موقف صعب

كل الطرق مغلقة أمام المنتخب الوطني لكرة القدم في سبيل تأمين مباراة ودية واحدة على الاقل، قبل مواجهتي بنغلادش واستراليا في عمان وسيدني يومي الخميس والثلاثاء 24 و29 آذار (مارس) الحالي، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا 2019 في الامارات، وعلى حد قول المطرب عبدالحليم حافظ في اغنية قارئة الفنجان "طريقك مسدود مسدود مسدود".اضافة اعلان
هاتان المباراتان ستحددان فيما اذا كان "النشامى" سينتقل مباشرة إلى النهائيات الآسيوية والمرحلة التالية من تصفيات المونديال، ام أنه سيغادر تصفيات المونديال مبكرا ويخوض تصفيات جديدة لبلوغ نهائيات الإمارات؟.
المدرب الوطني عبدالله أبو زمع تسلم المهمة بشكل رسمي و"مؤقت" بدلا من المدير الفني السابق بول بوت، الذي قاد آخر مباراة يوم 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وفيها خسر "النشامى" أمام المضيف قيرغيزستان بهدف، ليدخل بذلك "عنق الزجاجة" ويحشر نفسه في زاوية ضيقة ويدخل في حسابات دقيقة وصعبة، ومنذ ذلك الحين لم يلعب المنتخب الوطني سوى مباراة ودية واحدة يوم 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، تغلب فيها على المضيف المصري بهدف.
الجميع يترقب إعلان التشكيلة الجديدة لـ"النشامى" التي ستخوض التدريبات، بعد أن يخوض فريقا الفيصلي والوحدات يوم غد مباراة لكل منهما ضمن بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
الاعتذارات عن عدم ملاقاة "النشامى" توالت من الشقيق والصديق، والضيوف البنغال رفضوا تغيير موعد المباراة مع المنتخب وتقريبها بضعة أيام، حتى يتمكن المنتخب من السفر إلى استراليا بظروف مثالية، لكن يبدو أن الظروف القاهرة توالت تلو بعضها، بحيث سيسابق "النشامى" الزمن للوصول إلى استراليا في وقت يكاد يكون مناسبا بعد رحلة طويلة من السفر والمشقة.
أبو زمع اختار نحو 40 لاعبا حتى يتم اصدار "فيزا" لهم من قبل السفارة الاسترالية، تحسبا من غياب محتمل للاعب أو أكثر لسبب ما، ومن البديهي أن نصف هذا العدد لن يذهب الى استراليا فعليا، ومع ذلك تعرض المدرب للطعن في نزاهته كمدرب وطني محسوب على ناد، قبل أن يتم الاختيار النهائي للاسماء التي ستغادر الى بلاد الكنغر.
يجب الانتباه الى حساسية المرحلة المقبلة، والتأكيد على شجاعة المدرب الذي قبل بالمهمة و"ظهره مكشوف"، فلا مباريات استعدادية كما كان يحدث سابقا، ولا معسكرات تدريبية هنا وهناك توفرت حتى اللحظة، ولا فترة كافية تفصل بين مباراتين واحدة تقام على ملعبنا واخرى في "آخر الدنيا"، كما لا بد من التأكيد على أن المهمة صعبة لكنها ليست بالمستحيلة، وقد تكفي نقطة من استراليا الى جانب كامل نقاط بنغلادش حتى يتم اكمال مشوار تصفيات المونديال، فقد فقدنا خمس نقاط أمام قيرغيزستان شكلت صدمة قوية، لأننا فرطنا بالسهل ونبحث اليوم عن الصعب.