ناشطات يطالبن بآليات حماية مؤسسية للنساء المتأثرات بالنزاع

n4bkwgfq
n4bkwgfq

رانيا الصرايرة

عمان - أكدت ناشطات دور الحراك النسوي في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية إنجازاته، فيما تطرقن إلى عدد من التحديات التي تشكل عائقا أمام تقدمهن في الإنجازات.اضافة اعلان
وطالبت الناشطات بإيلاء المزيد من الاهتمام للأسرة ومدى تأثرها بالصراعات والهجرات القسرية، مؤكدات عدم وجود آليات حماية مؤسسية كافية للنساء المتأثرات بالنزاع باستثناء المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان، حيث أن النساء هن الأقدر على وصف مدى تأثرهن وأسرهن جراء هذه النزاعات.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية تحت عنوان "مفتاح التغيير: التعلم من مبادرات المرأة في العالم العربي"، التي عقدتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض).
الباحثة في العلوم السياسية ومديرة معهد الأصفري، دينا خواجا، أكدت أن الحراك النسوي حقق إنجازات عديدة في المنطقة، لكنها لفتت إلى أن هناك تحديات تمثل عوائق في إنجاح جهوده مثل قلة المساحات العامة لتطوير هذا الحراك، والنظرة العامة للمرأة على أنها ضعيفة وتحتاج إلى التمكين، وحملات المناصرة وحشد التأييد التي لا تواكب السياق العام، بالإضافة إلى الاستحواذ على الخطاب العام من قبل أقطاب محددة للحراك النسوي كتيار الدولة أو التيار اليساري دون إفساح المجال لغيرها وصعوبة تحقيق التوازن بين كافة التيارات.
وأوصت خواجا بإجراء المزيد من البحوث التي تهدف إلى تغيير التصور العام للمرأة ودورها بما في ذلك العمل غير مدفوع الأجر الذي تقوم به، والتركيز على كسر حلقة القواعد والتابوهات التي تعمل على استضعاف المرأة.
وقدمت الناشطة النسوية الدولية والعضو المؤسس لمنظمة عبر الخطوط الحمراء، منال عمر، الجلسة الثانية من الندوة، بعنوان "قدرة المرأة في إحداث التغير التحولي"، وأوضحت فيها أهمية فهم السياق العام والمحليّة في العمل الاجتماعي، وكيف أن المجتمعات لا تتقبل بالضرورة الحقائق العامة إزاء واقعها، وكيف أن النساء هن الأقدر على معرفة حيثيات واقعهن وأسرهن وسياقهن العام والاجتماعي، إلا أن النساء وفقا لمنال عمر، لا يتمتعن بالحماية الكافية، بالمقارنة لنظرائهن من الرجال ممن يتمتعون بالقوة الجسدية والعشائرية والاجتماعية، مشيرة هنا إلى أنه بإمكانهن اكتساب الحماية عبر تأسيس المجتمعات.
وتلا الجلسات، حوار مفتوح ومداخلات عدة للحضور، حيث أشارت مديرة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، سلمى النمس، إلى أن الناشطات النسويات يواجهن نقدا شديدا ومتعدد الأصعدة، وأن بعض الأصوات التي ترتبط بالمؤسسات النخبوية لها مقدرة على الاستحواذ على الخطاب وتحديد مساره، ولا بد للحراك النسوي من تأسيس قاعدة نفوذ والعمل على إنتاج المعرفة.
من جهتها، طرحت مديرة مركز دراسات المرأة، ميسون العتوم، عدة تساؤلات حول حال الإرادة السياسية في المنطقة العربية وكيف يمكن للنساء إيصال أصواتهن في ظل احتكار الرجال للخطاب السياسي، فيما تحدثت هدى الزعبي من المعهد الدولي لتضامن النساء حول "الحراك اللاعلماني"، قائلة، "إن المشكلة تكمن في تفسيرات النصوص الدينية وليس الدين، وإنه لا بد من تسليط الضوء على الأمور الإيجابية بجانب نقد السلبيات".
وأكدت ممثلة مركز العدالة، عيشة العمري، أهمية التحليل للتطوير واستعادة دور المجتمع المدني، بالإضافة إلى ضرورة شمول كافة النساء ضمن الحراك النسوي والتأكيد على تمثيلهن كافة.
من جانبها، أكدت الناشطة عروب صبح، أهمية النظر في التداخلات السياسية والاقتصادية، مضيفة، أن الحراك وحده لا يمثل الحل الذي نسعى إليه، بل لا بد من تكثيف الجهود الأكاديمية ولا بد من تعزيز المجتمع المدني لهذه القيم عوضا عن العمل كمشروعات تجارية.
فيما أشارت الباحثة الأكاديمية، وفاء الخضرة، إلى أهمية الحوار وتعزيزه وأنه لا بد من تعريف مركزية الحراك النسوي وأطيافه الشمولية، والنظر لكيفية توظيف المصطلحات لاستعادة الخطاب النسوي المؤثر، كما أكدت أهمية مكافحة الخطاب السياسي الأبوي والتحليل النقدي الذاتي للحراك النسوي لضمان ملكية المعنيين لخطابهن وسردياتهن دون أحكام أو أفكار مسبقة.