منصات التواصل منفس للمغتربين في استعادة الذكريات والحنين للوطن

2
2

ديمة محبوبة

عمان- استعان العديد من الأشخاص بمنصات التواصل الاجتماعي للتعبير عما يجول بالخاطر، وتفريغ كل مشاعر الحنين التي تنتابهم، ومشاركة الآخرين آراءهم وأحاسيسهم ومكنوناتهم تجاه كل ما يحدث في الآونة الأخيرة، خصوصا مع صعوبة التعايش مع ما فرضته أزمة فيروس كورونا من صعوبات حياتية خلال الأشهر الأخيرة الماضية.اضافة اعلان
ولأن منصات التواصل الاجتماعي هي الرفيق الدائم للأشخاص في ظل أزمة كورونا أكثر من أي وقت مضى، فإنها ساعدت على أن تكون مساحة يبوح فيها المغتربون عن حنينهم واستعادة الذكريات، والتعبير عن صعوبة ما يعيشونه في ظل حرمانهم من المجيء إلى أرض الوطن والالتقاء بالأهل والأقارب والأحبة، مواسين أنفسهم بعمل جروبات تضم جميع الأصدقاء والأقارب للحديث معهم وتفريغ ما بدواخلهم.
ويختلف شهر أيار (مايو) هذا العام عما سبقه، بالنسبة للمغتربين؛ إذ تناثرت الكثير من العبارات على "فيسبوك" ووسائل التواصل الاجتماعي من المغتربات والمغتربين يعبرون فيها عن كل ما يجول في القلب، وعن فرحة منقوصة لأنهم لن يستطيعوا التواجد بأرض الوطن مع الأهل كما كان الحال في الأعوام الماضية.
الثلاثينية هبة أبو جراس التي تعيش في السعودية مع زوجها وبناتها، وجدت طريقة للتنفيس عن مشاعرها وحزنها لعدم استطاعتها أن تأتي وتقضي الإجازة بوطنها؛ إذ عبرت عما بداخلها على صفحتها على "فيسبوك" فكتبت "حل أيار.. أما ملامح أيار فليست معه.. لم تظهر بعد.. حتى أننا لم نلحظ مجيئه.. لم تصل معه اللهفة لإعداد عدتنا.. للتحضير لسفرنا.. لشراء حاجيات إجازاتنا وجلب نواقصنا.. للتنقل بين الأسواق لإحضار هدايا أحبتنا والخوض في حديث أيار الأوحد وأسئلته المنفردة.. حجزتوا؟! متى السفر؟!! للتخطيط لمحطات صيفنا.. للتطلع والترقب لبدء الجلسات والسهرات في ربوع بلادنا.. لارتقاب مواعيد امتحانات أبنائنا وترصد تقديم بعضها علها تعجل في موعد عودتنا.. للبحث بين شركات الطيران والتنقيب عن مواعيد رحلاتها ولا ترتاح قلوبنا إلا عندما ترى تأكيد حجوزاتنا.. وقتها تهب نسائم صيف بلادنا".
وأضافت بمنشورها على موقع التواصل "أما وقد جئت يا أيار هذا العام.. لكنك جئت مجردا من معالمك المرتقبة من تفاصيلك المنتظرة طوال السنة الماضية.. من كل ما اعتدنا أن يزورنا معك.. من الشوق واللهفة التي كانت تغمرنا بقدومك.. فلست بأيارنا".
بهذه الكلمات عبرت أبو جراس عن مدى شوقها لتفاصيل تنتظرها من العام إلى الآخر، على حد وصفها، وهي لحظة حجز السفر للوطن للقاء الأهل والأحبة ورفاق الدرب.
محمد عموش الذي يعيش منذ عشرة أعوام في أبو ظبي، يبين أن الكتابة والتعبير عن كل ما يجول بخاطره من مشاعر على "فيسبوك" يعينه على تحمل هذه الأزمة بكل أبعادها.
يقول عموش "أنتظر من العام إلى الآخر العودة للوطن، لكن وبسبب الإجراءات من تخفيف انتشار المرض، لن يكون لي نصيب برؤية والدي وإخواني وأقاربي وأصدقائي، لذلك أكتب كل يوم عبارة أعبر فيها عن شوقي لشخص بعينه مع الإشارة إلى اسمه عبر فيسبوك".
اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يؤكد أن هذا الجائحة غيرت الكثير من الخطط اليومية الحياتية للأشخاص، تحديدا لمن يعيشون بالغربة وعدم استطاعتهم المجيء للوطن في ظل انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التي طبقتها أغلب دول العالم.
ولكن ومع اختلاف طرق وشكل التواصل، اعتمد عدد كبير من الأفراد في هذه الأزمة على وسائل التواصل للتعبير عن مشاعرهم ومشاعر عائلاتهم والتخفيف من صعوبة الاغتراب.
ويبين خزاعي أنه رغم هذه الجائحة فهي تحمل معها أسرارا غير معروفة وأهمها متى ستنتهي وكيف سيكون المستقبل، إلا أن على الأهالي التصالح مع الأجواء ومحاولة التأقلم مع التغيرات التي طرأت على نمط المعيشة والتفاؤل بما هو قادم، ناصحا المغتربين بأن يجدوا طرقا ترفيهية لهم ولعائلاتهم تساعدهم على تجاوز الصيف وإن كان صعبا وموجعا بالبعد عن لقاء العائلة والأحبة، وذلك حفاظا على سلامة الجميع من هذا الوباء.