منحدرات طريق الخرزة الأغوار.. عشرات الحوادث وما يزال على حاله

هشال العضايلة

لم تشفع عشرات الحوادث الخطرة والمميتة التي تقع سنويا على طريق الكرك الخرزة الأغوار الجنوبية، بإعادة تأهيل الطريق ومعالجة النقاط الخطرة عليه، رغم الوعود الرسمية الكثيرة بخصوص ذلك.

اضافة اعلان


ومنذ أربعين عاما، تم تعبيد الطريق الواصل بين مدينة الكرك ولواء الأغوار الجنوبية، ويعد ذا أهمية زراعية وصناعية؛ حيث تقع أهم رقعة زراعية بالمنطقة، إضافة الى كبريات شركات التعدين، وخصوصا البوتاس العربية والمنغنيز والبرومين وغيرها من الشركات العاملة.


ويعد الطريق الشريان الحيوي والوحيد لحركة التنقل اليومية للمزارعين والعاملين بمصانع الأغوار، إضافة الى الطلبة والعاملين بمؤسسات محافظة الكرك المختلفة، إلا أن الطريق بات يشكل هاجسا لدى مستخدميه، بسبب اهتراء أجزاء كبيرة منه، إضافة الى ما يحدث من انهيارات بشكل سنوي عليه مع بدء تساقط الأمطار، حيث يتعرض الطريق للانهيارات الطينية والصخرية من أعالي الجبال الملاصقة به.


وشهد الطريق، العام الماضي، خلال الموسم المطري، إغلاقات عديدة لتساقط كميات كبيرة من الأتربة الطينية وسطه، في مواقع مختلفة وانتظار عشرات المركبات والشاحنات والحافلات بوسط الطريق لحين إزالة الردم والطين المتراكم.


ورغم الشكاوى الكثيرة من سكان الأغوار الجنوبية ومستخدمي الطريق من أبناء المحافظة من المزارعين والعاملين بالشركات بسبب صعوبة وخطورة السير عليه، خاصة منطقة الخرزة، وهي جزء من الطريق يعد الأكثر خطورة على السائقين، وتحدث فيها أغلبية الحوادث، إلا أنه لم تحدث أي عمليات إعادة توسعة وتعبيد حقيقية منذ تعبيده قبل أربعين عاما.


وخلال الشهر الحالي، وقع حادثا تدهور بمنطقة الخرزة كان آخرهما تدهور مركبة سياحية لركاب من جنسية آسيوية سقطت في الوادي السحيق المجاور للطريق بسبب عدم معرفة السائقين بطبيعة الطريق ووعورته.


وبسبب رداءة حال الطريق الممتد على مسافة 30 كم، تجري كوادر الأشغال العامة عمليات ترقيع سنوية لا يمكنها أن تشكل أي إضافة لحال الطريق، الذي أصبح مثار شكاوى المواطنين والمزارعين في محافظة الكرك والأغوار الجنوبية، وخصوصا أنه يعد الطريق الرئيس لمنطقة الأغوار الجنوبية، في حين أنه يتم فتح وتعبيد طرق فرعية أخرى باتجاه الأغوار الجنوبية من بلدات بالشمال والجنوب لا يمكنها أن تخدم مجموع سكان المحافظة كما يخدم طريق الكرك الأغوار الجنوبية.


وبحسب المواطن هيثم هلسا، فإن الطريق بوضعه الحالي بات يشكل خطرا على المستخدمين لأنه أصبح قديما، وخصوصا في منطقة الخرزة؛ حيث تحدث الانهيارات الطينية والصخرية من الجبال المحاذية للطريق مع بدء تساقط الأمطار، ما يؤدي الى إغلاقه لفترات طويلة، قبل أن تعيد كوادر وآليات الأشغال العامة فتحه من جديد، إضافة الى ضيق وتردي الطريق وكثرة الحفر والمطبات فيه، رغم عمليات الصيانة التي تجريها الأشغال كل عام.


وأشار الى أن منطقة الخرزة بحاجة شديدة الى التوسعة والتجديد، مؤكدا أن الطريق يعد الشريان الرئيس لأعداد كبيرة من العاملين بالمصانع والشركات بالأغوار الجنوبية، إضافة الى كونه مستخدما يوميا من المزارعين بالأغوار الذين يقصدون مزارعهم كل يوم.


ولفت الى عمليات الصيانة الدورية مع قدوم الشتاء وهي صيانة روتينية، لم تعد تجدي نفعا مع حال الطريق المتردي الذي يحتاج إلى عملية إعادة تأهيل شاملة تستهدف توسعة الطريق وإنهاء حالته المتردية.


وأشار رئيس جمعية التأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، إلى أن سكان الأغوار الجنوبية أصابهم اليأس والإحباط من تكرار المطالبة السنوية بإعادة تأهيل طريق الكرك الأغوار الجنوبية، وخصوصا منطقة الخرزة الخطيرة التي تتسبب بحوادث سير كثيرة عليها بسبب انحدارها الشديد، لافتا الى أنه ومع بدء تساقط الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء، يتعرض الطريق لانهيارات طينية وصخرية تشكل خطرا على المستخدمين، وتغلق الطريق لساعات طويلة، مؤكدا أنه من حق المواطنين بالمحافظة أن يتم تحقيق وعود المسؤولين الذين زاروا الطريق واطلعوا على حالة الصعب ووعدوا بإعادة التأهيل، مشيرا الى أن تلك الوعود لم تر النور حتى الآن.


وبين الهويمل أن الطريق الذي مضى على تعبيده سنوات طويلة وصل الى وضع سيئ للغاية، ويعاني من الاهتراء والتردي وأصبحت إعادة التعبيد والتأهيل قضية ملحة، حرصا على سلامة المواطنين، لافتا إلى أن الطريق الذي يستخدمه آلاف المواطنين يوميا، يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة.


وكان مدير أشغال محافظة الكرك المهندس رائد الخطاطبة، أكد أن طريق الكرك الأغوار بحاجة الى إعادة تأهيل، مشيرا الى أن الوزارة تقوم بعمل صيانة دورية سنوية للطريق.


ولفت الى أن المديرية تضع آليات خاصة للعمل بالطرق طوال موسم الأمطار، لتقوم بإزالة أي كميات من الطين والحجارة لمنع إغلاق الطريق أمام حركة السير.

اقرأ المزيد :