مواجهة بريطانية نارية بين إنجلترا وويلز وبايل فتيلها

الانجليزي هاري كاين (يمين) والويلزي غاريث بايل -(أ ف ب)
الانجليزي هاري كاين (يمين) والويلزي غاريث بايل -(أ ف ب)

شانتيي- تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب "بولارت-ديليليس" في لنس الذي يحتضن مواجهة بريطانية نارية بين العملاقة انجلترا وجارتها المتواضعة السجل ويلز وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لكأس اوروبا 2016 المقامة في فرنسا حتى العاشر من تموز (يوليو).اضافة اعلان
وتقام المباراة وسط اجواء مشحونة تماما تسبب بها نجم ريال مدريد الاسباني غاريث بايل الذي اعتبر قبل الفوز التاريخي لويلز على سلوفاكيا (2-1) في اول اختبار لها على الاطلاق في نهائيات البطولة القارية وفي أول مباراة لها في بطولة منذ مشاركتها الاولى والوحيدة في كأس العالم عام 1958، بان بلاده "تتمتع بكبرياء وشغف اكثر" من جارتها العملاقة و"سنظهر ذلك يوم المباراة".
ورأى بايل الذي سجل هدف التقدم لويلز ضد سلوفاكيا، بأن انجلترا تبالغ في تقدير حجمها وقيمتها من دون ان تحقق النتائج "وبالتالي سنذهب الى هناك ونحن مؤمنون انه باستطاعتنا الفوز عليهم".
ورد مدرب انجلترا روي هودجسون على بايل معتبرا أن ما قاله الأخير يعبر عن "قلة احترام"، فيما رأى لاعب الوسط جاك ويلشير أن منتخب بلاده يملك لاعبين وفريقا افضل من ويلز.
ولم يتراجع بايل عن تصريحه السابق بعد الرد الانجليزي عليه وقال في مؤتمر صحافي أول من أمس الثلاثاء انه سعيد لانهم شعروا بالإهانة، مضيفا: "حقا وبصراحة، أنا لا اكترث لما يقولونه. نحن نعرف بأننا فريق جيد ونعرف انه باستطاعتنا الفوز عليهم إذا كنا في يومنا".
ولم تكن المباراة بحاجة إلى هذه الحرب الكلامية والاستفزازات لكي تصنف "حامية" ان كان للسلطات الفرنسية او المنتخب الانجليزي الذي يخوضها وعينه على تعويض تعادله المخيب في الجولة الأولى أمام روسيا (1-1) وهاجس اقصائه من البطولة القارية في حال تكررت اعمال الشغب التي شهدتها مرسيليا قبل وخلال المباراة الأولى ضد الروس.
واضطر قائد المنتخب الانجليزي واين روني والمدرب هودجسون للتوجه إلى الجمهور في تسجيل مصور طالباه فيه بأن يتجنب المشاكل والتحلي بالهدوء.
واشتبك المئات من مثيري الشغب الروس والانجليز في مدينة مرسيليا الساحلية على مدى يومين، ووصلت الامور السبت الى حرب شوارع قبيل مباراة المنتخبين على ستاد "فيلودروم"، ما أدى إلى وقوع عشرات الاصابات.
وطالب الاتحاد الاوروبي "الاتحادين الانجليزي الروسي بدعوة جماهيرهما للتصرف بطريقة مسؤولة ومحترمة"، معربا عن "دعمه للجهود التي تقوم بها السلطات الفرنسية وقوات حفظ النظام لضمان حسن سير وسلامة البطولة في ظل المناخ الحالي (في إشارة إلى التهديد الارهابي)".
وأدت المواجهات الى جرح 35 شخصا بينهم ثلاثة اصابتهم "خطيرة" إلى جانب مشجع انكليزي بين الحياة والموت بعدما ضرب بقضيب من حديد.
وقامت السلطات الفرنسية بحملة اعتقالات طالت 10 مشجعين لكن ليس بينهم روس؛ إذ إن مثيري الشغب من هؤلاء تمكنوا من الافلات من السلطات الفرنسية.
ومثل هؤلاء امام القضاء الاثنين وصدر بحقهم عقوبة السجن باستثناء واحد مع وقف التنفيذ، وهم ستة بريطانيين وثلاثة فرنسيين ونمساوي.
وكانت الشرطة الفرنسية عرضة للانتقادات بعد الأحداث التي حصلت السبت خصوصا من قبل الانجليز.
وتمحورت الانتقادات حول الاختلاف في اسلوب التعامل مع آلاف المشجعين من فريقين منافسين وكيف تتسبب بعض الأخطاء في اشعال الفتيل خصوصا بوجود عناصر استفزازية مثل المشجعين الروس "الالتراز" الجاهزين دائما لافتعال المشاكل.
وينتقل "الخطر" الآن إلى شمال البلاد لأن روسيا لعبت أمس في ليل ضد سلوفاكيا، فيما تلعب انجلترا اليوم الخميس في لنس التي تبعد حوالي 30 كلم عن ليل.
وما يعقد الأمور ان المشجعين الانجليز الذين لا يملكون تذاكر لمباراة الخميس في لنس، تجمعوا في ليل الأربعاء في الوقت الذي يتحضر فيه الروس لمواجهة سلوفاكيا.
وتوقعت المسؤولة المحلية في لنس توافد بين 40 و50 الف مشجع لمباراة انجلترا وويلز، مضيفة: "لقد استخلصنا العبر مما حصل في مرسيليا ويورو ساس (المؤسسة المسؤولة عن الأمن في كأس اوروبا) وافقت على تواجد الشرطة داخل الملعب".
وبالمجمل، يتم حشد 2400 شخص من اجل توفير الأمن في مباراة لنس، بما في ذلك 1200 شرطي ودركي.
كما تم اتخاذ العديد من التدابير الوقائية المتعلقة بالكحول، مع "تعزيز قانون تنظيم استهلاكها" الذي بدأ العمل به الساعة السادسة مساء من أمس الاربعاء وينتهي يوم غد الجمعة في الساعة السادسة مساء أيضا.
وبعيدا عن المخاطر الأمنية وتهديد الاقصاء، حذر لاعب وسط انجلترا وليفربول ادم لالانا من مغبة التركيز فقط على بايل الذي لعب إلى جانبه في ساوثامبتون، قائلا: "لا تريد ان تترك فريقك ضعيفا في مواجهة الهجمات المرتدة بوجود لاعبين مثل غاريث بايل في ظل القوة والنوعية اللتين يتمتع بهما لكننا لا نتحدث هنا عن استعراض رجل واحد".
وواصل: "يملكون العديد من اللاعبين الجيدين. حظيت بشرف اللعب إلى جانب جو الن (في ليفربول) وأعرف حجم الموهبة الذي يتمتع بها. هناك ايضا ارون رامزي (ارسنال)، لاعب اخر يتمتع بموهبة كبيرة. لا يمكننا بالتالي ان نصب كامل تركيزنا على غاريث ثم نتلقى الصفعة من أي لاعب آخر موهوب في صفوفهم".
وقد يبدأ مدرب ويلز كريس كولمان اللقاء باشراك هال روبسون-كانو أساسيا بعد ان دخل كاحتياطي في الشوط الثاني وسجل هدف الفوز لبلاده ضد سلوفاكيا في الدقيقة 81، فيما يواجه رحيم ستيرلينغ خطر استبعاده عن التشكيلة الاساسية لانجلترا بعد ادائه المخيب ضد روسيا ما سيفتح الباب امام دانييل ستاريدج او جايمي فاردي لبدء المباراة الـ102 بين الجارين.
وتتفوق انجلترا بشكل كبير على ويلز في المواجهات المباشرة اذ تغلبت عليها 66 مرة ولم تخسر سوى 14 مباراة، آخرها يعود إلى الثاني من أيار (مايو) 1984 بنتيجة 1-0 بفضل هدف سجله مارك هيوز في أول مباراة دولية له.
والتقى الطرفان مرتين سابقا على الصعيد المسابقات الرسمية، وفازت انجلترا 2-0 و1-0 في تصفيات مونديال 2006 و2-0 و1-0 ايضا في تصفيات كأس اوروبا 2012.-(أ ف ب)