منع المستوطنين من دخول "الأقصى"

في كل يوم، يشهد المسجد الأقصى المبارك انتهاكات خطيرة وتدنيسا لحرمه القدسي الشريف من قبل مستوطنين، يقتحمون باحاته ويقيمون، بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل استفزازي، طقوسهم التلمودية، وهم بذلك، يحاولون فرض "سلطتهم" على الحرم القدسي، وجعل طقوسهم "حقا" لهم يمارسونها في كل يوم وحتى في كل ساعة، بهدف تهويد "الأقصى" وحرمه الشريف.اضافة اعلان
وهذا الهدف جلي، وتعرفه كل الجهات الفلسطينية والأردنية والعربية، ولكنها بالرغم من الإدانات المستمرة لهذه الممارسات الاستفزازية وأهدافها الخطيرة، لا تستطيع إيقافها، ما يحول هذه الممارسات الخطيرة إلى أمر واقع.
وهذا للأسف، ما يسعى إليه المستوطنون وسلطات الاحتلال، فبذلك يمهدون الطريق لتهويد المسجد الأقصى والحرم القدسي.. إن الانتهاكات اليومية للمستوطنين للمسجد والحرم القدسي، هي مقدمة لفرض الأمر الواقع، وتحقيق المخططات الصهيونية المعلنة، بتحويل المسجد والحرم القدسي لمكان يهودي مقدس، وإبعاد الفلسطينيين والأردنيين والعرب عنه للأبد.
لذلك، لا يجب أن تمر هذه الانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى، من دون مواجهة حقيقية تحول دون استمرارها.. لا يجوز في ظل الأهداف المعلنة، وبعد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الغاصب، أن يبقى التعامل الفلسطيني والأردني والعربي مع هذه الممارسات والانتهاكات بالطريقة المتبعة حاليا؛ أي الإدانة والاستنكار.. وفي بعض الأحيان عدم التصريح ضدها بشيء.
إن تحويل الانتهاكات لفعل يومي، هدفه تعويد الجهات المعنية على ذلك، بحيث يصبح الاستنكار لا داعي له، فيما يقوم المستوطنون بتطوير ممارساتهم الاستفزازية كل يوم.
أعتقد أن على الفلسطينيين والأردنيين والعرب، تغيير أسلوبهم بالتعامل مع هذه الممارسات والانتهاكات، بحيث تصنف لاعتداء سافر على المقدسات، يجب التعامل معها بكل قوة، والعمل على منعها ووقفها.
لا يجب السماح باستمرار هذه الممارسات، فالإدانة والاستنكار والتصريح ضدها لا تفيد. أما المفيد، فهو مواجهتها، والتصدي لها، واتخاذ كل الإجراءات الرسمية والشعبية لمنعها.
إذا لم تتمكن الجهات المعنية من وقف هذه الممارسات، فسنجد أنفسنا في مرحلة جديدة خطيرة، قد لا نستطيع منعها، وأقصد بذلك فرض السيطرة والسلطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والحرم القدسي.
هدف المستوطنين والاحتلال واضح وجلي، وهدفنا نحن واضح، ما يستدعي أن نعمل جميعا بكل المستويات لمنع الهدف الإسرائيلي مهما كانت التضحيات، ومهما كان مستوى المواقف التي يجب أن تتخذ، فالأقصى والقدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية تستدعي من الجميع دق ناقوس الخطر، وعدم قبول هذه الانتهاكات اليومية للمدينة المقدسة.