ناشطان إسلاميان: الحاجة ملحة لإقامة دولة مدنية والفرصة مهيأة لاستثمار الصحوة الدينية

القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية محمد طلابي (يسار) يتحدث خلال ندوة "زمزم" أول من أمس- (تصوير: محمد مغايضة)
القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية محمد طلابي (يسار) يتحدث خلال ندوة "زمزم" أول من أمس- (تصوير: محمد مغايضة)

هديل غبّون

عمان- أكد القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية (حزب إسلامي وسطي) الدكتور محمد طلابي أن الحاجة السياسية الملحة اليوم، تتمثل في إقامة «دولة مدنية ديمقراطية خالصة» أولا لتوائم إفرازات المرحلة، وتعطى فيها السلطة للأمة لاختيار مرجعيتها «بين دينية أو لا دينية»، فيما رأت عضو مجلس شورى حزب النهضة التونسي الدكتورة آمال عزوز، أن هناك «تحديات سياسية بشأن عودة النظام الحاكم المعزول، مع اقتراب استحقاق الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في تونس أواخر العام».  
وقدم كل من الطلابي وعزوز رؤاهما السياسية حول بعض التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة، وآفاق الحل المستقبلي، وذلك خلال ندوة حوارية نظمتها المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» مساء أول من أمس في مقرها، بحضور عدد من أعضاء المبادرة. 
من جانبه، رأى الطلابي المختص في التاريخ والناشط اليساري السابق، والإسلامي حاليا، أن الخروج من الحالة التي تمر بها المنطقة العربية لن يتحقق، إلا عبر تشكيل تكتلات كبيرة دون صدام حضارات».
وقال إن الأمة اليوم تمر «بصحوة دينية» لا بد من استثمارها، ممايزا في الوقت ذاته بين مفاهيم الدولة الدينية والإسلامية والعلمانية والمدنية الخالصة، فيما شدد على أن هناك «خلطا في تلك المفاهيم حتى لدى حركات الإسلام السياسي».
وقال إن ما يسمى «الربيع الديمقراطي للبلدان العربية»، يتطلب بناء دولة مدنية، معتبرا من يدعو إلى إقامة دولة دينية من المسلمين «متخلفا ولا يفهم معنى الإسلام»، وأضاف أن «الدولة الدينية لها تبعية السياسة للقداسة وهذه انقرضت».
كما بين أن الدولة العلمانية التي ينادي بها البعض، تعني «فصل السياسة عن القداسة إلزاما، بينما تعني الدولة الإسلامية الشراكة بين القداسة والسياسة إلزاما لا اختيارا».
وأضاف الطلابي إن الظروف العامة للأمة الاسلامية والعروبة تدفع باتجاه بناء دولة مدنية، حيث تصبح كل رؤية يطرحها حزب يصل إلى السلطة أو فتوى يقدمها لا قداسة فيهما، بل اجتهاد بشري عدا ما يتعلق بالقضايا الشعائرية.
ونبه الى تمدد الحضارتين الصينية والهندية في منتصف القرن، مشددا على ضرورة توجه الدول العربية إلى بناء تكتلات كبيرة والخروج من «القطرية» والسعي إلى إنتاج حضارة راشدة.
وقال إن الفرص أمام الأمة العربية والاسلامية لبناء تلك الحضارة قائمة، في ظل وجود «الثورات المسلحة في المجتمع العميق» في مواجهة الثورات المضادة للدولة العميقة»، مضيفا: «الربيع الديمقراطي، هو موجات وليس خطا مستقيما، والديمقراطية كائن سياسي راحل (متنقل)».
وفي سياق الحديث عن أخطاء الثورة المصرية، أشار الطلابي إلى أن أبرز الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها هي «عدم امتلاكها تصورا لها»، مقابل جاهزية التصور لدى الثورة المضادة، إلى جانب ترك الميدان وعدم تسليم الثورة «للثوار».
أما عزوز، فجددت التأكيد أن نجاح التجربة التونسية في بلادها مرده إلى الحرص على «تشكيل حكم ائتلاف» يمثل مختلف القوى السياسية وتلاوينها، لافتة إلى ان حيادية «المؤسسة العسكرية» في تونس كانت أحد أبرز عوامل نجاح الثورة.
وقالت إن استيعاب حزب النهضة «للقضايا الديمقراطية» سهل على الحزب تحمله لكل تبعات الثورة، خاصة في ما يتعلق بقناعة الحزب بعدم قدرته على الحكم بمفرده.
غير أن عزوز أشارت الى إن الدولة تواجه تحديات مقبلة مع قرب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين، في مقدمتها احتمالية «عودة النظام القديم عبر عدد من رموزه بدعم من دول خليجية».
ورأت عزوز أنه «ليس من الواضح حتى الآن تقبل الغرب لأي طرف إسلامي، قد تفرزه الانتخابات المقبلة»، فيما أكدت أن ترسيخ حقوق المرأة في تونس نجحت لأن المنظومة السياسية والحقوقية تعاملت معها من منطلق المواطنة.

اضافة اعلان

[email protected]