موجة مسلمة في الولايات المتحدة؟

إلهان عمر، الأميركية-الصومالية التي فازت بعضوية مجلس النواب الأميركي مؤخراً - (أرشيفية)
إلهان عمر، الأميركية-الصومالية التي فازت بعضوية مجلس النواب الأميركي مؤخراً - (أرشيفية)

دومينيكا غانم – (كاونتربنتش) 9/11/2018

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

كان انتخاب إلهان عمر ورشيدة طليب لعضوية الكونغرس الأميركي بمثابة رفض مباشر وصريح للسياسات الداخلية والخارجية التي تنتهجها دولة معادية للمهاجرين واللاجئين القادمين من عدد من البلدان، بما فيها الصومال، والتي لطالما مولت احتلال إسرائيل وتدميرها لفلسطين.اضافة اعلان
*   *   *
مع حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وترقية الجلادة، جينا هاسبيل، إلى منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والارتفاعات الملحوظة في جرائم الكراهية، كان هذا عاما قاسيا بالنسبة لنا نحن المسلمين في الولايات المتحدة.
لذلك، جعلني سماع عبارة "السلام عليكم" عندما اعتلت إلهان عمر المسرح الوطني في ليلة الانتخاب لتقبل فوزها كنائبة عن الدائرة الخامسة في مينيسوتا، جعلني أشعر وكأنني أستطيع أن أتنفس أخيراً.
بفوزها الذي جعلها أول مواطن أميركي من أصل صومالي يتم انتخابه للكونغرس، انضمت عمر إلى رشيدة طليب، ابنة اللاجئين الفلسطينيين، لتكونا أول امرأتين مسلمتين يتم انتخابها لعضوية الكونغرس الأميركي على الإطلاق.
كان انتخاب هاتين المرأتين للكونغرس بمثابة رفض مباشر وصريح للسياسات الداخلية والخارجية التي تنتهجها دولة معادية للمهاجرين واللاجئين القادمين من عدد من البلدان، بما فيها الصومال، والتي لطالما مولت احتلال إسرائيل وتدميرها لفلسطين.
ولكن، على الرغم من أن مينيسوتا تشكل موطناً لأكبر عدد من السكان الصوماليين في البلاد، وأن ولاية متشيغان التي فازت فيها طليب تضم عدداً كبيراً من الأميركيين العرب والمسلمين، فإن هذه "الموجة الإسلامية" كانت أكثر من مجرد مسألة دين أو عرق.
تسابقت عمر وطليب على أساس برامج تقدمية بوضوح، منضمتين بذلك إلى التقدميين الناجحين الآخرين مثل ألكسندريا أوكاسيو كورتيز في نيويورك، وجيسوس "تشوي" غارسيا في إلينوي، وفيرونيكا إسكوبار في تكساس، وشاريتس دافيدز - أول ممثلة مثلية صريحة للسكان الأصليين، والتي اختطفت مقعداً أحمر في كانساس.
كما انضم إليهما أيضاً المزيد من النواب التقدميين المحليين، مثل ماري مانوجيان -26 عاماً- التي قلبت حولت ولاية ميشيغان الجمهوري إلى اللون الديمقراطي الأزرق، والمهاجر السوداني مو سيف الدين، الذي انضم إلى مجلس مدينة الإسكندرية، فيرجينيا. كما تمتعتا كلاهما باعتراف ودعم منظمة "إيميج باك"، التي تطلق على نفسها اسم "بيت السياسة للمسلمين الأميركيين".
لقد تسابق هؤلاء المرشحون التقدميون على أساس برنامج الرعاية الصحية للجميع، وحملوا قضايا نظامنا للرعاية الاجتماعية، وحماية حياة السود، وعكس وجهة كارثتنا المناخية. والكثيرون منهم لم يكونوا خائفين من التحدث علناً ضد السياسات الخارجية الأميركية التي تتسبب بأزمات اللاجئين، والسياسات المحلية التي تعاقب الأشخاص اليائسين الذين يهربون منها.
لقد ازدهرت الموجة المسلمة التقدمية، مع تعاظم عدد المسلمين الذين تنافسوا على المناصب منذ الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، حتى بينما يواجهون واحدة من أكثر الانتخابات إصابة بعدوى كراهية الإسلام في عصرنا.
وأوضح تقرير لمؤسسة "المحامون المسلمون" بعنوان "عن الكراهية" كيف أنه على الرغم من أن السياسيين المناهضين للمسلمين كانوا يتربصون على الخطوط الجانبية لعقود من الزمن، فإن "رئاسة ترامب شجعت موجة جديدة من منظري المؤامرة المناهضين للمسلمين على الترشح للمناصب على الصعيد الوطني وعلى جميع مستويات الحكومة".
وقد هاجمت جماعات الكراهية المعادية للمسلمين كلاً من عمر وطليب واتهتمتهما –زيفاً- بأنهما معاديتان للسامية ومؤيدتان للإرهاب. وعمدت مجموعات تدعم ديف برات، المرشح الجمهوري من ولاية فرجينيا، إلى مهاجمة منافسه على أساس عمله كمعلم بديل في مدرسة إسلامية، واصفة المدسة بأنها "ثانوية الإرهاب". وقدم مرشح لمنصب حاكم كنساس، كريس كوباتشباريد اقتراحاً إلى الرئيس ترامب لاستجواب "المهاجرين الخطرين للغاية بسبب دعمهم لقانون الشريعة." وتسابق جو كوفمان، رئيس مجموعة "أميركيون ضد الكراهية" المناهضة للمسلمين، في الدائرة 23 في ولاية فلوريدا.
لكن ما تعلّمه العديد من هؤلاء المرشحين منذ ذلك الحين هو أن تشويه سمعة المسلمين ليس استراتيجية حملة ناجحة. وقد خسروا جميعاً أمام الديمقراطيين، مع خسارة سباق برات مقعد فرجينيا في الكونغرس لصالح اللون الأزرق.
وحتى بعض المعادين للإسلام الذين تمكنوا من الفوز، مثل النائبين ستيف كينج ودنكان هنتر، ربحوا بهوامش أصغر، فيما يعود في جزء منه إلى أن الناخبين ضاقوا بخطاب التفوقيين البيض المناهض للمسلمين الذي استخدموه.
كل ما يخبرني به ذلك عن الناخبين الأميركيين هو أنهم يهتمون بقضايا مثل رفع الحد الأدنى للأجور، وتوسيع الرعاية الطبية، وتمويل التعليم، في نفس الوقت الذي يرفضون فيه الهجوم العنصري على المسلمين والمهاجرين.
ولدي شعور بأن هذا مجرد قطرة في فيض من موجة إسلامية نسوية تقدمية وشابة، قادمة على الطريق.

*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Muslim Wave?