منزل محافظ معان المهجور: 6 سنوات والخراب يخيم على مبناه التراثي- فيديو

منزل محافظ معان المهجور منذ 6 سنوات ويعاني من الخراب واحتراق اجزائه-(الغد)
منزل محافظ معان المهجور منذ 6 سنوات ويعاني من الخراب واحتراق اجزائه-(الغد)

حسين كريشان 

معان- مازال الخراب يخيم على مبنى منزل محافظ معان التراثي، والذي بقي موشحا بالسواد  منذ 6 سنوات بانتظار الأعمار والتأهيل لإعادة استغلاله من جديد، بعد أن أصبح شاهدا يشوه المنظر العام للمدينة.اضافة اعلان
ويثير تحول المبنى الذي بني اواسط القرن الماضي، إلى مكان مهجور تتجمع وتتكاثر فيه القوارض والحشرات، استياء سكان بالمدينة، والذين قالوا إن "المكان أصبح يشكل مكرهة صحية وخطرا على السلامة العامة"، رغم أنه يعتبر ذات قيمة تراثية للمدينة وكأحد المواقع المهمة في المنطقة كونه يقع على طريق دولي.
وانتقدوا بقاء وترك المكان ومرافقه ومساحاته على ما هو عليه منذ سنوات، ما يثير مخاوف المجاورين من تحوله لبؤرة ومكان لممارسة الرذيلة، بسبب عدم أجراء عمليات الصيانة والترميم له.
وتشكل قضية المرافق والأماكن المهجورة في حرم المنزل، أولوية لدى السكان وباتت تشكل خطرا على السلامة العامة، وخاصة الأطفال أثناء سيرهم مشيا على الأقدام ولدى عودتهم من المدارس ودخولهم المبنى، وتسلقهم مرافق آيلة للسقوط وأخرى بلا أبواب، سيما وأن أجزاء من أسواره تعرضت للهدم ما يعرض حياتهم  للخطر،  داعين الجهات الرسمية في الحاكمية الإدارية إلى إعادة تأهيله وتسويقه أو إمكانية استغلاله من قبل أي جهة، سواء كانت رسمية أو إلى مؤسسات خدمية كبلدية معان.
 وكان مبنى " منزل محافظ معان " قد تعرض للحرق والتخريب من قبل مجهولين أثناء الأحداث التي اندلعت منتصف شهر تشرين الثاني (يناير) من العام 2012، احتجاجا على رفع أسعار المشتقات النفطية.
وعبر أحد السكان المجاورين للمبنى وهو عبدالرزاق الشراري عن استيائه من الحالة التي وصل إليها هذا المبنى وتركه مهجورا وفارغا لغاية الآن، وتحوله إلى بؤره ساخنة، مما يؤثر على المشهد الجمالي والحضاري للمدينة، بعد أن كان المبنى يشكل رمزية تراثية للمدينة، ويعد أحد المباني القليلة المتبقية على مستوى المدينة المشيدة بذلك الطراز.
وقال أسامة الشمري الذي يقطن بالقرب من المبنى، أن المبنى قد تعرض ما بعد الحرق والتخريب إلى الإهمال وعدم الاهتمام ، بعد تركه مكانا مفتوحا منذ سنوات، معبرا عن مخاوفه أن يصبح المكان ملاذا آمنا للخارجين على القانون، مايهدد الأمن المجتمعي خاصة للمجاورين له.
ولفت الى أن فئة قليلة لجأت في الآونة الأخيرة إلى الاستيلاء على أشجاره الحرجية المعمرة وتحطيبها بشكل جائر، مؤكدا أن بقائه بهذا الحالة أصبح يشكل مكره صحية وخطرا حقيقيا على السلامة العامة، بعد أن أصبحت أجزاء منه آيلة للسقوط، لا سيما أنه يقع على أحد الشوارع الرئيسة في المدينة، ويجاور منطقة سكنية في حي الوحدات.
ويشير عضو المجلس المحلي في المحافظة وصفي صلاح، أن المجلس خاطب رسميا رئيس الوزراء عمر الرزاز، بطلب الموافقة على استملاك وزارة الصحة لارض المنزل، لإنشاء مركز صحي شامل على 4 دونمات من أصل المساحة الكاملة للارض والبالغة حوالي  8 دونمات والتابعة لوزارة الداخلية.
 وقال صلاح أنه تم رصد مبلغ مليونين و400 ألف دينار من موازنة محافظة معان لتنفيذ وإنشاء مركز صحي شامل لخدمة أبناء المنطقة، مشيرا الى انه يفضل ان تكون هذه الارض مكانا له كونها قريبة من مستشفى معان الحكومي، بدلا من بقائها فارغة وغير مستغلة.
من جهته ، أكد رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور أكرم كريشان أن مخاطبات تمت مابين وزارتي البلديات والداخلية بطلب عودة استملاك قطعة الأرض المقام عليها منشأة منزل المحافظ الى أملاك بلدية معان، لافتا أن قطعة الأرض كانت تؤل في الأصل إلى أملاك البلدية في السابق وقبل إقامة منزل المحافظ.
وأشار كريشان، إنه بات من الضروري أن تستملك البلدية هذا المبنى الكبير، كونه يمكن استثماره من خلال إقامة مشروع استثماري تجاري يخدم البلدية وأبناء المدينة، أو إنشاء حديقة عامة ومتنزه في ظل افتقار أطفال هذه الأحياء للملاعب والمتنزهات ويعطي جمالية للمنطقة المحيطة، كون المبنى يقع على مدخل معان الشمالي باتجاه العقبة وبالقرب من ميدان المرحوم " سليمان عرار" والطريق المؤدي إلى المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أن البلدية ماتزال تنتظر رد الوزارة على هذا المقترح لإزالة الصورة المشوهة عن هذا المبنى للحد من البؤر البيئية ، التي أصبحت تشوه صورة وجمالية المدينة.
إلى ذلك، أكد محافظ معان أحمد العموش أن الحاكمية الإدارية في معان جادة للتعاون والتنسيق مع المجلس المحلي في المحافظة  حال عقده لأي اجتماع  لبحث ودعم أي اتفاق، في إطار تقديم أي تصور لدى المجلس حول عدة مقترحات  للخروج بتوصيات بشأن استغلال مرافق المبنى، من أجل رفعها للجهات المختصة من خلال مخاطبة أصحاب القرار بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة بما يخدم المصلحة العام وأبناء المدينة.