من السابق لأوانه تنفس الصعداء

يديعوت أحرونوت

اليكس فيشمان

اضافة اعلان

كان لنصر الله فرصة واحدة – وقد تكبد فشلا ذريعا. كانت له شرعية من الحائط الى الحائط في لبنان لإطلاق خزان رصاص واحد. غير أن هذا لم يتسبب لاسرائيل بذات الألم الذي يستهدف ردعها عن مواصلة الهجمات التي نسبت لها في لبنان. في هذا الوقت ليس لديه شرعية لاطلاق خزان رصاص آخر، لا في داخل لبنان ولا خارجه بل العكس: خزان رصاص آخر سيعرضه كمن يترك أمل لبنان لمصيره ويعطي اسرائيل شرعية لتوسيع النار. في اسرائيل يفهمون المعضلة التي علق فيها نصر الله: فهو لم يحصل على لتر اللحم الذي طلب جبايته ولهذا فان الجيش الاسرائيلي لم يخفض مستوى التأهب. وسيتابعون الان في اسرائيل خطواته. اذا نجح في اقناع الجمهور اللبناني بانه سجل "انجازا عملياتيا" بضرب موقع الجيش الاسرائيلي، معقول الافتراض بانه سينزل عن الشجرة. اما اذا تحول الحدث الى سلاح سياسي ضده داخل لبنان – فمن شأنه ان يحشر في الزاوية وان يرتكب الخطأ الذي يشعل الحدود اللبنانية.
هنا، يوجد للقيادة الاسرائيلية دور: كلما سخف قادة الدولة اقل من فشل نصرالله، يكون احتمال افضل في أن يبتلع الضفدع الذي طبخته له قيادة المنطقة الشمالية. وقد كانت هذه على ما يبدو قطعة ضفدع: حتى المراقب الاعمى كان يمكنه أن يلاحظ بان تحركات الجيش على الحدود ليست كما كانت أمس وأول أمس. هذا صحيح ايضا بالنسبة للموقع اياه الذي اطلقت الصواريخ عليه وسيارة الاسعاف التي وقفت الى جانبه. كلاهما اصيبا بصواريخ كورنيت المضادة للدروع والفتاكة ولكن احدا لم يصد بأذى. أما "إخلاء الجرحى" الذين نقلوا جوا الى رمبام فبدا كمناورة اخرى في الوعي. جاءت لإعطاء الطرف الآخر إحساسا بالانجاز.
إذن واحد من اثنين: إما ان يكون حزب الله اختار عن قصد هذه الاهداف مع العلم انه لن يكون للجيش الاسرائيلي مصابون – والجيش الاسرائيلي تعاون او أنه ببساطة لم يعرف انه يقع في فخ. في الحالتين كانت تقديرات قيادة المنطقة الشمالية صحيحة: لو لم يفعل الجيش الاسرائيلي كما فعل، لمعقول الافتراض اننا كنا اليوم مع عدد لا بأس به من المصابين ومع حدود مشتعلة. إذ ان حزب الله لم يرغب في تفويت الفرصة – وهو ببساطة على ما يبدو وقع في الفخ.
لقد كان الهجوم على الخلاطة لتدقيق الصواريخ في بيروت الاسبوع الماضي ضروريا. ومن اتخذ القرار بالهجوم افترض بانه اذا انكشفت العملية السرية، فسيكون حزب الله ملزما بالرد من أجل الردع. إذ انه اذا لم يكن رد – فان اصبع اسرائيل للعمل في لبنان سيكون رشيقا اكثر على الزناد. وبالفعل، سارع نصرالله الى تسلق شجرة عالية، وضع كل مكانته على الالتزام بالانتقام من اسرائيل – وفشل. واسرائيل، التي تعهدت برد حاد اذا ما خدش جندي واحد – ما كانت بحاجة لان تجتاز اختبار تعهدها. المائة قذيفة إياها التي اطلقت نحو لبنان كانت بالاساس قذائف دخانية: الهجوم على الخلية نفذته مروحية. ولكن لا يزال من السابق لأوانه تنفس الصعداء.