منظمات أممية: لتكن المدارس الأردنية آخر القطاعات المغلقة

نادين النمري

عمان – مع توقعات بتأجيل موعد بدء الفصل الدراسي الثاني حتى العشرين من الشهر المقبل، دعت منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي في الأردن الحكومة أمس لجعل المدارس آخر القطاعات المُغلقة وأول القطاعات المفتوحة للحد من وقوع خسائر في التعلم قد تنعكس على الأطفال لسنوات مقبلة.

اضافة اعلان


وكانت لجنة التخطيط في وزارة التربية أوصت بتمديد العطلة الشتوية حتى 20 من الشهر المقبل، وهي التوصية التي وافقت عليها لجنة الأوبئة ورفعتها لرئاسة الوزراء.


في مقابل ذلك دعا ممثلو منظمات اليونسكو واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية – اضافة الى البنك الدولي الحكومة الاردنية إلى تجنب عكس سنوات التقدم في التعليم، وذلك بالاستمرار في تطبيق الإطار الآمن لإعادة فتح المدارس والذي يسعى إلى الحفاظ على التعليم الوجاهي في المدارس وجعله متاحا لغالبية الطلبة.

معتبرين أنه "كلما امتد إغلاق المدارس نتيجة إجراءات كوفيد- 19 المُتبعة في الأردن، انعكس ذلك سلبا على الأطفال والشباب".
وقالت ممثلة اليونيسف في الأردن تانيا تشابويزات: "الوقت عامل جوهري لمساعدة الأطفال الذين فقدوا ما يقرب من عامين من التعلم الوجاهي".


وأضافت في تصريحات صحفية: "يجب أن ينصب التركيز على إعادة الأطفال الأكثر هشاشة إلى مقاعد الدراسة، لحمايتهم من التبعات الخفية للجائحة التي تتمثل في عمالة الأطفال والزواج المبكر والأثر النفسي الاجتماعي، ما يجعلهم الأكثر عرضة لخطر التسرب من المدرسة".


بدورها، قالت ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي: "وضعت جائحة كوفيد 19 قيودا وضغوطا هائلة على الأطفال في كل مكان. إن العودة إلى المدرسة تعد وقتا ممتعا للأطفال حيث تسهم في تطورهم البدني والعقلي. إنه المكان الذي يتعلمون فيه وينمون ويتفاعلون مع الآخرين.

لا ينبغي اعتبار إغلاق المدارس في الأردن خيارا كما كان في وقت سابق من الجائحة، وذلك نظرا لأن الأردن يعد رائدا إقليميا في تهيئة المدارس بشكل فعال تمهيدا لإعادة فتحها."


أما ممثلة اليونسكو في الأردن مين جيونغ كيم فقالت: "تشير الدلائل الأولية الواردة في التقرير النصف سنوي للخطة الاستراتيجية للتعليم في الأردن، إلى وقوع خسائر مُثيرة للقلق في نطاقي التعلم والمساواة نتيجة للجائحة".


وأضافت: "يجب إعطاء المزيد من الأولوية لإعادة فتح المدارس والحفاظ على استمرارية ذلك وتعميم مناهج التعليم العلاجي في المدارس الحكومية، خاصة لأطفال الأسر ذات الدخل المنخفض، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال اللاجئين".


وفي السياق ذاته قالت الممثل المقيم للبنك الدولي في الأردن هولي بينر: "يمكن أن يكون لانقطاع وقت التدريس في الفصل الدراسي تأثير شديد على قدرة الطفل المستقبلية على التعلم، وأن تتجاوز خسائر التعلم الوقت الفعلي لإغلاق المدارس بكثير.

تهدد الجائحة بالتراجع عن سنوات من التقدم المكتسب في قطاع التعليم في الأردن، وقد يؤدي المزيد من الإغلاقات إلى عكس التقدم المحرز في جهود الإصلاح وإلى خسائر تعلم إضافية".


وقال بيان صادر عن تلك المنظمات: "ستترتب تبعات كبيرة على الاستمرار في إغلاق المدارس، حيث إن الأطفال الذين تأخروا في تعليمهم سيكونون أكثر عرضة للتسرب من المدرسة، ما يؤثر على نتائج رأس المال البشري في الأردن وقدرة الشباب على الوصول إلى الوظائف والفرص الاقتصادية على المدى الطويل، حيث تشير عمليات المحاكاة إلى أن الطلاب قد فقدوا ما يصل إلى 0.9 سنة من الدراسة في الأردن".


واضاف أن "إغلاق المدارس يؤثر بشكل غير متناسب على كل من الأطفال الأصغر سنا والأطفال الذين يفتقدون لإمكانيات الوصول الرقمي والأطفال ذوي الإعاقة والفتيات واللاجئين والأطفال من الأسر الفقيرة. فلا تقتصر أهمية المدرسة للأطفال على نطاق التعلم فقط، فالمدرسة تساعد الأطفال في الاختلاط والتطور الاجتماعي، وقد تمثل المدرسة المكان الوحيد الذي يشعر فيه بعض الأطفال بالأمان".


وأشادت المنظمات بالجهود التي بذلتها الحكومة الأردنية حتى الآن لإعطاء الأولوية لفتح المدارس، وبالاستثمارات الكبيرة في اتخاذ التدابير اللازمة لخلق بيئة آمنة للتعلم وضمان حصول الأطفال والمعلمين على المهارات والأدوات اللازمة من أجل اللحاق بالمسيرة التعليمية بشكل فعال.