%72 من الفئات الشبابية الجامعية خاضت تجارب "مناخية"

فرح عطيات

عمان – كشف استطلاع متخصص للرأي أن 72 % من الفئات الشبابية الجامعية في مختلف محافظات المملكة، خاضت تجارب شخصية ذات علاقة بأحداث الطقس المتطرفة الناجمة عن التغيرات المناخية.اضافة اعلان
ووفق نتائج الاستطلاع، المنفذ ضمن مشروع "شبكة البحر الأحمر"، فإن "26 % من بين إجمالي العينة المستهدفة بالمسح والبالغة 400 شاب وشابة، تعرضوا لتجارب الأحداث المناخية القاسية، وخاصة تلك المتعلقة بالفيضانات، التي شهدتها المملكة في فصل الشتاء، خلال السنوات الماضية.
وجاء في نتائج الاستطلاع، الذي حصلت "الغد" على نسخة منه، أن "هنالك شعورا كبيرا بالخطر الناجم عن تأثيرات التغيرات على المجتمع، يراود النسبة الأكبر من مستطلعي الرأي".
ولعل "الاعتقاد بخطر التغير المناخي يتناسب طرديا مع مقدار التوعية، والمعرفة بهذه الظاهرة، والذي يسجل نسبا أعلى لدى الفئة الشبابية الأكبر عمرا التي تتراوح ما بين 25 و35 عاماً".
كما أن "معرفة الفئة المستهدفة حول ظاهرة التغير المناخي، ممن تراوحت أعمارهم بين 18 و35 عاماً، ويقطنون في محافظات مختلفة من المملكة من بينها الزرقاء وعمان، كانت متوسطة بشكل عام، لكنها من حيث الاطلاع على أسبابها كانت أقل نسبا منها في الدول المتقدمة"، تبعا لما ورد في النتائج ذاتها.
وأما من حيث المعرفة بآثار لاستجابة للتغير المناخي، أي بالإجراءات التي قد تقلل من حدة هذه الظاهرة، فهي نوعا ما أعلى منها في تلك الدول.
"وشكلت المعرفة لدى هذه الفئة بالآثار التي خلفتها عمليات الاستجابة الحكومية للتعامل مع التغيرات المناخية، نسبة عالية، فيما احتلت العينة المستهدفة في محافظة الزرقاء المرتبة الأولى بين محافظات المملكة في كافة المعارف الخاصة بتصورات الشباب حول ظاهرة تغير المناخ بشكلها العام"، وفق الاستطلاع.
وبحسب نتائج الدراسة فإن "72.8 % من العينة المستهدفة لم يتلقوا أي تدريب، أو مساق علمي، حول تغير المناخ، فيما كانت الفئة العمرية ما بين 25 و35 عاماً هي من تمتلك الخبرة في شأن التغيرات المناخية وتأثيراتها".
وفي شأن "الاعتقاد بأن الإجراءات العالمية لمكافحة التغير المناخي، حتى لو تم الالتزام بها جميعا ستستطيع إيقاف التغير المناخي، أو تخفف من حدته، فبلغت 44.9 % من مجمل العينة، ومع ذلك فنسبة الرغبة الشخصية والمجتمعية لعينة الدراسة من اجل العمل على مواجهة التغير المناخي فاقت 60 %".
وتأتي هذه الدراسة ضمن المرحلة الأولى من مشروع "شبكة البحر الأحمر"، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، وينفذ بدعم من مجلس بحوث العلوم الاجتماعية (SSRC) في منطقة المحيط الهندي، وبتمويل من مؤسسة أندرو ميلون.
وهذه الدراسة لا تقتصر على الأردن وحده، بل هي عابرة للحدود، حيث تشمل 10 بلدان أخرى هي: الصومال، وجيبوتي، والسودان، ومصر، والسعودية، واليمن، وعُمان، والإمارات، والبنان، والمغرب تستهدف الشباب المتعلم في المناطق الحضرية، للاستدلال على تصوراتهم حول تغير المناخ، باعتبارهم جهة متأثرة.
وينفذ المشروع في الأردن؛ الجامعة الهاشمية، إذ يقول مدير مركز المياه والبيئة فيها د. ضياء الروسان إن "هذا المشروع يهدف لربط دول البحر الأحمر سياسيا واقتصاديا ومناخيا، وتحديد علاقتها بظاهرة التغير المناخي".
ووفق تفاصيل المرحلة الأولى من المشروع، فإنه يرجح بأن "تشكل تصورات الشباب الحضري المتعلم، جزءا كبيرا من السياسة الوطنية، التي تحاول معالجة تغير المناخ في البلدان وخلال العقود المقبلة، بينما يجري التحقيق بقابلية تأثر النظم الزراعية الهشة في منطقة البحر الأحمر، بتغير المناخ، بناء على التعليقات المستمدة من المزارعين، والرعاة والخبراء".
وتهدف الخطوة، وفق تفاصيل المشروع، إلى "وضع خطط شاملة، وناجحة للتكيف مع تغير المناخ في المستقبل، وعبر فهم أوجه التشابه، والخلافات والديناميات، بين كل مجموعة سكانية في البلدان المستهدفة، وتاليا إجراء تقييم نقدي للقضايا المحلية، في سياق التأثيرات المناخية الإقليمية (العابرة)".