منصور تستعيد "نوستالجيا الخيط" وتبدع بفن المكرمية

ريم زايد

عمان - تعيد ليان منصور (23 عاماً) بأناملها الذهبية فناً حاولت الحداثة طمسه، وتضع روحها في خيوط جامدة معيدة النبض لها.اضافة اعلان
منصور الحاصلة على البكالوريوس في جامعة العلوم والتكنولوجيا بتخصص الإنجليزي التطبيقي، حاولت أن تطوع الأعمال اليدوية في تدوير الخيوط وإبرازها كتحفة فنية تمزج بين عراقة الماضي ومفهوم استدامة الواقع.
"فن المكرمية" الذي تتقنه ليان وتستحدثه ليشكل بيئة خصبة تخاطب الماضي من الحاضر يعرف "بفن العقدة أو الدانتيل وهو أحد الفنون اليدوية العربية القديمة"، تدربت على نظم الخيوط بطريقة عصرية وحديثة من خلال صنع قطع تحيط بتحف البيوت وتبرزها بمظهر أكثر جمالية، وبدأت تبتكر طرقاً جديدة كصنع ألبسة كاملة يتخللها فن "المكرمية".
وتؤكد منصور حرص عائلتها على دعمها المستمر، مشيرةً إلى أنها انتقلت للعيش في الأردن في نهاية العام 2016. وتقول "ارتحالي من الرياض إلى الأردن لأتلقى تعليمي الجامعي كان له الفضل في اندفاعي لإتقان هذا الفن وممارسته"، مضيفة أن ما جذبها لهذا النوع من الفنون أنه يعتمد اعتماداً كلياً على أصابع اليد ولا يتم فيه استخدام أدوات أخرى "يستحق هذا الفن أن يورث".
جاءت أعمالها متنوعة بين المكرمية والفن اليدوي الأصيل الذي يبرز الخرز والألوان العربية الدافئة التي لا يكاد يخلو أي بيت عربي منها، وأن ما يميز إتقانها لفن "المكرمية" هو ندرة شاغليه في هذا الوقت.
ووفق منصور، فإن إيجاد خيوط المكرمية في الأردن قليلة جداً ولا تتوفر بكل الألوان "سافرت إلى تركيا لاقتناء جميع الألوان والمعدات التي يجب أن أعمل بها لعدم توافرها إلا في محال قليلة في وسط البلد في عمان".
وأوضحت منصور لـ "الغد" أن فن المكرمية، فناً منفرداً ينبه الإنسان إلى مواطن الجمال في التحف والجدران "بت أكثر تركيزاً اعلى التحف والزريعة والقطع المعلقة في المقاهي والبيوت".
وحول طريقتها في تطوير موهبتها تشير منصور إلى أنها بدأت بصنع "قلائد وأساور يدوية" في مدرستها الإعدادية إلى أن أصبحت تعد قطعاً راقية تسلط الضوء من خلالها على أبسط التفاصيل المتواجدة حولها.
وتكشف أهمية استحداث الفنون التي بات جيل اليوم يعتبرها فناً مندثراً أو تحف بالية لا روح فيها "الجهد المبذول في خيط المكرمية قد يبدو عادياً للآخرين لكنه يحتاج وقتاً وجهداً وتصوراً للقطع التي يجب إعدادها".
وتعتبر ليان أن ما قدمته من قطع فريدة في هذا الفن، ما هو إلا خطط مبدئية تريد توسيعها وتعليمها إلى الآخرين، لتعزز مفهوم التمسك بالماضي وإنعاشه في وقتنا الحاضر.