من الأفضل الوصول المتأخر على ألا يكون

يديعوت أحرنوت

بقلم: ميراف بطيطو

اضافة اعلان

31/3/2020

رغم أنها وصلت متأخرة جدا، مترددة بعض الشيء، تنفخ، لا تحمل في طياتها بشرى كبرى وعديمة الحلول الابداعية – خير انها أخيرا جاءت الى حياتنا الخطة الاقتصادية لايام الكورونا. اكثر من 40 يوما من الطلق (وفي اثنائها تبدلت الكنيست وتغيرت أنظمة العالم) مرت الى أن نجح رجال المالية، وهم مرضوضون يفركون عيونهم تعبا من فترة انتخابات لا تنتهي توقفت فيها الميزانية عن السير في أن ينجبوا الى العالم رزمة مساعدة للمستقلين. 80 مليار شيكل ستحسم من الميزانية السنوية وان كانت البطانية الاقصر التي يمكن للمرء أن يتغطى بها في هذه اللحظة الا ان فيها مواساة غير قليلة في ايام لم يتخيلها أي مشرع في اسرائيل.
ومع أن زمن سرعة رد فعل اسرائيل على الضربة العالمية التي وقعت علينا في نهاية كانون الثاني، مع بيان منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ ليس أمرا يمكن للمرء أن يتباهى به. فحتى في الولايات المتحدة التي تنكرت لمصيرها في الاسابيع الاولى، صحت بسرعة اكبر وأقرت في مجلس الشيوخ رزمة مساعدة في منتصف الشهر. هكذا ايضا في فرنسا، في كندا وفي دول اخرى. ولكن يمكن بالتأكيد ان نتواسى بمجرد انضمام حكومة اسرائيل الى أسرة القيادات السليمة. في الايام التي تأخذ فيها الحكومة لنفسها الحق في الملاحقة الوثيقة لحركة السكان ومنعهم من الذهاب الى العمل، فانها ملزمة بان تؤدي واجبها الاساس تجاههم وتحرص على رزقهم. هذا هو الحد الادنى اللازم من التوازن، وخير فعل اصحاب القرار الذين وضعوا في مقدمة المنصة وزير المالية بحيث يدلي بلسانه بالبشرى.
لم ينتظر كحلون الانتقاد الذي جاء بالفعل فور نشر الخطة. فقال الوزير المعتزل معترفا ان "هذا لن يعيد الوضع الى سابق عهده بالنسبة للاعمال التجارية، المستقلين والاجيرين ولاسفي لن يعيده حتى للمجتمع في اسرائيل ايضا". هكذا، في المؤتمر الصحفي الذي شاهده امس ملايين الاسرائيليين، سمعنا التحليل الاكثر مصداقية الذي كان يمكننا أن نتلقاه بالنسبة لفرص نجاح الخطة الجديدة.
رغم ان هذه ستكون الخطوة الاخيرة له كوزير للمالية، يبدو ان كحلون يشعر انه لم يحن الوقت بعد بالنسبة له للحديث بصوت عالٍ عن سياسة فاشلة تجاهلت سيناريوهات كارثية للوباء. وان هذه ليست بالتأكيد اللحظة التي نحاسب فيها كل اولئك الذين رفضوا اقتسام ميزانياتهم الضخمة مع اولئك الذين يحتاجون لها حقا – او الدعوة الى تشكيل لجنة تفحص كيف اهملت خطط الطوارئ على مدى السنين.
في انتخابات 2015 كان حزب كلنا برئاسة كحلون هو أول من عرض برنامجا سياسيا وخطة اجتماعية – اقتصادية. ويبدو أن اليوم بالذات، تحت عبء برهان الكورونا، نجح لاول مرة في أن يصل الى أقرب مسافة من هناك. من كل بنود الخطة الاقتصادية التي عرضها وزير المالية على الجمهور، كان اهمها هي تلك التي لا يمكن التعبير عنها بالارقام، التشجيع والمواساة لزعيم في لحظة أزمة: نحن سنعود الى المتانة الاقتصادية أسرع بكثير مما نتوقع. هذا الوضع لن يستمر الى الابد".