ناشرون ينتظرون قفزة بالمبيعات في الأيام الأخيرة لمعرض الرياض

الرياض- أكد عدد من الناشرين من دور عرض مختلفة أنَّ المساحة المتاحة حاليا لمعرض الرياض الدولي للكتاب لا تتواكب مع السمعة التي يتمتع بها ولا مع حجم الإقبال المتوقع.

اضافة اعلان

وأعرب آخرون عن استيائهم من ضيق المساحات التي أعطيت لهم، وأنها لم تتجاوز 7 أو 8 أمتار، في حين كانت توقعاتهم تتجاوز إلى جناح واسع، بدلا من أركان صغيرة لم تستوعب عرض مجمل العناوين التي يراد إبرازها بصورة واضحة.

فيما أبدى بعض الناشرين سعادتهم من تخطي فترة منتصف زمن المعرض واعتبرها أحدهم (إغماءة للأسعار) متوقعة، واتفق مع البقية في التعويل على آخر يومين في المعرض في القفز بالأسعار إلى سقف ممتاز، خصوصا أن الزائرين يعتقدون أن العارضين والناشرين يقومون بعمل تصفية وتخفيضات كبيرة في الأسعار، كلما اقترب المعرض من نهايته وتصل بعضها إلى 35 %.

من جهته أكد خالد المعالي مدير دار الجمل للنشر رضاه التام عن المعرض حتى الآن ووصفه "بالأفضل عربيا"، مشيراً إلى أن الإقبال فوق المتوقع وخصوصا أنه في معرض هذا العام كانت البداية أفضل على عكس السائد عادة.

وأشار إلى أن "أن الكتب الأكثر مبيعا هي رواية عبده خال (إنها ترمي بشرر) الفائزة بجائزة البوكر العربية الأخيرة، حيث نفدت بشكل كامل، وجاء بعدها كتاب (حصون التخلف) لإبراهيم البليهي، ثم عمل الكاتبة الإيرانية آذر نبيسي (أن تقرأ لوليتا في طهران)، وبعدها كتب الفيلسوف الألماني فريدرك نيتشه .

من جهته، أكد وفيق وهبي من مركز "المسبار" وهو مركز مستقل متخصص في دراسة الحركات الإسلامية والظاهرة الثقافية عموما، أكد المشاركة الفاعلة من خلال الحضور بعدد من أهم المؤلفات وأبرزها 15 مؤلفا عن الحركات الإسلامية، وهي كما يرى " تغطي مكانا شاغرا في المكتبة العربية من حيث التخصص.

وأكد وهبي أنَّ "الدار لا تبحثُ عن الربحية في الوقت الحالي بقدر ماهي بحاجة للتعريف عن تغطية مجال مهم، مع الالتزام الكامل بالمهنية من حيث توفر المعلومة الدقيقة والمصداقية وترك الرأي للقارئ دون أية املاءات.

من جانبه يقول يقول جهاد رستم (دار العودة) أنَّ "معظم الدور تعوِّلُ على الأيام الأخيرة في تعويض الخسائر إن حدثت، "بالرغم أن الوضع مطمئن في نظره للجميع وأنَّ الأرباح" على ما يرام ويتوقع لها الارتفاع في آخر يومين، بينما تمرُّ الآنَ بإغماءة ولكن ليس للجميع بالطبع".

ويرى رستم "أن دواوينا شعرية كدواوين حافظ إبراهيم وشوقي والسياب ومحمود درويش ودنقل والبردوني تتصدر الطلبات في مجالها، وحققت مبيعات جيدة جدا.

وعلى صعيد الدراسات حضرت كتب محمد عبده الجابري، وكتب أخرى مثل (من أجل الوحدة العربية ..رؤية للمستقبل) لمجموعة من المؤلفين، وغصت دورها بالباحثين وطلاب الجامعات.

فيما احتلت روايات الإثارة والتشويق الأجنبية بالذات جانبا كبيرا من اهتمام زوار المعرض، وبالذات فئة الشباب والمراهقين، خصوصا تلك التي أصبحت حاليا أعمالا سينمائية معروفة مثل "شيفرة دافنشي" لدان براون، و"شفق" لستيفاني آن بأجزائها المتعددة، إضافة إلى روايات معروفة عربيا.

وحافظت كتب وروايات على حضورها مثل "الشرق في زمن التحولات"، لجاك ميشان، و"نحن والإرهاب" لمحمود علي المحمود، و"بدو وسط الجزيرة" لجوهن جاكوب، وكذلك كتب عبدالله الغذامي و"صخور النفط" لعبدالله التركي، وأعمال الشاعر للشاعر محمود درويش، و"صدام مر من هنا" لغسان شربل، وكتاب" زمن الخليج " و"إيران تستيقظ مذكرات الثورة والأمل " للمعارضة الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وكتاب "اليوسوعية والفاتيكان"، و"الحرية الدينية".

فيما لفتت العناوين المستفزة التي حرصت العديد من الدور على إبرازها بالرغم من هدوء المحتوى، بينما حقق الكتاب المستعمل حضورا جيدا في أول مشاركة.

ومن زاوية أخرى جاءت كتب في قائمة اهتمامات أخرى لشريحة معينة مثل كتاب "حقوق الإنسان المتهم في مرحلة التحقيق في النظام الإجرائي السعودي"، محققا أرقام مبيعات عالية.

وبحسب مازن محي الدين من دار (منشورات الحلبي الحقوقية ) "تفاجأت بمستوى الإقبال على الكتاب"، مشيرا إلى كتب أخرى كانت أيضا محل الإقبال، مثل "الملامح العامة لنظام الإجراءات الجزائية السعودية ودورها في حماية حقوق الإنسان"، وكتاب "مجلس إدارة الشركة المساهمة في القانون السعودي".

وحول نسبة الخفض المتوقع في الأسعار، ذكر مدير إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبدالعزيز العقيل لصحيفة الوطن السعودية في عددها الأربعاء الماضي، أنَّ قرار إدارة المعرض بمنح 20 % من رسوم الأجنحة لكل دار نشر تكون عضواً في اتحاد الناشرين العرب يخص إيجارات دور النشر، ولا يعني الزوّار أو تخفيضات على أسعار الكتب، مشيراً إلى أن إدارة المعرض منحت أيضاً 20 % لدور النشر السعودية الحائزة على عضوية اتحاد الناشرين السعوديين.

وتوقع الدكتور العقيل أن يشهد المعرض قريباً تخفيضاً في أسعار الكتب من دون أن يحدد موعداً لذلك، مشيراً إلى أن قرار دعم دور النشر الأعضاء في اتحاد الناشرين العرب أو الناشرين السعوديين بالتخفيض، جاء نظراً إلى أن الدور الحائزة على العضوية تعتبر الأكثر انضباطاً من غيرها، واستطرد "أن ذلك يعد دعماً من معرض الكتاب لدور النشر".