منطقة ‘‘الزرّاعة‘‘ بمادبا.. قبلة سياحية تفتقر لمراكز ترفيه واستجمام

منطقة تخييم بالقرب من منطقة الزراعة في لواء ذيبان -(الغد)
منطقة تخييم بالقرب من منطقة الزراعة في لواء ذيبان -(الغد)

أحمد الشوابكة

مادبا- كثيرة هي الأماكن السياحية ذات الطبيعة الخلابة والمناظر المتنوعة، التي يمتاز بها لواء ذيبان في محافظة مادبا، ومن بين تلك الأماكن الجميلة منطقة "الزرّاعة"، التي تُعد نقطة جذب لسياحة استكشاف الطبيعة وهواية "التخييم" ورياضة تسلق الجبال والمشي.اضافة اعلان
لكن "الزرّاعة"، على سفوح جبال تنتشر بها أشجار متنوعة تنعكس ظلالها على السيل الممتد من جسر وادي الوالة والهيدان إلى حمامات قصيب فتزيدها سحرا وجمالا، تفتقر كغيرها من أماكن سياحية "لمرافق مهمة ومراكز ترفيه واستجمام وبنى تحتية وخدمات من كهرباء ومياه، لتكون نقطة جذب سياحية تُغري الزائر أو المتنزه أو السائح إلى الذهاب إليها، حسب ما يؤكد مواطنون.
ويقول هؤلاء المواطنون "إن هذه المنطقة يقصدها سياح ومتنزهون وزوار باحثون عن المغامرة للاستمتاع بطبيعتها الصافية ومناظرها الخلابة وجوها المعتدل الرطب؛ حيث تُعد ملاذا لعشاق استكشاف الطبيعة وهواية "التخييم" ورياضة تسلق الجبال والمشي، لعلهم ينسون ضجيج المدينة ومشاكل الحياة اليومية".
ويؤكد المواطن عادل الهاشم، صاحب مشروع مخيم "برتا" السياحي "أن ثمة حاجة ملحة لإقامة مشاريع سياحية في منطقة "الزرّاعة" التي عانت ويلات الإهمال"، مشيرا إلى أن مناطق لواء ذيبان ذات طبيعة ساحرة يجب استغلالها والاهتمام والعناية بها وتعريف الناس عليها.
ويضيف "أن مشروعه يعد بادرة جيدة نحو تسويق المنطقة وأهميتها التاريخية والتي مرت عليها حضارات عدة"، لافتا إلى أن هذه المنطقة تتوفر فيها الكثير من الأمور التي تجعل هواة التخييم وعشاق الطبيعية وممارسي رياضة المشي وتسلق الجبال "يمكثون فيها أياما عدة".
ورغم ما تزخر به "الزرّاعة" من طبيعة ساحرة، إلا "أنها تفتقر لمرافق سياحية مهمة ومراكز ترفيه واستجمام"، وفق المواطن ليث القعايدة الذي يؤكد أنها "تعاني أيضا من عدم اهتمام بيئي بها من قبل الجهات المعنية".
ويوضح القعايدة، أن الاهتمام بهذه المنطقة "يساعد أبناء المنطقة على إيجاد فرص عمل تؤمن لهم ولذويهم معيشة جيدة، وبالتالي المساهمة في القضاء أو الحد من الفقر والبطالة والحد من الهجرة إلى المدن، خصوصا إذا ما علمنا أن أغلب أهالي المنطقة يعتمدون في مصدر دخلهم على الزراعة وتربية الماشية".
ومن جهته، يصف المواطن عدي الرواحنة، منطقة "الزرّاعة" بالقول "إنها تمتاز بطبيعة ساحرة وتحيط بها جبال تسر الناظرين، وطقسها معتدل رطب"، مؤكداً أن "الزرّاعة" تتمتع فعلا بمؤهلات طبيعية خلابة، داعيا الجهات المختصة إلى الاهتمام بهذه المنطقة وأن يكون "لها نصيب من الترويج السياحي الذي تقوم به وزارة السياحة والآثار".
وبدوره، يؤكد المواطن سليمان الحيصة "أن المنطقة مهملة بشكل كبير وتفتقر إلى وجود خدمات أساسية فضلا عن عدم وجود بنية تحتية سياحية تعمل على زيادة وجذب الزائرين والسياح إليها".
ومن جانبه، يصف المواطن طلال الرواشدة "الزرّاعة" بأنها منطقة "تعمل على إزالة هم من يزورها، فهو يكون مسترخيا وهو يعايش عن قرب مناطر طبيعية خلابة ساحرة وكأنه يجد فيها دواء للنفس والجسد"، طالبا من الجهات المسؤولة بضرورة العمل على تأهيليها وتطويرها وجعلها قبلة سياحية جاذبة للسياح والزوار وكذلك للاستثمار.
ومن ناحيته، يعتبر الإعلامي الزميل خالد الطوالبة، أن منطقة "الزرّاعة" من المناطق المجهولة للكثير من عشاق هواية التخييم، لكونها مكانا مثاليا للذين يبحثون عن مكان هادئ لتمضية أيام العطلات وإجازاتهم واستراحاتهم.
لكنه يؤكد أن "الزرّاعة" تشكو من "إهمال كبير يتمثل أساسا في نقص الخدمات، وعدم وجود بنية تحتية سياحية تعمل على زيادة الزائرين للمنطقة وتلبي احتياجاتهم وتؤمن لهم استجماما مريحا وممتعا"، داعياً الجهات المعنية إلى الاهتمام بهذه المنطقة.
كما يدعو المواطن قصي سالم، الحكومة، ممثلة بوزارة السياحة والآثار، إلى تنشيط السياحة البديلة في ظل الظروف التي تشهدها السياحة الموسمية من "تراجع"، لافتا إلى ضرورة إحياء المناطق السياحية "التي تشهد إهمالا، ومنها "الزرّاعة" التي تعد جزءا مهما في السياحة البيئية لخصوبتها الطبيعية الخلابة".
فيما يقول الموطن عبد الله محمود "رغم ضعف البنية التحية في المنطقة، إلا أن "الزرّاعة" وعلى مدار العام، تعد نقطة جذب رئيسية للسياح، الذين يقصدونها للتمتع بطبيعتها وهدوئها الآسر وهوائها العليل"، مضيفا أنه "لو تم الاهتمام بالمنطقة بشكل أكبر، وإقامة مراكز للترفيه والاستجمام في جنباتها، لتمكنت من جذب عدد أكبر من الزوار والسياح يوميا".
وفي المقابل، ينفي رئيس بلدية جبل بني حميد، محمد الشخانبة "أن يكون هناك إهمال لكل الأماكن السياحية في المناطق التي تتبع للبلدية"، مشيرا إلى أن البلدية مهتمة وبشكل كبير بمنطقة "الزرّاعة"؛ إذ تم إنشاء مخيم بيئي في المنطقة يعمل على تقديم كل الخدمات لزائريها ومرتاديها.
ويوضح أن هناك خطة شاملة لتطوير المناطق السياحية كافة في لواء ذيبان، بهدف خلق بيئة ومناخ استثماري يعود بالفائدة المرجوة على أبناء اللواء بشكل خاص ومحافظة مادبا بشكل عام. في حين يؤكد مدير سياحة مادبا، وائل الجعنيني "أن هناك اهتماما واسعا توليه وزارة السياحة والآثار لكل المواقع السياحية والأثرية، ومنها مناطق في لواء ذيبان؛ حيث تم إعطاء ترخيصين لإقامة مخيمين في الوالة والهيدان وبرتا، وذلك من أجل  تطوير وترويح هذه المناطق، وسيعملان على تحسين أوضاع المنطقة اقتصاديا وسياحيا".