تغريد السعايدة
عمان- عرضت نساء البادية الأردنية، بالتعاون مع الجمعيات التي ينتسبن لها، إنتاجهن من سمن وجميد، وأكلات شعبية وتراثية، وغيره مما تجود به البيئة التي يقطنونها، ضمن فعاليات المهرجان الثالث للجميد والسمن بمشاركة 30 جمعية خيرية وتعاونية، وبتنظيم من الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية.
وفي أجواء “بدوية” بامتياز من خلال طريقة العرض وبيوت الشعر التي تم نصبها لهذه الغاية، وبوجود عدد من الإبل والأغنام، والأغاني التي تغنت بالبادية والوطن؛ توافد المئات من أطياف المجتمع كافة أول من أمس الى حدائق الحسين، بهدف التعرف على المنتجات البيتية من جميد وسمن وألبان وأجبان والمأكولات الشعبية التي تحاكي قصص نجاح سيدات البادية اللواتي خرجن من دائرة الإنتاج البيتي إلى مساحة أوسع من التسويق والإنتاج والبيع.
وأعربت العديد من السيدات اللواتي حضرن من أقصى الجنوب والشمال، في البادية الأردنية عن سعادتهن في المشاركة في هذا المهرجان الذي يُعد انطلاقة للكثير منهن في مساعدتهن على الإنتاج من خلال التمويل الذي يُقدم لهن من الصندوق الهاشمي لتنمية البادية؛ إذ يعمل الصندوق على تنفيذ مبادرات وبرامج مختلفة التوجهات لتنمية البادية، ومنها مساعدة السيدات من خلال الجمعيات على تأسيس مشاريع ريادية تسهم في تحسين الظروف المعيشية وتعمل على توفير فرص عمل لهن.
رئيسة مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، الشريفة زين الشرف بنت ناصر، كانت حريصة على الحضور والمشاركة في حفل الافتتاح، ودعم السيدات اللواتي شاركن في المهرجان، والاطلاع على العديد من المنتجات المعروضة.
وقالت الشريفة زين الشرف بنت ناصر “إننا نشعر بالفخر والاعتزاز بهؤلاء السيدات القادرات على إنتاج هذه السلع المميزة المرتبطة بنمط حياة الأردنيين جميعا والتي تسهم في الحفاظ على هويتنا وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا وأيضا تحسين المستوى الاقتصادي لأسرهن”، واعدةً بأن يبقى هذا المهرجان نافذة تسويقية تسهم وتساعد على تسويق وبيع منتجاتهن في صورة حضارية ومنظمة.
ويتميز المهرجان الذي يقام للمرة الثالثة، في طريقة عرض المنتجات والأصناف التي يحرص الزبائن على شرائها من مصادرها ومن السيدات اللواتي يقمن بعملها “لتكون طازجة ومضمونة”، بحسب الزائرة للمهرجان نادية خالد، التي حضرت من أجل أن تشتري كمية من الجميد الطازج والجديد.
وتحرص السيدات اللواتي يقمن بالعرض على تقديم عينات للتذوق، وبالتالي يكون من المنتج إلى المستهلك مباشرة. نادية كانت قد سمعت عن المهرجان من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، لذلك قررت زيارة المهرجان والاطلاع على الفعاليات الممتعة، والتي تزينت بطابع احتفالي مبهج، وتعرفت على منتجات جديدة لأول مرة.
وشارك في المهرجان 25 جمعية من مختلف بوادي المملكة، من الشمال والجنوب، سبع جمعيات من الشمال، وكذلك جمعيات من بدو الوسط، فيما كانت المشاركة الكبرى للبادية الجنوبية من خلال عشر جمعيات، وحضرت السيدات المشاركات في الجمعية للحديث عما يقدمنه من منتجات يدوية بيتية طازجة، كما بين مدير مديرية تنمية المجتمعات المحلية في الصندوق الهاشمي محمد الرواجفة.
رئيس جمعية “أيادي البادية التعاونية” من محافظة المفرق، رياض الشرفات، قال لـ”الغد” إنهم كجمعية حريصون على المشاركة ومتابعة موعد المهرجان منذ الموسم الأول، كونه فرصة جيدة لتعريف المجتمعات بالمنتجات التي تخرجها الصحراء وكلها مواد طبيعية وخالية من المواد الحافظة.
ومن معان، شاركت جمعية راشد الخيرية، والتي قالت رئيستها هناء نعيمات إنها تأسست منذ العام 2008، وتعمل جاهدة من خلال تعاون سيدات معان، على أن يكون لهن حضور في كل محفل يختص بجانب الإنتاج البيتي من منتجات زراعية وحيوانية. وتقوم السيدات بكل ما لديهن من جهد على إثبات إمكانياتهن وتشجيع باقي السيدات على العمل، ووجدن في التعاون من الصندوق الهاشمي لتنمية البادية، فرصتهن للخروج من دائرة المحافظة الى مختلف مناطق المملكة، وتقديم المنتج حسب المواصفات المطلوبة.
ومن جمعية النقيرة الخيرية كذلك، في الموقر، عرضت سيدات الجمعية العديد من المنتجات، إلا أنهن تميزن بعرض منتج جديد على السوق المحلي وهو الصابون الطبي المصنوع من “حليب النوق”، وهو منتج جديد على مستوى الوطن العربي والأردن؛ إذ قامت السيدات المنتسبات للجمعية بعمل دراسة طبية حول فائدة الحليب على البشرة، ومن ثم قمن بإنتاجها مؤخراً. وقالت مديرة الجمعية سامية الجبور، إن الجمعية تستغل كل فرصة للتواجد في المحافل التسويقية حتى تعمل على عرض المنتج والتعريف به ومن ثم تسويقه.
وهذا المشروع للجمعية يعد ضمن تسعة مشاريع تعمل الجمعية على تنظيمها للسيدات، وعمل ورشات تدريبية لهن ليكن سيدات منتجات في أي مكان وأي وقت، مبينة دور الصندوق الهاشمي في دعمهن ومشاركتهن في المهرجان.
ولأول مرة، تشارك جمعية سيدات أرنيبة الخيرية في المهرجان، وتقول رئيسة الجمعية سميرة الخضير، إنها سعيدة بالمشاركة وتنوي من خلال إدارة الجمعية المشاركة في المرات المقبلة؛ إذ تعتقد أنها فرصة ممتازة للتعرف على المنتجات وتسويقها، بشكل رسمي ومنظم من المسؤولين في الصندوق، وفتح أفق تعاون من زبائن وتجار في المنطقة؛ إذ تعمل الجمعية على التنسيق من خلال صفحتها على “فيسبوك”.
كان الصندوق الهاشمي لتنمية البادية نظم ولمدة عامين متتاليين مهرجان الجميد والسمن الأول والثاني في عمان، والذي أصبح مناسبة رئيسية تسهم في تسويق منتجات سيدات البادية من الجميد والسمن، مما سهل على المواطنين عملية الشراء المباشر والاطلاع على منتجات السيدات والاستمتاع بالأكلات اليدوية والفعاليات التراثية المصاحبة لنشاطات المهرجان؛ حيث يشهد هذا الحدث مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع الأردني وضيوف الأردن من العرب والأجانب.
