ناد في الذاكرة

منذ سنوات عديدة وأنا أتابع نشرة النادي الأرثوذكسي التي يصدرها النادي العريق شهريا، حيث تصلني هذه النشرة بصفتي عضوا في النادي منذ العام 1974 وحتى الآن.اضافة اعلان
النشرة مثالية لأنها مستقرة مستمرة بدون توقف، يستطيع من يتصفحها أن يتابع كل أخبار النادي ونشاطاته الرياضية والثقافية والاجتماعية، وتحتوي مواضيع ومحاضرات وندوات مفيدة في الأدب والسياسة والاقتصاد والحياة، يسهم فيها عدد من كبار الأدباء والمثقفين والسياسيين، ويتاح فيها لأعضاء النادي ومجلس إدارته المشاركة الفاعلة التي تبني العلاقات العميقة بين كل المنتسبين للنادي، ولذلك يرى كثيرون أنها وثيقة يعتز كل الأعضاء بها لأنها توثق وتؤرخ لحياة النادي ومسيرته ولها قيمة معنوية لدى الجميع.
ورغم ما طرأ على وسائل الإعلام من تقدم وتنوع في التكنولوجيا خاصة الوافد الجديد الممثل بالإعلام الحديث "الإنترنت"، وما صاحبه من أجهزة ومعدات وموبايلات ذكية، فإنها تحتفظ بعبق وعراقة الصحافة الورقية، خاصة وأنها تصل كل الأعضاء أينما كانوا.
النادي الأرثوذكسي الذي كان مع النادي الأهلي ونادي الهومنتمن من أهم دعامات وحماة ومطوري لعبة كرة السلة بالأردن لسنوات طويلة عديدة.
في النادي تزدهر الألعاب الرياضية وفي طليعتها السباحة والتنس الأرضي وكرة الطاولة والقدم والاسكواش وبناء الأجسام، وفيه اهتمام كبير بالمرأة والطفل والرجل بل لنقل بالعائلة بأكملها، فهو ناد أسري مُشرف يقدم خدمات متميزة لأعضائه وللمجتمع.
إن المجتمع يحتاج إلى مثل هذه الأندية التي تسهم في بناء الأجيال بناء تربويا واجتماعيا سليما بعيدا عن كل الآفات والمشاكل التي تؤذي الجيل الصاعد وحياتنا المعاصرة بدون مبالغة (مغالاة) في المقابل المادي، مقابل الخدمات التي يقدمها نظرا للظروف المالية الصعبة التي يمر بها الإنسان الأردني الذي يحتاج هو وأسرته لمثل هذه الأندية التي تقدر ظروفه.
أعجبني في النشرة الشعار الذي يتصدر الصفحة الأولى ويقول:
"نحن مهما اختلف الدين بنا والسنن.. إخوة يجمعنا في الله هذا الوطن"، وقد ذكرني هذا البيت من الشعر بالبيتين التاليين للشاعر فخر البارودي الذي تربى جيلنا عليهما وما زالا في كياننا ومهوى أفئدتنا:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان..    ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.. فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا.. لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان.