من هنا العدو

معاريف

نداف ايال

27/6/2013

لاحظ رئيس الوزراء نتنياهو أمس بان خوف الموت سينتصر على العدو أو شيء كهذا. وبدا هذا دقيقا بما فيه الكفاية، كما ينبغي القول، إذ أنه بشكل عام اذا كان هناك عدو، وهو يقاتل ضدك – فيجدر به أن يخاف خوف الموت. "هكذا ينتصر الناس في المعارك"، قال رئيس الوزراء. اضافة اعلان
في اسرائيل مقبول الحديث بهذه السياقات والتعابير، المستمدة من عالم الحرب، حتى عندما لا تكون هناك مناورة لوائية في غولاني. فالمنافسة السياسية هي دائما "معركة"، والى جانب "المعركة العسكرية" توجد "المعركة السياسية". ومن جهة اخرى، معقول الافتراض بان رئيس الوزراء لا يعتقد بانه من أجل الانتصار في المعركة السياسية ينبغي بث خوف الموت في الطرف الآخر. إذ يطرح السؤال الطبيعي من هو على الاطلاق الطرف الآخر في المعركة السياسية: هل هذا ابو مازن، الذي هو الوحيد الذي على الاطلاق ما يزال مستعدا لان يدخل معنا الى "معركة سياسية"، او ربما هذا في واقع الأمر جون كيري، وزير الخارجية الاميركي. الانطباع هو أنهما الاثنان لا يعانيان في هذه المرحلة من خوف الموت. على الاقل ليس من مكتب رئيس الوزراء في القدس.
يصل كيري الى اسرائيل لان هناك انطباعا بأن اختراقا بات محتملا، وانه قابل للتحقق في غضون وقت قصير للغاية. رسميا يتحدث الاميركيون عن بيان لاستئناف الاتصالات "حتى ايلول"، وعمليا يريدون أن يروا هذا في وقت أبكر بكثير. وقد اضطر رئيس الوزراء ولا  بد سيضطر لاحقا الى الوصول الى حسومات صعبة في الطريق الى المفاوضات السياسية، ولكن التصميم الاميركي النسبي يفعل فعله. ابو مازن، من جهته، يفهم جيدا بان تقديره المسبق وكأن الدخول في الاتصالات سيخدم نتنياهو وحده كان مغلوطا.
ما أن يدخل الى الاتصالات، فان الاميركيين لن يرغبوا بفشل آخر وسيبذلون الجهد للضغط على اسرائيل؛ وفي ضوء الائتلاف الحالي وطبيعة نتنياهو، يقدر رئيس السلطة، معقول الافتراض بان الفشل سيعزى لاصحاب القرار الاسرائيليين. وبتعبير آخر في لعبة الذنب سيكون سهلا على الفلسطينيين أن ينتصروا.
يفترض بالولايات المتحدة أن توفر للطرفين مرجعية (TERMS OF RFERENCE) للدخول في الاتصالات. تصريح بان الحل سيكون على أساس خطوط 67، سيتضمن موقفا من مشاكل الأمن الشرعية لاسرائيل وغيرها من الصياغات التي يفترض أن ترضي الطرفين، حتى قبل الاتصالات. وخلافا للماضي، يفترض بالتفاصيل أن تكون أكثر تحديدا.في مرحلة معينة في الاسابيع الاخيرة بدأ الأميركيون يستخدمون الادارة المركزية التي تحت تصرفهم – نفاد الصبر. فقد حذروا، وعادوا ليحذروا، من معاني عدم استئناف الاتصالات. والتهديد المبطن – من يفشل الاتصالات سيحدد كمذنب في موت المسيرة السلمية، وسيدفع الثمن على ذلك. وبهذه المفاهيم ينبغي لكيري أن يكون طالبا حادا اكثر لتاريخ وزراء الخارجية الاميركيين في منطقتنا. فالاكثر نجاحا هم، ببساطة، الاكثر عنفا.