من غاندي إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات

دخل إضراب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني شهره الثاني، وما تزال عزيمتهم صلبة لا تلين، فيما العالم يواصل سياسة إشاحة الوجه عما تقوم به إسرائيل من ممارسات نازية وفاشية بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام والمعتقلين والأسرى على وجه الخصوص.اضافة اعلان
الاحتلال الصهيوني حتى اليوم يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية، ومواد القانون الدولي الملزم للدول والذي يتحدث عن الطريقة التي يتوجب التعامل فيها مع الأسرى عندما يعلنون إضرابا عن الطعام.
فمن الناحية القانونية يعرف القانون الدولي الإضراب عن الطعام على أنه شكل من أشكال المقاومة السلمية، ويرى مدافعون عن حقوق الإنسان على المستوى الدولي أنه أحد حقوق حرية التعبير المكفولة دوليا، والعرف الدولي يمنع بوضوح ممارسات يلوح الكيان الصهيوني القيام بها بحق المضربين عن الطعام مثل التوجه للإطعام القسري، وهو أمر منعته الجمعية الطبية الدولية في إعلان مالطا عن الإضراب عن الطعام وإعلان طوكيو، وكذلك مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العام 2006، وكذلك بيانات الأمم المتحدة التي تصف الإطعام القسري بأنه نوع من أنواع التعذيب.
وينص إعلان طوكيو بشكلٍ محدد على أنه في حالة رفض السجين الطعام وهو في كامل وعيه وقادر على اتخاذ قرارات لا يجوز إطعامه عن طريق تعليق محاليل طبية، وناشد الإعلان الأطباء في جميع أنحاء العالم رفض المشاركة في التعذيب أو الإهانة أو المعاملة القاسية للسجناء أو المحتجزين، أو الموافقة على ذلك أو السماح به، وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارين على الأقل بعدم جواز الإطعام القسري إلا في حالات استثنائية محدودة، كما تعارض اللجنة الدولية الإطعام القسري أو العلاج القسري؛ وتدعو لاحترام خيارات المحتجزين والحفاظ على كرامتهم الإنسانية.
وينص إعلان مالطا على أنه "لا ينبغي اللجوء إلى التغذية الصناعية في حال قيام سجين برفض الطعام، في الوقت الذي يرى فيه الطبيب أنه قادر على اتخاذ حكم عقلاني سليم فيما يخص العواقب المترتبة على رفضه للطعام طوعًا ينبغي أن يعزز على الأقل طبيب مستقل آخر القرار الخاص بقدرة السجين على إصدار مثل هذا الحكم، ويشرح الطبيب للسجين النتائج المترتبة على امتناعه عن الطعام".
من المعلوم أن أكثر من اشتهر بالمقاومة السلمية والإضراب عن الطعام كان المهاتما غاندي الذى سجن مرات لدى الحكومة البريطانية، وشارك غاندي في عدد من الإضرابات عن الطعام احتجاجاً على الحكم البريطاني في الهند، وتبعه كثير من المناضلين الهنود والعالميين الذين استخدموا ذات الوسيلة النضالية.
اليوم بعد عشرات السنين من تنفيذ المهامتا غاندي إضرابه ينتقل النضال الى مروان البرغوثي وأحمد سعدات ورفاقهما في سجون الاحتلال، الذين يريدون إنارة شمعة حرية وكرامة في ليل العرب والمسلمين المظلم.
اللافت أنه رغم كل النصوص التي أشرنا إليها وإعلانات حقوق الإنسان المكتوبة، إلا أن العالم وهيئة الأمم تقف مكتوفة الأيدي بدون أن تتحرك لوقف الاحتلال عند حده والانتصار للأسرى المضربين.
فالكيان الصهيوني يرفض تحسين التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم، فارضا مزيدا من القيود عليهم، ويعلق الزيارات العائلية للمعتقلين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، وأوقف التصاريح اللازمة لعائلاتهم، رغم أن اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 تمنح الحق للفلسطينيين المعتقلين استقبال زيارات عائلية. حتى اليوم يبدو أن القانون الدولي وجد ليطبق على دول أخرى غير إسرائيل، وماتزال الأمم المتحدة لم تلحظ أن الأسرى الفلسطينيين ينفذون إضرابا منذ أكثر من 35 يوما رغم أن القانون الدولي يقول إن من يعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر لأكثر من 14 يوما فإنه يعد محميا دوليا ومحميا من قبل المؤسسات الدولية.