"موسيقى البلد".. ملتقى فني يجمع هواة وناشئين ومحترفين عربا وعالميين

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- تحت مظلة مهرجان "موسيقى البلد" يجتمع هواة ومحبو الموسيقى العربية والعالمية منذ أعوام مضت، إذ تنطلق فعاليات هذا العام في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وسط أجواء حماسية وفي الهواء الطلق، والذي يستمر لغاية التاسع والعشرين الحالي. اضافة اعلان
وبحضور نخبة مختارة من الموسيقيين والفرق العالمية، يقدم موسيقى البلد فعالياته على مسرح المدرج الروماني، ومسرح الأوديون، بهدف إيجاد مساحة فنية لتظاهرة يطمح القائمون عليها، لأن تكون بصمة فنية في صيف الأردن، الذي يزدان بالمهرجانات والفعاليات الفنية المتعددة على اختلاف مواضيعها، ومنها "موسيقى البلد"، الذي يُنظم كل عامين من مسرح البلد.
وأعلن مسرح البلد أن المهرجان سيقدم لهذا العام مجموعة متميزة من العروض الفنية المحترفة والناشئة المحلية والعربية والعالمية، كما وسيطلق برنامجا مخصصا للقاءات فنية على هامش المهرجان، وسيتضمن ورش عمل ولقاءات فنية، حيث يحفل بالأنشطة المتنوعة والفرق العالمية، ويقدم مساحة للموسيقيين والفرق الموسيقية العربية الناشئة والمحترفة على حد سواء في ملتقى موسيقي يحتفي بالجديد والتجريب.
يسعى المهرجان إلى توفير مساحة حرة للموسيقيين المتميزين والواعدين لتقديم أعمالهم الفنية، ومنها فرقة "المربع" الأردنية التي أُنشئت في العام 2009، وأصدرت أول ألبوماتها بعنوان "المربع" في يوليو 2012، وفي العام 2016 الالبوم الثاني بعنوان "طرف الخيط"، لتؤكد بها مكانتها كفرقة ذات شعبية كبيرة في المنطقة.
وتتميز أغاني "المربع" بالحس الجمالي للكلمات التي تهتم بالشعرية والمسؤولية الاجتماعية في آن واحد، وتأتي الموسيقى على نمط ما بعد الروك مع صخب مقاطع الجيتار وأناقة الإيقاع، وتكتمل المساحة الصوتية للفرقة بنغماتها العربية ذات الطابع العالمي، وتغلف كل تلك الأصوات المختلفة طبقات رقيقة من النغمات الإلكترونية، لتخلق إحساسا يمزج بين العذوبة والألم ويجسد بشكل مكثف الحقائق الموروثة لهذا الجيل.
قامت الفرقة مؤخرا بالعديد من الجولات في مدن أوروبية مختلفة مثل: لندن، برلين، روتردام، بروكسل واسطنبول، كما شاركت بالعديد من المهرجانات العالمية كمهرجان "فيوجن 2018" الذي يحصل في ألمانيا سنويا.
شهدت الرحلة الفنية للفرقة تغييرا في الأعضاء على مر السنين مما حولها إلى مشروع جماعي للموسيقيين والمنتجين يقودهم مؤسس الفرقة ومؤلف الأغاني المغني محمد عبدالله.
المغني أحمد جميل غولي المعروف أيضا باسم DJAM، وهو مغن وكاتب وملحن موسيقي جزائري حديث، مقيم في فرنسا، من ضمن المشاركين في المهرجان، وبدأ مغنيا منذ سن الرابعة عشرة، وهو الآن في العقد الرابع من عمره، وتتمتع أغانيه بالحس العاطفي من الموسيقى الحضرية الجزائرية، وهو الذي تأثر بوالدته في معظم أعماله الفنية، التي شجعته للدخول إلى جامعة متخصصة في الموسيقى العربية الأندلسية الكلاسيكية.
الكاريزما والعرض السخي لغولي، ساهم في الترويج له بشكل كبير بين الجماهير، وسجل أول ألبوم لـ Djmawi Africa بعنوان "ماما" في العام 2007 في قناة 93 في ضاحية باريس، والذي ظل الألبوم في المركز الأول من حيث المبيعات في الجزائر لمدة عامين، وبعقل مليء بالأحلام، يستكشف جميل عوالم الموسيقى المختلفة، إذ انه يحب الأصوات الأفريقية التي يستهلكها بحماس شديد. يتوج هذا المزيج بإصدار ألبوم Djmawi Africa الثاني في العام 2013 بعنوان "Avancez l’arrière" من كتابته والحانه.
فرقة " Ayloul " أو أيلول، التي رأت النور في العام 2013 من قبل مجموعة من الطلاب من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (JUST)، هي من الفرق المشاركة في مهرجان موسيقى البلد، وأطلق عليها هذا الاسم كونها انطلقت في أيلول من ذات العام في حفل موسيقي أقيم في "الأردن الوطني" معرض الفنون الجميلة بارك، ومن هنا إنطلقت الفرقة من خلال بناء قاعدة صلبة من المعجبين والأداء في العديد من الأماكن الموسيقية والمهرجانات الإقليمية.
وتوصف أيلول على أنها "موسيقى بجذور عربية سينمائية متقاطعة مع الموسيقى الشرقية التي تجمع بين موسيقى الروك المستقلة والقوة العاطفية والدرامية في الشرق"، وتهدف الفرقة إلى وضع نفسها كأحد المراجع في المشهد الموسيقي العربي البديل.
ويشارك الفلسطيني فرج سليمان الملحن وعازف البيانو، في أمسيات المهرجان، والذي تتميز موسيقاه بقوة الألحان والإيقاعات العربية الشرقية، وهو أحد أكثر الملحنين الجدد في العالم العربي، ويدمج تلك المقاييس والمقامات في الحانه، عدا عن أنها مستوحاة من ثقافته العربية مع تأثره أيضا بتقاليد التانغو والجاز، ويقوم بالبحث دوما عن مدارك موسيقية جديدة لتساوي بين مستمعيه الشرقيين والغربيين، وله مؤلفات عدة البومات التي اخذت مكانة في البيانو "الغربي".
مشروع "غائم جزئي" باستضافه المهرجان كذلك، وهو حالة موسيقية يحتوي على عمل سمعي بصري يهدف إلى استفزاز نوع جديد من التجربة الموسيقية التي تستحضر ليس فقط حاسة السمع بل أيضا البصر، الأمر الذي يجعل المشارك جزءا لا يتجزأ من التجربة الموسيقية الشخصية، وصوت غائم جزئي له طابع مميز وفريد من نوعه، حيث يجمع عناصر من الفضاء والأصول البدوية، باستخدامه للمقامات العربية والشرقية ودمجها بالموسيقى الإلكترونية التجريبية.
وتشارك كذلك التونسية البلجيكية غالية بن علي في العروض الفنية، وبدأت حياتها الفنية العام 1992 كمغنية وكاتبة وملحنة وراقصة وفنانة بصرية ورسامة ومصممة وممثلة، وتمزج أنواعا مختلفة من الموسيقى لربط الثقافات المختلفة. بالإضافة إلى مشاركة الإيراني كيا تاباسيان، من خلال فرقته "القسطنطينية"، ويسلط هذا العرض الضوء على الموسيقيين من كندا، الأردن، تونس، وبلجيكا.
"H.O.H" هو مشروع تعاوني بين ثلاثة من أشهر قادة الفرق المستقلة في مصر تضم الموسيقيين هاني عادل (وسط البلد) وأوسو لطفي (نغم مصري) وهاني الدقاق (مسار إجباري)، وفيه يقدمون أغاني بعضهم البعض، ولكن بأشكال وترتيبات موسيقية جديدة، وأصبح المشروع واحدا من أكثر الفرق الشعبية المطلوبة في مصر.
مهرجان موسيقى البلد سيتيح الفرصة للفنانين والمهتمين بلقاء نخبة من مدراء المهرجانات العربية والدولية والمبرمجين، وسيكون فرصة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب الفنية، كما سيتم تقديم تسهيلات لذوي الإعاقة المهتمين بالمشهد الثقافي والموسيقي، وسيقوم متطوعون بترجمة العروض بلغة الصم والبكم لمعظم الحفلات.