ناشطون بيئيون شباب يحذرون: الانبعاثات الدفيئة وصلت معدلات قياسية

085u32jk
085u32jk

فرح عطيات

عمان - "حان الوقت لاتخاذ إجراءات جدية من الأردن ودول العالم من أجل الحد من ظاهرة التغير المناخي، والانبعاثات الدفيئة، التي وصلت معدلات قياسية"، كما يؤكد شباب أردنيون في رسالة وجهوها إلى قادة العالم المجتمعين حاليا في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في مدينة نيويورك.اضافة اعلان
وأشار هؤلاء الشباب في رسالتهم إلى أن "آثار التغيرات المناخية لم تعد خفية، بل تتزايد حدتها، وقد بات الأردن يرزح تحت وطأتها، مثل الفيضانات التي شهدها الشتاء الماضي، وارتفاع درجات الحرارة، وموجات الجفاف المتكررة".
وتتزامن تلك التحذيرات، التي أطلقها الناشطون البيئيون الشباب، مع تقرير جديد أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أول من أمس، كشف عن أن "الفجوة صارخة ومتنامية بين الأهداف المتفق عليها لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، والواقع الفعلي لتحقيقها".
وأظهرت نتائج التقرير الذي حمل عنوان "متحدون في العالم"، أن "الخمسة أعوام الماضية شكلت الفترة الأكثر حرارة على الاطلاق، وخلالها وصلت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي رقما قياسيا"، موضحا أن "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نمت بنسبة 2 % ووصلت العام 2018 رقما قياسيا بحجم 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، في وقت استمر فيه انخفاض الجليد البحري وكتلة الجليد؛ وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة نسبة الحموضة في مياه البحر".
ووفق نائب رئيس جمعية الجيل الأخضر الشاب عبد الله دريعات، فإن "ما يحدث في الأردن نتيجة تأثيرات التغير المناخي يعد بمثابة فرصة لتحسين البنية التحتية، والعمل على استدامة الموارد الطبيعية"، مشيرا إلى أن الرسالة الموجهة للقادة المجتمعين حاليا في قمة المناخ تلفت الأنظار إلى أن "الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الحر والبرودة الشديدة، تعد جميعها انذارات لضرورة التخفيف من الانبعاثات الدفيئة، والاعتماد على الاقتصاد الأخضر".
بل ويتعدى الأمر، من وجهة نظر الدريعات، إلى "أهمية الاعتماد على الاقتصاد المرتبط بإجراءات التكيف مع المناخ، وعندها سيعم السلام بين الشعوب، لأن الموارد الطبيعية ستصبح أكثر استدامة من الآن"، معربا عن أمله في أن "لا يقتصر دور الشباب على المشاركة في القمة، دون أن يكون لهم دور فعلي في رسم السياسات، ووضع خطط على المستوى المحلي والوطني، وعبر الحصول على دعم مالي وفني لتنفيذ مشاريع في مجال الزراعة والمياه".
وفي قمة المناخ للشباب، طالب طلاب وناشطون شباب السبت الماضي، قادة العالم بأن "يتوقفوا عن إضاعة الوقت، وأن يبذلوا جهودا أكبر للحد من انبعاثات الكربون".
وتأتي هذه القمة، في أعقاب "إضراب المناخ" العالمي الذي جرى الجمعة الماضي، والذي شهد خروج ملايين الشباب من المدارس في كافة أنحاء العالم، كانت من بينهم حفيدة الناشطة البيئية الالمانية كريستين ولش.
وأكدت ولش، المقيمة في الأردن منذ أكثر منذ أكثر من 12 عاما، أن "هذه المظاهرات بدأت بعدد قليل، لكنها أصبحت الآن تعم انحاء العالم، ولم تعد محصورة في تلاميذ المدارس، بل بين كافة الفئات الشبابية".
وبالرغم من التحذيرات الجادة التي أطلقها العلماء، لوقف التدهور الشديد في الموارد الطبيعية وفقدان القدرة الحيوية، إلا أن "دوائر صنع القرار الدولية لا تلقي أي اهتمام يرقى لمستوى الحفاظ على سلامة الأمن الإنساني والغذائي والبيئي"، وفق رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان.
وأكد الشوشان أن "الأردن يقف في طليعة الدول المتأثرة بالتغير المناخي، خاصة التغير الحاصل على ماهية أنماط الهطل المطري والتي شاهدناها العام الماضي على شكل الفيضانات الومضية، وكانت نتائجها كارثية في الخسائر البشرية والمادية".
ومن وجهة نظره، فإن الإرادة السياسة ما تزال خجولة في أحيان، وضعيفة في أحيان كثيرة، للمضي بقوة في مجالات التكيف مع آثار التغير المناخي، والتخفيف من مسبباته، مع عدم وجود موانع حقيقية تقف عائقا في وجه تنفيذ ما خطط له خلال السنوات القليلة الماضية".
وأكد الشوشان أن "الأردن يمتلك فرصة كبيرة لتحقيق الفرق وتقديم نموذج إقليميا إن لم يكن عالميا، في تخضير القطاعات الخدمية والإنتاجية مع الأخذ بعين الاعتبار الصراعات والحروب الإقليمية التي تآكل رأس المال الطبيعي بسببها".
وأعدت تقارير الفجوة في الانبعاثات، الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة سابقا، تقييما لأحدث الدراسات العلمية حول انبعاثات غازات الدفيئة الحالية والمستقبلية؛ حيث لا يُقدر أن تبلغ العالمية منها ذروتها بحلول العام 2030، ناهيك عن العام 2020، إذا تم الحفاظ على سياسات المناخ الحالية ومستويات الطموح للمساهمات المحددة وطنيا.
وتشير النتائج الأولية من تقرير فجوة الانبعاثات 2019 إلى أن انبعاثات غازات الدفيئة استمرت في الارتفاع العام الماضي.