مولد زعيم

يديعوت أحرونوت

بن درور يميني

ترسم التقارير من "الشارع الفلسطيني" صورة بشعة. أطفال صغار وشابات جميلات جعلوا رمز الأصابع الثلاثة العلم الجديد. هنا وهناك توجد أيضا أصوات ضد الاختطاف، ولكنها تضيع في جملة أصوات التأييد. الشارع الفلسطيني وكم هو حزين، بحث عن الفخار، وحماس وفرت البضاعة. في اليوم الذي تحظى فيه حماس بالسيطرة، فان قسما من اولئك الذين رفعوا الاصابع الثلاثة سيصبحون ضحايا نظام الرعب. ولكن ماذا يهم هذا، المهم انه يمكن التلويح بالشعار. اضافة اعلان
الزعامة الفلسطينية، بشكل عام، تنجر وراء مزاج الشارع الاكثر تطرفا. هذا لا يعني أنه لا توجد اصوات أخرى. ولكن الشارع، على عادته يطلق اصواتا لاذعة. هذا يحصل في الجانب الإسرائيلي أيضا. توجد أمزجة خطيرة، ولكن في الطرف الإسرائيلي كان في ساعة الحسم زعماء مثل بن غوريون عرفوا كيف يقولون انه "ليس مهما ما يريد الشعب بل ما يحتاج الشعب".
وعلى هذه الخلفية بالذات ينبغي لكل انسان نزيه ان ينزل القبعة أمام ابو مازن. فقد وقف في أحد المحافل الأكثر عداء لإسرائيل- مؤتمر الدول الاسلامية وقال هناك أقوالا تندد بالارهاب والاختطاف بطريقة لم يتحدث فيها زعيم فلسطيني في الماضي. من جهة وقفت المستبشرة بالارهاب، حنين الزعبي، ومن جهة أخرى وقف الزعيم الفلسطيني الاعلى، الذي وصف الارهاب مثلما ينبغي لكل انسان، مسلما وغير مسلم، ان يصفه. دون تفهم، دون تبرير ودون غفران.
كل ما يفعله الجيش الإسرائيلي ضد الارهاب هو أكثر من مبرر. من لا يصفي البنى التحتية لحماس الان، سيتلقى الجهاد بفائدة مضاعفة في وقت لاحق. الجيش العراقي بمئات الاف جنوده لم ينجح في الحاق الهزيمة بمجموعة متزمتة من آلاف قليلة لاقت الدعم من السكان السنة. شيء بمستوى أصغر حصل في 2007 في قطاع غزة. فرع الجهاد، حماس، نجح في الحاق الهزيمة بمجموعة منظمة ومزودة أكثر بكثير تابعة لفتح والسلطة الفلسطينية. من شأن هذا ان يحصل مرة أخرى.
أبو مازن يفهم هذا. هو ليس عميلنا. وهو ليس مبعوث الاعلام الإسرائيلي. بل العكس. ولكنه في خطاب واحد جعل نفسه زعيما. فهو لم يستسلم للشارع، لم يتوجه إلى الاتجاه الذي كان سيجعله ينال الهتافات العالية بل انه لم يتوجه نحو الاتجاه الذي تبلور لدى قسم من الصحفيين الإسرائيليين: لم يجد من الصواب ان يشرح وأن يبرر وأن يروي عن بؤر الخاطفين. سار في اتجاه الاصعب والأكثر جرأة وأوضح أن الخاطفين هم مصيبة الشعب الفلسطيني.
يمكن لنا أن ننزل بواحدة وألف لائمة، وبشكل عام مبررة، على السلطة الفلسطينية ورئيسها. فأبو مازن يواصل تمويل المعتقلين في السجون، وهكذا يشجع الارهاب. وتحت رعايته يستمر التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية. وهو لم يبدِ مرونة في المفاوضات ورفض اقتراحات جون كيري، مثلما رفض اقتراحات ايهود اولمرت في الماضي.
ورغم ذلك، في السنوات الأخيرة أثبت بأنه ليس دمية. وهو لم يتحدث فقط ضد العنف بل وعمل ضده. وهكذا مع كل التبرير للصراع ضد حماس، يجب مد اليد لأبو مازن. فقد نجح في اختبار لا يوجد الكثير من الزعماء الذين ينجحون فيه: فهو لم يقل أقوال نفاق بالانجليزية واقوال تحريض بالعربية. قال بالعربية اقوالا واضحة وشجاعة.
للفلسطينيين يوجد زعيم. لإسرائيل يوجد شريك. وعندما يهدأ غبار الاختطاف، يجب تعزيزه.