منها كسب رضا الآخرين.. توقف عن إهدار وقتك بهذه الأشياء

Untitled-1
Untitled-1
ديمة محبوبة عمان– يتأثر الفرد بمظهره الخارجي، ويختلف مدى التقبل له من شخص لآخر، خصوصا بعد انتشار الكثير من عمليات التجميل التي تصحح كل ما يتمناه الفرد في مظهره، وكذلك الحال مع التطور التكنولوجي وانتشار التطبيقات التي تعدل مشهد التقاط الصورة، ودرجة صفاء البشرة ولونها ووسع العين وشكل الأنف وغيرها. العشرينية علياء أحمد تفصح بأنها لا تتقبل شكلها، وتحديدا ملامح وجهها، وعليه تلجأ لاستخدام التطبيقات والفلاتر في التصوير، حتى ترى وجهها بالشكل الذي تفضله، مبينة أن بشرتها ذات مسامات واسعة، إلى جانب وجود بعض آثار الحبوب من فترة المراهقة، وبالتأكيد هي غير معجبة بهذه الصفات وتتمنى التخلص منها. لم يقتصر الأمر على إعجاب علياء بهذه اللقطات، بل بادرت بالذهاب إلى طبيب تجميل، وطلبت منه أن تخضع لعمليات تجميلية يبدو بها شكلها كما يظهر بإحدى الصور التي تم التقاطها. وتبين علياء أن الطبيب المختص أخبرها بأنه يستطيع تعديل شكلي الأنف والفم، وحتى شكل العين، ومع استخدامات بعض الكريمات الطبية، إلى جانب خضوعها لبعض الجلسات العلاجية التي تمكنها من تصغير المسام في البشرة، وبالتالي الحصول على بشرة ناعمة جميلة، ولكن ليس بذات الصفاء المنقول في "فلتر" الصورة، فهو أمر غير طبيعي، وفق قولها. ويعلق الشاب عون تيسير على الأمر بقوله، "كنت استغرب من الفتيات اللواتي يتصورن ويستخدمن التطبيقات لتغيير شكلهن، وتعديل الصور وألوانها، حتى وجدت نفسي اتبع ذات الأمر لتطبيقات تهتم بشكل الشباب وتعدل الألوان، وتجعل الشخص أنحف وتخفي بعض العيوب". اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة يؤكد أن عدم تقبل المظهر الخارجي يؤثر بشكل كبير على حياة المرء، كما يلعب دورا مهما في مختلف مجالات الحياة، مبينا أن البشر يصنفون الناس بناء على الشكل والنظرة الأولى وعادة يأخذ الانطباع الأول من الشكل. مطارنة يبين أن البعض يعانون كثيرا من شكل المظهر الخارجي، ويقلل من ثقتهم بأنفسهم، حتى أن غالبيتهم يصلون لمرحلة كره هذا المظهر، وبالتالي يؤثر على نفسيتهم وكيفية تعاملهم مع أنفسهم، وأحيانا مع الناس. في حين تبين ختام أن ما تشاهده من صور لفتيات وعارضات و"فاشنسيتا" على الانستغرام ومواقع التواصل الاجتماعي، جعل منها فتاة غير راضية عن نفسها وعن مظهرها، إذ حاولت بعمل حميات غذائية متعددة، لكنها لم تنجح، وبالتالي اتجهت لزيارة دكتور تجميل لتخبره برغبته في إجراء بعض التعديلات على وجهها، حتى تشبه الفتيات اللواتي يحظين بمظهر جميل وأنيق. لكن تتبع الموضة وما يقمن به الفتيات هو أمر مكلف ومتعب على حد تعبيرها، ما جعلها تشعر بالامتعاظ من ذاتها أكثر، لكنها تحاول أن تخفف هذا الكره لذاتها بارتداء ما يناسب جسمها، ويخفي التفاصيل التي لا تعجبها. ويؤكد مطارنة أن هناك أشخاصا يكرهون النظر في المرآة؛ لكرههم لذاتهم ومظهرهم، وإن شاهدوا أنفسهم يرون فقط ما لا يعجبهم ويركزون عليه. ويلفت إلى أن عدم الرضا عن الذات والشكل العام للجسم، يترتب عليه أزمات نفسية غير متوقعة وكثيرة، سواء فى التعامل مع الذات أو مع الآخرين. ومن لا يرى ذاته، حسب مطارنة يشعر بنظرة دونية لنفسه ويكره تعامله مع الآخرين لقلة الثقة بذاته ومظهره، فنراه يميل للانطوائية أو التشدد في التعامل مع غيره، وأحيانا بالانفتاح الشديد في التعامل مع الآخرين لتلافي ما يشعر به. ويضيف أن انعدام الثقة بالنفس بشكل تدريجي هو النتيجة الحتمية لعدم تقبل الشخص لذاته وشكله وصفاته، وهو ما قد يصيبه بحالات ونوبات اكتئاب وتوتر وعصبية لا تنتهي ولا يصل لسببها الحقيقي إلا بمساعدة مختص يكشف له مكنوناته النفسية. ويلفت إلى أن كره الشكل هو أحد الأسباب التي تقلل ثقة الفرد بذاته أكثر من قلة الموارد أو قلة الثقافة، لأن الشكل وفق رأي هؤلاء الأفراد هو شيء ظاهر ولا يمكن إخفاءه، وهو من أهم عناصر الرضا عن الذات. وينصح مطارنة الشخص الذي يجد فى نفسه عدم رضا عن شكله وشخصيته أن يبدأ مع ذاته أولا، ولا يعيب على الآخرين، وأن يحاول تعلم طرق تخفي بعض الأمور غير المرغوبة في شكله، ما يساعده على كسب الثقة بالذات من خلال الملابس المناسبة، وبالنسبة للفتيات فيمكنهن معالجة الأمر باستخدام مستحضرات تجميلية، ومع تعزيز الذات والنفس بالقراءة والثقافة. ويلفت إلى أن الطب التجميلي موجود وهو مناسب، والجميع يلجأ له، لكن ليس لحد الهوس، ومن باب التقليد والنحت فهناك ما يلزم وهناك ما لا يلزم، مشددا على أن تقبل الذات وبناء الثقة لا يعني عدم الاهتمام بالمظهر أو اللامبالاة، فإن كان هناك وسيلة لتحسين الذات، والعمل عليها لا ضير من ذلك، لأهمية ذلك في شعور الثقة والرضا عن النفس والشكل.اضافة اعلان