر، كانت خلفيته الثقافية تدفعه في كثير من الأحيان ليعبر بجرأة عن الأحداث. يذكر أن بدر عبد الحق حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق وعمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم، ثم عمل محرراً في صحيفة "الوحدة"، وسكرتيراً للتحرير في صحيفة "الظفرة"، ومديراً للتحرير في صحيفة "الوثبة" في الإمارات العربية المتحدة، وسكرتيراً للتحرير في صحيفة "الرأي"، وأدار تحرير مجلة "أفكار"، الثقافية الشهرية التي تصدرها وزارة الثقافة، كما عمل مديراً للتحرير في صحيفة "الأيام"، البحرينية. ترأس نادي أسرة القلم الثقافي بالزرقاء، وانتخب عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين لأكثر من دورة، وعضواً في نقابة الصحفيين الأردنيين.اضافة اعلان