"مورجيلونز": مرض غامض ذو منشأ نفسي

من أعراض مرض "مورجيلونز" الحكة الشديدة الناجمة عن الطفح الجلدي أو التقرحات الجلدية -(أرشيفية)
من أعراض مرض "مورجيلونز" الحكة الشديدة الناجمة عن الطفح الجلدي أو التقرحات الجلدية -(أرشيفية)

عمان- في أول دراسة وزارية حول مرض مورجيلونز "Morgellons disease" ظهر أن هذا المرض يبدو أنه غير ناتج عن أي شيء متعلق بالبيئة، وإنما هو مرض نفسي يجب أن يعالج بنفس الأدوية والرعاية النفسية التي يحصل عليها مصابو الوهم.اضافة اعلان
هذا ما ذكره موقع www.sfgate.com الذي عرّف هذا المرض مع موقع www.mayoclinic.com بأنه مرض يؤدي إلى الإصابة بتقرحات تشوهية مؤلمة على الجلد، بالإضافة إلى الشعور بأن هناك حشرات تمشي على كافة أنحاء الجسم، فضلا عن رؤية ألياف ملونة مشابهة للخيوط أو مواد سوداء أخرى مشابهة للألياف تبرز من خلال الجلد أو تظهر تحته.
ويذكر أن أعراض هذا المرض تتضمن أيضا ما يلي:
- الحكة الشديدة الناجمة عن الطفح الجلدي أو التقرحات الجلدية.
- ألم المفاصل.
- فقدان البصر.
- الإرهاق الشديد.
- عدم القدرة على التركيز وفقدان الذاكرة قصيرة الأمد.
- التغيرات السلوكية.
ويشار إلى أن هذا المرض يتشابه في بعض سماته مع أمراض أخرى، من ضمنها مرض لايم وأمراض الكبد والكلى، وذلك فضلا عن الفصام والإدمان ووهم الطفيليات، وهو مرض نفسي يجعل المصاب به يؤمن بأن هناك طفيليات تغزوه، وذلك على الرغم من عدم وجودها في الحقيقة.
أما فيما يتعلق بالدراسة الحديثة، فقد ذكر الدكتور مارك إيبيرهارد من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنه كان هناك العديد من الاحتمالات المتعلقة بما يسبب هذا المرض، أما الآن، فقد تمت إزالة العديد منها، وهذه تعتبر خطوة كبيرة للأمام.
وركزت الدراسة المذكورة على مصابين من منطقة بيه إيريا، والتي سجلت بها العديد من الحالات خلال الأعوام الماضية، حيث اشتكى العديد من الأشخاص من نفس أعراض المرض المذكور، والتي عرفت بأنها غريبة أو مخيفة. فضلا عن هذه الأعراض، فقد كان هناك شعور متزايد بين هؤلاء المصابين بالغضب والإحباط، وذلك كون الأطباء لم يكونوا آخذين ما يعانون منه على محمل الجد.
ومن جهة أخرى، فقد ذكر الدكتور رافاييل سترايكر، وهو اختصاصي في مرض لايم ومن يعالج غالبية مصابي مرض مورجيلونز في منطقة بيه إيريا، أن مصابي هذا المرض يبدون بالفعل وكأنهم يتوهمون، وكيف لا يصاب الشخص ببعض الاضطراب النفسي عندما يرى خيوطا تخرج من جلده؟ ولكنه أعرب عن اقتناعه بأن هذا المرض ليس نفسيا، كما وقام بأبحاث خاصة به لمحاولة إيجاد السبب وراء هذا المرض أو على الأقل لإيجاد تفسير للخيوط الغريبة التي شاهدها تنمو من جلود المصابين أو تحتها.
ومدح الدكتور سترايكر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على قيامها بهذه الدراسة لمحاولة الإحاطة بهذا المرض. وأضاف أن نتائجها تشير، وبوضوح، إلى ضرورة القيام بالمزيد من الأبحاث المتعلقة بهذا المرض كونه ما يزال غير مفهوم بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي قامت بها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أجريت عبر تفحص التقارير الطبية لأعضاء خطة صحية خاصة بشمال كاليفورنيا، وذلك للبحث عن أشخاص مصابين بأعراض ترتبط بالمرض المذكور.
وظهر من خلال ذلك أن هناك 115 مصابا معظمهم من النساء من الجنس القوقازي اللواتي في منتصف العمر. كما وظهر أن معدل الإصابات كان 4 بين كل مائة ألف، ما يدل على أن هذا المرض نادر جدا.
ويذكر أن أكثر من ثلثي هؤلاء المرضى سجلوا إصابتهم بالإرهاق المزمن، وكان لدى نحو 60 % منهم مشاكل معرفية معظمها يرتبط بالذاكرة والتركيز.
واشتكى جميع المصابين من بروز مواد مشابهة للخيوط من جلودهم لمرة واحدة على الأقل، ومعظمهم عرفها بأنها خيوط ليفية، بينما عرفها قليلون بأنها ديدان. ولكن بعد تفحص عينات من هذه الخيوط، تبين أنها على الأرجح خيوط من أقمشة الملابس، ولكنها التصقت بالجلد.
وعلق الدكتور إيبيرهارد بأنه لا شك بأن هذا المرض يرتبط بالعديد من المشكلات التي تؤثر بشكل سلبي على حياة المصابين، إلا أنه من الممكن أن تتم السيطرة على العديد من هذه المشكلات في الوقت الحاضر.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]