من دون جمهور!

 

تيسير محمود العميري

كتبت يوم العاشر من شهر آذار (مارس) الماضي مقالة تحت عنوان "الاندية تدفع فاتورة هتافات الجمهور رغم الوضع المالي المهزوز"، واشرت آنذاك خلال تلك المقالة تحت عنوان فرعي "مباريات من دون جمهور"، ان العقوبة المقبلة المتوقعة بحق الفيصلي اذا ما اخطأ جمهوره، هي اقامة مباراتين من دون جمهور.

اضافة اعلان

من المؤسف ان يضطر اتحاد الكرة الى اشهار "سيف العقوبات" في وجه الاندية، وإقامة "مباريات من دون جمهور" ليس "اختراعا" من قبل الاتحاد الحالي، وانما تنفيذا لتعليمات كانت تطبق تارة ويتم "التطنيش" عنها تارة اخرى، ولعل اقامة مباراة دور الاربعة من بطولة الكأس الماضية بين فريقي الفيصلي والوحدات من دون جمهور، يعطي توضيحا بأن ثمة حالات كثيرة مسبوقة بهذا الشأن.

مثل هذا القرار الصعب يحظى دوما بالاختلاف في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض، فالمؤيد يراه عقوبة شديدة قد تجعل المسيء من الجمهور يعيد النظر فيما ارتكبه، وقد يجعل الاندية تمارس دورها التوعوي والضغط على روابط المشجعين، اما المعارض فيرى فيه عقوبة تساوي بين "الصالح والطالح" بل وتساوي بين فريق اخطأ جمهوره وفريق آخر "لا ناقة ولا جمل له فيما جرى"، كما انه يقلص من فرص الربح لمستثمري بيع بطاقات الدخول، وان كان من المؤكد ان مثل هذا القرار يحدث في مختلف ملاعب العالم سواء كانت متقدمة او متخلفة كرويا.

الجمهور هو فاكهة الملاعب وغيابه يجعل المدرجات اشبه بـ"الصحراء القاحلة" لا حياة فيها، ويقلل من مستوى الشحن النفسي والمعنوي عند اللاعبين، الذين قد يعتقدون انفسهم في "حصة تدريبية" وليس مباراة رسمية، مع ان بعض المباريات المحلية لا يكاد يحضرها احد لغياب شعبية الفريقين المتباريين، لكن في نفس الوقت فإن نفرا من الجمهور ما زال ورغم النداءات الكثيرة يرفض الاقتناع بأن شتم الآخرين غير جائز، وانه يسيء للمخالف قبل غيره، لكن للأسف "لا حياة لمن تنادي"، فالفوز اولا واخيرا هو المطلوب عند نفر من جمهور انديتنا الحبيبة.

وطالما كان الحديث عن الجمهور، فثمة شكاوى يجب ان يأخذها اتحاد الكرة والجهاز الامني بمحمل الجد، وتتحدث الشكاوى عن مزاعم وجود "سوق سوداء" تتعلق ببيع بطاقات الدخول الى الملاعب لا سيما في المباريات الجماهيرية، وتحديدا يكمن الخوف في المباريات التي سيلعبها الوحدات امام البقعة واتحاد الرمثا بدوري المحترفين وامام شباب الاردن في نهائي الكأس.

من حق الحاصلين على حقوق التسويق وبيع بطاقات الدخول الربح، لكن بشكل محق وبعيد عن الاستغلال ورفع اسعار بطاقات الدخول الى "ارقام فلكية" قد تشكل عبئا ماليا اضافيا على الجمهور، وتصبح كأنها "عقوبة" لجمهور يحب فريقه ويسعى لاستمتاع بلحظات جميلة في مسيرته.

مباريات كثيرة مضت تم فيها رفع اثمان البطاقات "على عينك يا تاجر" ولم يحرك احد ساكنا، واليوم لا يجوز ان يقع الجمهور ضحية لما يسمى "السوق السوداء"، وهي فرصة للتأكد فيما اذا كانت مزاعم الجماهير بهذا الشأن في مكانها ام غير ذلك.

[email protected]