من وحي الاستقلال

انه الأردن.. الوطن، العشق، الحب، الأمل بأردن وطني ديمقراطي، أردن الدولة وسيادة القانون، الأردن الذي يؤمن به الجميع كوطن لهم، وبيتهم الذي يستظلون تحت سقفه؛ مواطنة وسيادة للقانون والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.اضافة اعلان
انه الأردن الذي نحيي هذه الأيام ذكرى استقلاله الـ 73 والذي نريده وطنا تحكمه القوانين والدستور، وطن لا نتعامل معه وفق مصالحنا أو مكتسباتنا، نريده وطنا لنا جميعا، ولا نتعامل معه وفق مصالح هذا أو ذاك، نريده للفقير والغني، للغفير والوزير، الشمالي والجنوبي، الغربي والشرقي، لابن إربد والكرك والسلط وابن عمان والزرقاء.
اليوم؛ ونحن نتفيأ ظلال الاستقلال نريد الأردن سيدا أقوى، مستقلا سياسيا واقتصاديا، نريده واحة إصلاح وديمقراطية في المنطقة قولا وفعلا، نريده بعيدا عن سياسات النقد الدولي، وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة، نريده حرا ديمقراطيا، نتقبل فيه الرأي والرأي الآخر، ويسمح للمعارضين وأصحاب الرأي الآخر بالتعبير عن مواقفهم، وقول ما يريدونه بحرية.
في ظلال الاستقلال نريد دستورنا هو المرجع والحكم، نريد أن نبني دولتنا الحضارية بعيدا عن المنافحات الجهوية والمناطقية، نريد أن نؤسس لقانون انتخاب ينهض بالدولة ونصل به لمرحلة الإصلاح التي نريد، نريد آلية توظيف عادلة وقبولا جامعيا لا يمنح ميزة لأحد على حساب آخر.
في ظلال الاستقلال نريد نظاما تعليميا واضحا نذهب اليه، ومعالجات طبية للجميع وتأمين فرص عمل، نريد مصانع وطنية وزراعة محمية، وتجارة مفتوحة مع دول الإقليم، وفي ظلال الاستقلال نريد غازا بعيدا عن الكيان الصهيوني.
في ظلال الاستقلال، نريد الأردن لنا جميعا لا فضل فيه لأحد على أحد، الا بما يقدم للوطن، ومدى تطبيق التزامه بواجباته الأساسية، نريد دولة مواطنة، وقريب ذاك، نريد دولة أكثر شفافية ومكاشفة، تسودها محاربة فساد، ورفض للواسطة والمحسوبية مهما كان هدفها وتبريرها، نريد أن يأخذ صاحب الحق حقه دون أن يلجأ لنائب أو مسؤول.
في ظلال الاستقلال من حقنا أن نأمل بحكومات منتخبة، وبرلمان منتخب بحرية، نريد جيشنا دوما قويا ومؤسساتنا الأمنية متأهبة في مواقعها، ونريد ساسة يؤمنون أن مصلحة الأردن هي الأساس، دون حسابات ضيقة، نريد ساسة يعرفون دوما أن علاقتنا بفلسطين علاقة القلب بالعقل، وأن القدس بالنسبة للأردنيين كما كانت دوما مهوى الفؤاد وملاذ الروح.
ونحن في ظلال الاستقلال من حقنا أن نطمح بمديونية أقل، ومشاريع أكثر، من حقنا أن نرفض كل وصفات صندوق النقد الدولي وكل معالجاته التي كبلتنا بمليارات الدنانير، من حقنا أن نفكر بزراعة أوسع ومصانع منتجة ومشاريع محلية، من حقنا أن يكون لنا أفكارنا الاقتصادية الخاصة بعيدا عن رؤية البنك الدولي وسياساته التعجيزية.
في ظلال الاستقلال من حقنا أن نخاف على الوطن، من حقنا أن نسعى دوما لكي يكون أردننا واحة بين الدول، من حقنا أن نواصل رفع رؤوسنا وأن نبعده عن كل المحاور التي تريدنا أن نتخلى عن قيمنا ومبادئنا وما نؤمن به، من حقنا أن نقول لأصحاب المحاور من بعض الدول، كفى، وان ضغوطكم مهما تواصلت لن تجعلنا نتراجع أو نيأس ابدا.
فِي ظلال الاستقلال من حقنا رفع الصوت بأننا سنبقى نؤمن بضرورة أن نصل معا لأردن وطني ديمقراطي، ومن حقنا أن نؤمن أن شعبنا له كل الحق أن يكون سعيدا، ومن حقنا أن نسعى دوما لدولة الدستور وسيادة القانون والمواطنة وتكافؤ الفرص، وفي ظلال الاستقلال كل عام ووطننا وشعبنا بألف ألف خير.