من هي نيكول مانسفيلد، وماذا كانت تفعل في سورية؟

تشيلسيا شيسلي – (كرستيان سينس مونيتور) 31/5/2013

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

نيكول لين مانسفيلد، المرأة الأميركية التي قتلت في سورية يوم الأربعاء الماضي بينما كانت تقاتل مع قوات المتمردين، كما زُعم، كانت أماً ذات "قلب من ذهب"، والتي ناضلت من أجل العثور على هدف في الحياة، وفقاً لما قاله أفراد في أسرتها. وقال ابن عم السيدة مانسفيلد وعمتها وجدتها لوكالة الأسوشيتد برس إن عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي زاروهم يوم الخميس الماضي لإبلاغهم بوفاتها. ورفض متحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي الإدلاء بأيّ تعليق على هذا الموضوع.اضافة اعلان
وقالت وكالة الأنباء السورية الحكومية الموالية إن مانسفيلد واثنين آخرين كانوا مقاتلين تابعين لجماعة معارضة للحكومة السورية، وأنهم قتلوا خلال مواجهة في إدلب، شمال سورية. وقالت الوكالة إن يافطة لجبهة متمردة مرتبطة بتنظيم القاعدة وُجدت في السيارة التي كان الثلاثة يستقلونها عندما قتلوا. ولم يتسن التأكد من صحة التقرير الذي تحدث على ملابسات الوفاة على الفور.
وفي حديث مع ديترويت فري برس، قال جدتها، كارول مانسفيلد: "كان لديها قلب من ذهب، لكنها كانت ضعيفة العقل. أعتقد أنها ربما خضعت لعملية غسيل دماغ".
كانت مانسفيلد قد ترعرعت في فلينت بولاية ميتشيغان، حيث نشأت على المذهب المعمداني. وكان والدها عامل إنتاج في شركة جنرال موتورز. وقد انفصل والداها، فتربت مانسفيلد متنقلة بينهما وبين جدتها، وفقاً لما ذكرته صحيفة فلينت.
انسحبت مانسفيلد من المدرسة الثانوية بعد أن أصبحت حاملاً في سن 15 عاماً، وفقاً لديترويت فري برس. ويبلغ عمر ابنتها الآن 18 عاماً. وقالت عمة مانسفيلد، مونيكا مانسفيلد سبيلمان، إن نيكول مانسفيلد تزوجت من مهاجر عربي منذ حوالي خمس سنوات، وهي النقطة التي اعتنقت عندها الإسلام وبدأت بارتداء الحجاب. وقد انتهى ذلك الزواج بعد حوالي ثلاث سنوات بعد أن تمكن زوجها من الحصول على البطاقة الخضراء التي سمحت له بالبقاء على المدى الطويل في الولايات المتحدة.
وقالت السيدة سبيلمان إن مانسفيلد سافرت إلى دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل سنتين إلى ثلاث سنوات خلت، لكنها عادت بعد أن حثها أفراد الأسرة المعنيون والقلقون على العودة إلى الوطن.
وقالت عمة مانسفيلد وجدتها أنها كانت ذات سجل غير مستقر عندما يتعلق الأمر بالتجمعات العائلية، وقالتا أنهما لم تعرفا عن وجودها في سورية، أو ماذا كان اسم زوجها السابق الذي دفعها إلى اعتناق الإسلام.
كانت مانسفيلد تقول للناس إن "أفضل وسيلة للحياة هي أن يكون المرء مسلماً". وأنه "ينبغي أن ترتدي النساء أغطية الرأس... يجب على المرأة أن تغطي رأسها دائماً،" كما قالت جدة نيكول لفري برس.
أنهت مانسفيلد الدراسة الثانوية وتلقت دروساً في كلية مجتمع محلية، لكنها لم تستقر على مهنة واضحة. وقال جدتها لمجلة فلينت جورنال إنها عملت في حقل الرعاية الصحية المنزلية لنحو 10 أعوام، حيث ساعدت كبار السن في مجموعة مختلفة من بيوت المسنين والمرافق الخيرية، وكانت تود لو أنها أصبحت ممرضة.
وقالت منى الجندي، الناشطة السورية الأميركية التي تترأس منظمة "متحدون من أجل سورية" في فلينت، والتي تعارض الحكومة السورية، لصحيفة ديترويت فري برس، أنها لم تسمع بمانسفيلد من قبل. وحذرت أيضاً من قبول تقرير التلفزيون السوري، لأن المحطة التي بثته مرتبطة بحكومة بشار الأسد التي تقاتل قوات المعارضة، ويحتمل أنها تبث تقاريرها من باب الدعاية.
يمكن أن تكون مانسفيلد أول مواطن أميركي يُقتل في الصراع السوري، كما تلاحظ مجلة الديلي بيست. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 70.000 شخص قتلوا في الحرب الأهلية في البلاد. وتدعم الولايات المتحدة بشكل غير مباشر بعض جماعات المتمردين التي تقاتل حكومة الأسد في سورية، لكنها أعربت أيضاً عن قلقها القلق من أن انضمام بعض المتطرفين الإسلاميين إلى القوات المتمردة.
وأشارت صحيفة الديلي ميل في نيسان (أبريل) إلى أن دراسة متعمقة نشرتها كينغز كوليدج في لندن قالت أن وجود مقاتلين أميركيين في سورية هو أمر نادر الحدوث، على الرغم من أن ما يصل إلى 600 من الأوروبيين سافروا إلى هناك للقتال في الصراع.
في شهر نسيان (أبريل)، جذب الجندي الأميريكي السابق إريك هارون الاهتمام الدولي بعد نشر مقاطع فيديو له على شبكة الإنترنت، والتي يفترض أنها تعرضه وهو يقاتل مع الجماعات المتمردة في سورية ويحمل قذائف صاروخية وأسلحة أخرى. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد ألقى القبض على السيد هارون عندما عاد إلى الولايات المتحدة في آذار (مارس) بتهمة القتال مع جبهة النصرة المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية.
من جهتها، حددت مجلة السياسة الخارجية حساباً على شبكة "بينتيريست" للتواصل الاجتماعي، والذي يقال إنه ربما يكون حساب نيكول مانسفيلد. ذلك الحساب، الذي يعود إلى شخصية اسمها نيكول مانسفيلد من فلينت، ميتشيغان، له 13 من الأتباع، بمن فيهم العديدون من الذين اعتنقوا الإسلام من ولاية ميتشيغان.
وكانت معظم الصور التي ضمها ملف الحساب  للجراء، والطيور، والطعام، ووجهات لقضاء العطلات. وضم ملف فيه تحت اسم "الإسلام" بشكل أساسي مجموعة من الصور للمساجد ولمدينة مكة المقدسة. وكان في الحساب أيضاً ألبوم بعنوان "حب مسقط الرأس لا يموت أبداً" مع صور لفلنت، وصورة للـ"هوت دوغ"، مع شرح للصورة يقول: "قرف، لحم خنزير!"

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Who was Nicole Mansfield and what was she doing in Syria?

[email protected]