‘‘مهرجان الخبيزة‘‘ متنفس لصغار المنتجين والمزارعين والسيدات (فيديو)

جانب من فعاليات مهرجان الخبيزة - (تصوير: أسامة الرفاعي)
جانب من فعاليات مهرجان الخبيزة - (تصوير: أسامة الرفاعي)

تغريد السعايدة

عمان- على "الصاج" الصغير، وقفت السيدة أم محمد تجهز "خبز الشراك" لتقديمه طازجاً لزوار مهرجان الخبيزة الذي انطلق أول من أمس، والذي يستمر لغاية الحادي والعشرين من آذار (مارس) المقبل، ويتضمن فعاليات زراعية وتسويقية للعديد من المنتجات في مناطق الأغوار، وبخاصة نبتة الخبيزة التي تشتهر بها مناطق الأغوار.
والمهرجان الذي تنظمة مؤسسة الوادي للتدريب في الأغوار ممثلة برئيسها محمد عطية، تُعنى بتدريب شباب وفتيات الأغوار على مهن زراعية وتسويقية جديدة، بهدف توفير فرص عمل إنتاجية لهم، من داخل البيئة التي يعيشون فيها، كون مناطق الأغوار تتوفر فيها فرص العمل الزراعية أكثر من أي قطاع آخر.
وأم محمد هي إحدى السيدات اللواتي استفدن من إقامة مثل هذا المهرجان، فهي تقوم (عدا عن عملها في إحدى المؤسسات) بتنظيم وقتها لأن تكون قادرة على إنتاج كميات كبيرة من الخبز الذي تورده للمحلات التجارية والمطاعم، حتى تكون قادرة على توفير دخل مالي مناسب لعائلتها، كواحدة من مئات السيدات في مجتمع الأغوار اللواتي يعملن في المجالات كافة المتاحة في بيئتها، لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة حولهم.
وللعام الثاني على التوالي، يُنظم مهرجان الخبيزة، لفترة تزيد على أسبوعين يومياً، تفسح من خلالها مؤسسة الوادي غير ربحية على توفير فرص تسويقية لصغار المزارعين من مختلف منتجاتهم؛ إذ يبين عطية أن المهرجان في العام الماضي، نال استحسان الزوار والمزارعين، لذلك "نتمنى أن يكون هذا العام كذلك فرصة جدية لهم لعرض المنتجات، وفرصة للتعريف بكنوز الأغوار الغذائية في سلة الغذاء الأردني".
كما وقفت إحدى السيدات في زاوية أخرى من أرض المهرجان، التي أُقيمت على المزرعة الخاصة بمدير المهرجان محمد عطية، وكانت تحضر أقراص الخبيزة بالفرن، وتقوم بتنظيف وتجهيز "ضمم" الخبيزة للزوار، الذين يقومون بشرائها وتحضيرها فيما بعد للطبخ؛ إذ تعد هذا المهنة في بيع الخبيزة وسيلة متداولة لعشرات السيدات في الأغوار اللواتي يعتمدن في بعض الوقت من العام على تقطيع الخبيزة وتنقيبها وتحضيرها للبيع.
إلا أن عطية يرى أن تلك النبتة الوطنية الغذائية العضوية، بحاجة إلى تعريف وترويج أكثر في بعض مناطق المجتمع الأردني الذي يفتقر لها، كونها نبتة عضوية وصديقة للطبيعة وللجسم، وتنمو بطريقة "بعلية" بدون حاجة إلى أي نوع من الأسمدة، وهذا يعطيها تميزاً، وحرص عطية من خلال هذا المهرجان على أن يكون حاملاً لاسم الخبيزة، علها تجد ترويجا أكثر في باقي الدول العربية والأوروبية كذلك، من خلال المتطوعين الذين يقومون بمساعدة عطية في مشروعه الوطني الزراعي، وهم مجموعة من المتطوعين من دول أوروبية عدة، تعرفوا على نبتة الخبيزة وقاموا بعمل أصناف عدة من الأطباق الغذائية التي تصلح لكل بيت، وبمجهود قليل وبدون الحاجة إلى الإسراف المالي فيها.
وخلال المهرجان، تواجد المتطوعون برفقة عطية ومن يعملون معه في المزرعة، وفي تنظيم المهرجان، بحيث يتم عرض المنتجات التي قامت فتيات بتحضيرها وتجهيزها للبيع مباشرةً للمستهلكين، وهي أحد أهداف تنظيم المهرجان، وكان من ضمن المنتجات العديد من الأصناف الغذائية التي يتم تحضيرها من نبتة الخبيزة، ومنتجات الألبان، ومنتجات التمور والبلح الذي أصبح يُزرع بكميات وافرة في منطقة وادي الأردن، مثل دبس البلح والتمر، وغيرها.
وأشار عطية إلى أن مؤسسة الوادي تقوم بالعديد من الأنشطة التدريبية التي يقدمها عدد من المختصين في الشركة، تتعلق بأهمية تمكين وتدريب الفتيات والعاطلين عن العمل من الشباب على بعض المهن الزراعية، المنبثقة عن البيئة المحيطة بهم، ومن ضمنها استثمار نبتة الخبيزة الغذائية.
ومن خلال خبرته في مجال الزراعة في الأغوار، يقول عطية إن الأشخاص الحريصين على تغذية أجسادهم بالأغذية العضوية عليهم بالاهتمام أكثر بنتبة الخبيزة والبحث عنها وتناولها بأشكال عدة، حتى يكون لها حضور على المائدة الأردنية بشكل أكبر، كونها موسمية وتنتهي مع بدايات فصل الربيع.
واشتملت فعاليات المهرجان على مجموعة من الفقرات التي تحدث فيها الحضور عن أهمية قيام مثل تلك الفعاليات على أرض الأغوار التي بحاجة إلى دعم وترويج وتسويق زراعي، كما تم تقديم فقرات فنية تراثية، وقام الحضور بجولة على المعروضات، بحضور عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام التي حرضت على تغطية المهرجان الأول من نوعه على مستوى المنطقة، والخاص بنبتة الخبيزة.

اضافة اعلان