موقف معتاد من الإسرائيليين

قرار اتحاد غرب آسيا لكرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد - نائب رئيس "فيفا"، بالإصرار على إقامة بطولة غرب آسيا للناشئين في فلسطين، شكل رسالة واضحة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن المعيقات التي تضعها تلك السلطات البغيضة في وجه الرياضة الفلسطينية عموما وكرة القدم خصوصا، لن تثني الاتحاد عن نهجه في دعم الكرة الفلسطينية.اضافة اعلان
قبل فترة لا تتجاوز الشهرين حضر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر إلى الأردن، وذهب برفقة سمو الأمير علي بن الحسين إلى فلسطين، لافتتاح بعض المشاريع الرياضية وتلمس هموم الشباب والرياضيين الفلسطينيين، واستمع من رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، حول المعاناة التي يعيشها الرياضيون الفلسطينيون وحجم العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، وتوجه بلاتر بعد ذلك وحده إلى الإسرائيليين وحصل منهم على وعود غير صادقة بتذليل تلك الصعوبات.
ثلاثة منتخبات عربية - آسيوية هي الأردن والعراق والإمارات، مكثت عدة أيام تنتظر وصول تصاريح الدخول إلى فلسطين الحبيبة، لإقامة بطولة غرب آسيا للشباب مواليد العام 1998، أي أن عمر اللاعب لا يتجاوز 15 عاما، لكن الإسرائيليين لم يصدروا تلك التصاريح، حتى يحرموا الرياضيين العرب من الالتقاء بأشقائهم في فلسطين، ولكي يتمادوا في طغيانهم وحصارهم غير الإنساني.
اليوم يجب أن يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الآسيوي موقفا مهما من الاتحاد الصهيوني لكرة القدم، لأن المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو، ما يزالون يمارسون الكذب على العالم ويتنصلون من وعودهم، وهذا تاريخيا من طبعهم فأي عهد أو ميثاق حافظوا عليه؟
يحسب لاتحاد غرب آسيا هذا الموقف الشجاع، والمطلوب من الاتحادات العربية والآسيوية أن تفعّل اتصالاتها مع مختلف الاتحادات لفضح الإجراءات الإسرائيلية العدوانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ولعل أبلغ رد على تلك المحاولات الإسرائيلية المستمرة، هو التمسك أكثر فأكثر بالمواقف المساندة للأشقاء الفلسطينيين، ومشاركتهم في كل التظاهرات الرياضية التي ينظمونها أو يستضيفونها.
أعتقد أن السيد جوزيف بلاتر رئيس "فيفا" والسيد ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، معنيان بإيصال رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أن عقوبات ستطال الكرة الإسرائيلية إذا ما بقيت العراقيل مستمرة أمام الرياضيين الفلسطينيين.
ما يبعث على الضحك والبكاء في آن واحد، أن الإسرائيليين يواصلون اتخاذ مثل هذه الإجراءات التعسفية، وفي ذات الوقت يستعدون لـ"ماراثون" المفاوضات مع الفلسطينيين، ويتشدقون برغبتهم في السلام والحوار.